تركت العمليةُ العسكرية التي نُفّدت أمس على الحدود المصرية- الإسرائيلية تأثيراتها المباشرة على الصحافة العبرية في تناولها لفوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية، وعكست تلك الصحف خروج المؤيدين إلى الشوارع احتفالا بالنصر بالرغم من عدم نشر النتائج النهائية، كما تناولت التصريحات التي أعلن من خلالها مرسي فوزه بالانتخابات، بينما خلت الصحف العبرية من تصريحات رسمية من صحف العدو الصهيوني حول فوز مرشح الإخوان المسلمين بالانتخابات، اتسمت فى معظمها بحالة من القلق تصل إلى حد الرعب. صحيفة "هآرتس" تناولت الموضوع على صفحتها الأولى، مشيرة إلى إعلان الإخوان المسلمين الفوز في الانتخابات وفوز مرشحهم محمد مرسي، وقد ركزت الصحيفة على العملية العسكرية التي جرت أمس الاثنين على الحدود المصرية وعلى ما وصفته بالفلتان الأمني في سيناء، وكذلك تصاعد نشاط المقاومة الفلسطينية. واعتبرت أن فوز محمد مرسي والإخوان المسلمين سيساهم في زيادة نفوذ هذه التنظيمات والمجموعات، مشيرة إلى إمكانية توتر الجبهة الجنوبية لإسرائيل التي كانت لوقت ليس طويل شبه هادئة، كما رأت أن هذا الفوز سيساهم في زيادة نفوذ الجماعات الإسلامية بما فيها حركة حماس في قطاع غزة. صحيفة "يديعوت احرونوت" هي أيضا ربطت الانتخابات بالعملية العسكرية والتخوفات لدى الأوساط الأمنية من توتر جديد على الجبهة الجنوبية، وسلسلة من العمليات العسكرية ضد إسرائيل مما دفع الجيش الإسرائيلي لتحريك دباباته نحو الحدود مع مصر بما يخالف اتفاقية كامب ديفيد، كذلك اعتبرت الصحيفة أن سيناء بدأت تتحول إلى حد كبير لما يشبه أفغانستان في إشارة منها لارتفاع سيطرة الجماعات الإسلامية على سيناء. وتناولت الصحيفة تصريحات محمد مرسي خاصة في حملته الانتخابية وما وعد به الناخبين حال فوزه، والتي أكد من خلالها على حل المشاكل الاقتصادية وتقليص البطالة وخلق فرص العمل وتحقيق التنمية، واعدا بعدم سن قوانين جديدة تحد من السياحة في مصر تاركا المجال لحرية السلوك في الأماكن السياحية بما فيها طبيعة الملابس وكذلك المشروبات، وأكد على احترام الاتفاقيات والالتزامات المصرية مع العالم، ومع ذلك فإن اتفاقية السلام مع إسرائيل ستكون تحت الفحص والبحث. كذلك أشارت الصحيفة إلى التسرّع في الاحتفالات التي قام بها مناصرو مرسي في الشوارع المصرية، خاصة بعد القرارات السريعة التي اتخذها المجلس العسكري الأعلى في مصر، والتي تضمنت قرار إلغاء التشريع السابق بكون الرئيس المصري رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر، والذي دفع مناصري الإخوان المسلمين وشباب الثورة إلى التهديد بالعودة إلى ميدان التحرير مجددا.