أكد محللون ومختصون أن القضية الفلسطينية ستتأثر بشكل كبير بالنتائج النهائية للانتخابات الرئاسية المصرية والتي حُسمت نتائجها بين المرشحين محمد مرسي وأحمد شفيق, جاء ذلك خلال ندوة سياسية عقدها معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية بعنوان "تداعيات الإنتخابات الرئاسية المصرية على القضية الفلسطينية", حضرها لفيف من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين. وأوضح أ. إياد القرا الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة فلسطين أن لمصر ثقل كبير ودور هام في القضية الفلسطينية بفضل الجوار الجغرافي وما تمتلكه مصر من قدرات وإمكانيات هائلة على الصعيد السياسي والعسكري والتاريخي والجغرافي أهلتها لأن تكون لاعب رئيسي في المشهد الفلسطيني. وأوضح القرا أن الفلسطينيون باختلاف توجهاتهم السياسية أبدوا تحفظاً ملحوظاً إزاء تحديد مرشحهم المفضل لتولى منصب الرئاسية, مؤكداً أن الفلسطينيين يتطلعون لأن يكون لمصر دوراً ريادي في المشهد الفلسطيني خلافاً للدور السابق الذي كان يلعبه نظام مبارك بحيث يتم إعادة القضية الفلسطينية إلى عمقها العربي والإسلامي وطرحها في كافة المحافل والميادين الدولية. واعتبر القرا أن فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي سيكون أكثر إيجابية من فوز شفيق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل عام وتحديداً الحصار المفروض على قطاع غزة, مشيراً إلى أن فوز شفيق سيبقي الأمور على حالها ولن يُحدث أية تغير خاصة كونه امتدادا للنظام السابق. وبيّن القرا أن ملف المصالحة الفلسطينية لن يتأثر بنتائج الإنتخابات الرئاسية المصرية نظراً لتعدد الأطراف التي لها دور في إدارة هذا الملف كقطر وغزة والضفة الغربية وإسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفيما يتعلق بتأثير الإنتخابات الرئاسية المصرية على المشهد الإسرائيلي أكد المختص بالشؤون الإسرائيلية د. عدنان أبو عامر أن إسرائيل تراقب عن كثب المشهد المصري, مشيراً إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية خصصت ما يزيد عن 70 مليون دولار لإجراء الأبحاث والدراسات على لاستطلاع إتجاهات الرأي العام المصري لتلافي تكرار سيناريو الإنتخابات البرلمانية والتي شكلت لصدمة لإسرائيل. وأوضح أبو عامر أن كافة المؤسسات الرسمية الإسرائيلية منشغلة حاليا بتحديد السيناريوهات المتوقعة لصبيحة إعلان نتائج الإنتخابات, مبيناً أن إسرائيل حددت ثلاثة سيناريوهات رئيسية أولها وهو المفضل فوز شفيق وسط معارضة من الإسلاميين والثوار, والسيناريو الثاني فوز مرسي وبقاء مفاتيح الحكم الرئيسية في أيدي الفلول, وثالثها فوز أحد المرشحين ودخول البلاد في حالة فوضى واضطرابات طويلة. وأكد أبو عامر أن أكثر ما يقلق إسرائيل هو مستقبل اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل, متوقعاً أن يبقى العلم الإسرائيلي مرفوعاً في قلب العاصمة المصرية بغض النظر عن الطرف الفائز في الإنتخابات. من جهته قدم الباحث والمختص في شؤون الأمن القومي د. إبراهيم حبيب تحليلاً تفصيلياً لنتائج الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية المصرية, والتوقعات المحتملة لنتائج الجولة الثانية المقرر إجرائها منتصف يونيو الحالي, مشيراً إلى أن التيارات الإسلامية وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين هم أكبر الخاسرين في هذه الجولة من الإنتخابات. وأرجع د. حبيب خسارة الإخوان للجولة الأولى من الإنتخابات إلى عدة أسباب أهمها انفصال الإخوان عن شباب الثورة بعد تنحي مبارك ووقوفهم إلى جانب المجلس العسكري والذي يعتبر امتداداً لنظام مبارك, وتأخرهم في اتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات وتأخر طرح شفيق كمرشح بإسم الجماعة بالإضافة إلى تشتت أصوات الإسلاميين بين مرسي وأبو الفتوح والعوا. وتوقع د. حبيب أن ترتفع نسبة المشاركة في الإنتخابات في جولتها الثانية لتتراوح بين 55-60% مؤكداً أن المنافسة ستكون على أشدها بين المرشحين مرجحاً فوز مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي بفارق ضئيل للغاية لا يزيد عن 5% عن المرشح أحمد شفيق.