وما زلنا نسأل: لماذا نقف فى مكاننا بينما يتحرك الآخرون؟ لماذا نتأخر وغيرنا يتقدم؟.. الإجابة تأتينا من الصين هذه المرة، حيث حكم القضاء الصينى بالأمس على اثنين من المتورطين فى فضيحة إنتاج وبيع حليب مجفف ملوث، بالإعدام، وبالمؤبد على باقى المتهمين، ووصفت حيثيات الحكم المدانين بأنهم أنتجوا غذاء مسموما، وهددوا الصحة العامة، لذا استحقوا هذه الأحكام التى أريد من ورائها أن تكون رادعا لغيرهم. يأتى هذا الحكم بعد أيام من صدور الحكم فى قضية مشابهة، لا تقل فى خطورتها ولا تهديدها للسلامة العامة فى مصر، عن قضية الحليب الصينى، وهى قضية أكياس الدم الملوثة التى وردتها شركة هايدلينا لوزارة الصحة المصرية، فقد حكم على المتهم الرئيس فى القضية (النائب هانى سرور)، وثلاثة آخرين، بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل، وبمدد أقل على باقى المتهمين السبعة، واستطاع سرور الفرار من السلطات ويتردد أنه خارج مصر الآن.. وبالمقارنة بين الحكمين يتبين الفارق بين دولتين ونظامين وشعبين.. ملحوظة: نحن هنا لا نعلق على أحكام القضاء، وإنما نعلق على المشرع الذى لم يسن للقضاء القوانين الكفيلة بردع المخربين، الذين يهددون السلامة العامة، ويدمرون مجتمعنا بسبب الجشع وانعدام الضمير.