دخل عمال سيراميكا كليوباترا في اعتصام مفتوح أمام مبنى محافظة السويس في غمار صراع مرير يخوضونه من أجل انتزاع حقوقهم من رجل الأعمال محمد أبو العينين، أحد أباطرة المال والأعمال، ورمز من رموز الفساد والاستغلال في نظام مبارك، والمتورط في جرائم القتل ضد الثوار في موقعة الجمل، وأحد ممولي حملة مرشح الثورة المضادة أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية. قام أبو العينين في 10 يوليو الجاري بإيقاف أوتوبيسات نقل العمال من العمل لمنع وصول العمال إلى المصنع وإجهاض تحركاتهم للمطالبة بحقوقهم المالية في الأجور والأرباح، مما دفع عمال الوردية الثالثة إلى "التطبيق" وتشغيل المصنع بدلاً من الوردية الأولى التي لم يصل عمالها إلى الشركة، والذين توجهوا إلى قسم شرطة عتاقة لتحرير محضر ضد أبو العينين. بعدها نظم العمال وقفة احتجاجية أمام قصر الرئاسة ومكتب النائب العام مما دفع أبو العينين إلى إعادة تشغيل المصنع لمدة 24 ساعة فقط، ثم عاد وأمر بوقف نقل العمال إلى الشركة، في محاولة على ما يبدو إلى سحب العمال من أمام قصر الرئاسة. يُذكر في هذا الإطار أن رئيس الجمهورية محمد مرسي كان قد استقبل محمد أبو العينين أثناء خطابه الأول بجامعة القاهرة، بعد حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية. كما تلقى مرسي رسالة تهنئة من رجل الأعمال بما فيهم رجال الأعمال على استثماراتهم ومصالحهم. يُذكر أيضاً أن عمال سيراميكا كليوباترا البالغ عددهم عشرة آلاف عامل، موزعين على فرعي الشركة في السويس والعاشر من رمضان، ويتقاضون أجوراً تتراوح بين 1000 و1200 شهرياً ولا يتمتعون بالرعاية الصحية أو الاجتماعية، كما لا يحصلون على حصتهم من أرباح الشركة منذ 11 عام تمتع خلالها أبو العينين بحماية ورعاية جمال مبارك على حساب العمال. ويبدو أن هذه الحماية يتولاها مرسي اليوم. الجدير بالذكر أن عمال سيراميكا كليوباترا كانوا قد التحقوا بالموجة العمالية التي انطلقت في 6 فبراير 2011 لتسدد الضربة القاضية لمبارك على رأس السلطة، تلك الموجة التي استمرت حتى شهر أبريل من العام الماضي، حين أصدر المجلس العسكري مرسوم حظر الإضراب وعاقب عليه بالحبس والغرامة 120 ألف جنيه. في هذا السياق انضم عمال كليوباترا إلى هذه الموجة في مارس 2011 للحصول على حقوقهم من "مبارك الشركة" – أبو العينين. وبعد اعتصام آخر في مارس 2012 تم التوصل إلى اتفاقية جماعية تم التوقيع عليها بحضور اللجنة النقابية التي تمثل العمال ورئيس مجلس الإدارة – أبو العينين – ووزير القوى العاملة، وأيضاً بحضور اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، وتم الاتفاق على التزام الشركة بالبنود الآتية: 1- صرف 10 جنيه بدل وجبة عن كل يوم عمل فعلي. 2- 10 جنيه بدل وردية ثالثة عمل فعلي. 3- تسوية الأرباح وبأثر رجعي ثلاث سنوات من العشر سنوات الماضية. 4- صرف بدل مخاطر على 3 مستويات: - مستوى أول 300 جنيه - مستوى ثان 200 جنيه - مستوى ثالث 100 جنيه 5- صرف شهرين منح في الأعياد والمناسبات الرسمية وفتح المدارس بحد أقصى 300 جنيه على أربع دفع في السنة. ولم يلتزم أبو العينين ببنود الاتفاقية بخلاف صرف 10 جنيه بدل الوردية الثالثة و10 جنيه بدل وجبة وبعد تأخر 3 شهور. ولم يقم بصرف الأرباح إلا دفعه 1000 جنيه لكل عامل في 31 مارس 2012، ونصف شهر في شهر مايو، وذلك بعد ضغوط العمال أنفسهم. في هذا الإطار بدأ العمال اعتصامهم أمام محافظة السويس لتنفيذ بنود الاتفاقية. فقامت قوات الشرطة والجيش بالاعتداء عليهم والقبض على 6 من العمال، منهم نائب رئيس اللجنة النقابية، أحمد صلاح، الذي أصيب بطعنة مطواه في ظهره وأربعة غرز في رأسه من جراء الاعتداء عليه. فيما يفكر العمال في تصعيد احتجاجهم في الفترة القادمة للحصول على مطالبهم العادلة في مواجهة "مبارك شركة كليوباترا" – محمد أبو العينين.