جدد الرئيس السوداني عمر البشير التأكيد على أن بلاده مستهدفة لإمكاناتها المادية وقدراتها البشرية التي لا توجد في أي بلد آخر. وأكد البشير، اهتمام الدولة بشريحة الطلاب ورعايتها حتى يحافظوا على مزيد من التفوق في كافة المجالات . وقال لدى مخاطبته لقاء مع الطلاب المتفوقين بمجلس الوزراء، أمس، "إننا سنورثكم سوداناً موحداً متطوراً ومتقدماً وسنعد هذا البلد ونسلمه لكم لتقودوه إلى الأمام حتى يكون رائداً إقليمياً ودولياً" . من جانبه رهن حزب "المؤتمر الشعبى" المعارض فى السودان نجاح المبادرة الإقليمية الهادفة إلى لمّ الشمل وحل الخلافات بينه وبين حزب "المؤتمر الوطنى" الحاكم، بمخاطبة القضايا الخلافية الحقيقية بين الحزبين. وكان عضو المكتب السياسى بالحزب الحاكم الدكتور نزار خالد محجوب قال، "إن كلا من مصر وتونس وليبيا تقود مبادرة إقليمية عربية إسلامية، تهدف إلى لم الشمل وحل الخلافات بين الحزبين، بعد أن شهدت المراحل السابقة تقاربا فكريا وسياسيا بينهما". وأضاف القيادى بحزب "المؤتمر الشعبى" الدكتور أبو بكر عبد الرازق فى تصريح له مساء أمس ، أن حزبه سيقوم بدراسة المبادرة عندما تأتيه بصورة رسمية، وسيرد عليها فى الوقت المناسب، مؤكدا أن قيادات البلاد تؤمن- هى وحزبها- أن المشروع الإسلامى هو مشروع للحرية كما هو مشروع للعدالة والمساواة. من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والمحلل السياسى الدكتور صفوت صبحى فانوس، أن إطلاق مبادرات إسلامية أو سياسية بين حزبى المؤتمر الوطنى والشعبى، هو بداية الوفاق الوطنى والتلاقى مرة أخرى، لافتا إلى أن جهات عديدة سعت من قبل لإيجاد مبادرات كالتى قامت بها قطر واليمن، إلا أنها لم تلق النجاح، بسبب المواقف المتباعدة بين الحزبين. وأضاف قائلا: "الخلاف الذى حدث بين الطرفين إبان المفاصلة الشهيرة ليست فى المسائل الفكرية والإسلامية بل هو خلاف على السلطة والحكم"، مضيفا أن كل طرف يرى أنه الأجدر بقيادة السودان، بجانب تمسك كل طرف بمبادئه وأساليبه السياسية والإستراتيجية. وقال فانوس "إن قيام حوار فكرى فى ظل هذا الصراع يتطلب بذل المزيد من التقارب والأفكار السياسية والإسلامية، فضلا عن إدخال إصلاحات مشتركة على الوضع الاقتصادى، حتى تتمكن الأطراف من التعاطى مع كل المبادرات الداخلية والخارجية، التى يمكن أن تقوم بها جهات خارجية مثل مصر وتونس وغيرها من الدول ذات التوجه الإسلامى". من جهته رحب حزب الأمة القومي بالمبادرة التي تقودها كل من مصر وليبيا وتونس لحل الخلافات الفكرية والسياسية التي عصفت بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي منذ عام 1999م موضحاً أن هذه الدول أدركت أهمية توحيد الجهود السياسية والإسلامية بين الأحزاب السودانية ذات الوزن الثقيل على المستوى الشعبي والسياسي. وقال نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء (م) فضل الله برمة ناصر إن حزبه أبدى ارتياحه الشديد للمبادرة الإقليمية والعربية لتوحيد الجهود وعودة وحدة الإسلاميين داعياً حزبي الوطني والشعبي باستيعاب هذه المبادرة والاستفادة منها حتى ينصلح الوضع الاقتصادي والسياسي على حد سواء . وفي السياق أكد رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني وقوف حزبه مع جهود الإصلاح في البلاد ودعمه وترحيبه لمجهود الإصلاح بين الإسلاميين في السودان عبر مبادرة دول الربيع العربي والتي أبدت وقوفها مع الشعب السوداني بداعي الإصلاح بين المسلمين ودعم جهود الإصلاح. وفي السياق قال المحلل السياسي الدكتور محمد عثمان أبو ساق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري إن ظهور مبادرات خارجية في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد يمثل تحدياً كبيراً للأحزاب والقوى السياسية المختلفة لافتاً إلى أن الحكومة أصحبت تمتلك نظاما شرعيا ومعترفا به إقليمياً ودولياً بعد الانتخابات مما يشير إلى أن هناك مؤشرات أقوى لحركة توحيد الجبهة الداخلية عبر استجابتها لأية مبادرات خارجية وقال: إن الخلافات التي يشهدها عدد من الأحزاب السياسية ليست بالعميقة مبيناً أن نجاح المبادرات الخارجية حول رأب الصدع بين الشعبي والوطني ستجعل السودان في مكانة مرموقة بين دول المنطقة العربية.