جدد الرئيس السوداني عمر البشير التزام الدوله وحرصها علي انه لا تفريط في اي شبر من تراب الوطن او المساس بسيادته وكرامته ، مشيرا الي ان العلاقه مع مواطني الجنوب هي علاقه تربطها قيم التاريخ غير ان الحركه الشعبيه تنكرت لها واصبحت تعادي السودان حكومه وشعبا. وقال البشير في خطابه أمس في فاتحه دوره الانعقاد الاولي لعام 2012 للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي ، ان التعديات التي ارتكبتها حكومه جنوب السودان علي الارض والسياده السودانيه وتعكيرها لاجواء الجوار بصوره سافره "لن تجعلنا نحيد عن نظرتنا المستقبليه وعلاقاتنا مع شعب جنوب السودان". واضاف انه بالرغم من تلك التصرفات اللامسئوله التي ارتكبتها حكومه جنوب السودان علي الحدود السودانيه المعترف بها دوليا وما فرضه علينا ذلك من ضرورة رد العدوان " فاننا ننظر ببصيره الي تلك العلاقات الراسخه بيننا وبين شعب جنوب السودان ، مشيرا الي هناك دوائر سعت وتسعي الي جرنا الي اتون الحرب ونحن واعون بذلك وندرس كيف سيصير سعيها وتخطيطها الي بوار" . واكد ان من اولويات هذه الخطه الحفاظ علي سياده الدوليه والدفاع عن حماها وتامين المواطنين في كل بقعه من بقاع السودان ولا يتاتي ذلك الا بدعم وبناء قدرات قوات دفاعيه وامنيه قويه وضاربه ومتماسكه واستنهاض القطاعات الانتاجيه. وجدد البشير العهد باستدامة السلام في كافة أنحاء السودان مشيرا إلى أن “الجهود انطلقت في هذا الشأن في الشرق وولايات دارفور ولتأمين ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان بعد خروج حركتي التمرد فيهما من الشرعية وحكم القانون”. وقال: رغم الظروف الاستثنائية التي يواجه فيها السودان العدوان من قبل الحركة الشعبية فقد حافظنا على نطاق واسع من الحريات العامة، بما فيها حرية الإعلام وضمان حق المعارضة في العمل الديمقراطي. وأكد أن السودان ظل يدعو إلى أن تكون علاقات الانفصال السياسي علاقة تكامل اقتصادي وتواصل اجتماعي إلا أن الحركة الشعبية قد اختارت طريق الغدر والخيانة وظلت في المرحلة الانتقالية تؤجل بعض القضايا إلى ما بعد الانفصال لتكون قنابل موقوتة . وقال البشير ان الحاله الاقتصاديه الراهنه هي حاله موقوته لها ما يبررها لظروف السودان الحاليه والأزمة المالية العالمية.
من جهة أخرى، أصدرت وزارة الداخلية السودانية توجيهات أمرت بموجبها المواطنين والأسر بعدم إيواء أي مواطن من دولة جنوب السودان لم يشرع في تسجيل نفسه خلال الفترة المحددة التي ستنتهي اليوم الثلاثاء، وألزمت المؤسسات بعدم تشغيل أي مواطن جنوبي لم يوفق وضعه، و أكدت استمرارهم في إجراءات تسجيل مواطني دولة جنوب السودان لحين انتهاء الفترة المحددة لهم لتوفيق أوضاعهم . وأكد وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد أن مواطني دولة جنوب السودان أصبحوا مواطنين أجانب وينطبق عليهم قانون الأجانب . وقال إن بلاده ومراعاة لظروف سفارة دولة جنوب السودان وعدم تمكنها من استخراج الوثائق فإن الوزارة بدأت في حصر واستخراج بطاقات مؤقتة لمواطني الجنوب .
في سياق آخر، حذر زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، من أن عدم الاتفاق على خريطة طريق وطنية للخروج من أزمات البلاد سيضعها تحت التدويل والوصاية . واتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتسييس مؤسسات المجتمع المدني واختراقها . ودعا إلى الحوار مع قيادات تحالف “الجبهة الثورية” مالك عقار وعبد العزيز الحلو وياسر عرمان وجبريل إبراهيم ومني اركو مناوي على كل القضايا عدا الخطوط الحمراء التي حصرها في العلمانية النافية للدين، وحق تقرير المصير ووصفهم ب”العقلاء” . ونادى المهدي بتحويل البلاد من دولة الحزب إلى دولة الوطن . وحذر من إغلاق الحدود مع الجنوب “لأن قوى دولية تريد ذلك وتسعى إلى تطبيق سياسة المناطق المقفولة مجدداً لعلمها أن الاندماج بين دولتي السودان والتغالب الثقافي يحقق مصلحة الشمال أكثر من الجنوب” .
من جهة أخري اعتبر سفير السودان في جنوب السودان، الدكتور مطرف صديق،تدخل مجلس الامن الدولي الاخير في النزاع بين الخرطوم وجوبا خطوة طبيعية لمنع التصعيد بين البلدين لان تكون حربا شاملة، وقلل من اهمية تحديد قرار مجلس الامن مواقيت لبدء المفاوضات وانهائها، وتوقع ان تبداً الآلية الافريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو امبيكي في تحركات ماكوكية قريبا لاستئناف المفاوضات،معلنا ثقة السودان في الاتحاد الافريقي. وشدد صديق في تصريحات صحفية أمس ،على ان قرار مجلس الامن لم يخرج من قرار مجلس السلم والامن الافريقي ،وقال انه استنساخ للقرار الافريقي الذي ارتضيناه وسيطا لمعالجة القضايا العالقة مع الجنوب،وأكد ان السودان ظل يلجأ للاتحاد الافريقي مقدما شكاواه اليه اكثر من مرة حول اعتداءات حكومة الجنوب والحركة الشعبية على ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان،ورأى انه من الطبيعي ان يتدخل مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي لمنع التصعيد بين البلدين لان يكون حربا شاملة، ورأى صديق ان تحديد سقف لانهاء التفاوض بثلاثة اشهر قصد منه حث الاطراف على عملية تفاوض جادة وهذه المواقيت لن تكون ملزمة اذا اظهر الطرفان جدية في التفاوض، وتوقع ان تنشط الآلية الافريقية برئاسة ثامبو خلال الايام القادمة لاستئناف المفاوضات التي لابد منها، مؤكداً ان الطرفين وافقا على خارطة الطريق،وهناك اتفاقيات سابقة بعدم الاعتداءات وسحب القوات 10 كيلومترات جنوبا وشمالا مما يخلق منطقة منزوعة السلاح بنحو 20 كيلو على طول الحدود المشتركة،وأكد انه لايمكن بدء محادثات حول ترسيم حدود ونفط وغيرها من المسائل قبل النظر في الترتيبات الامنية . واعتبر صديق قرار مجلس وزراء حكومة الجنوب بإصدار خارطة متضمنة هجليج نوعاً من العدوان ،موضحاً ان الحرب تأخذ اشكالا كثيرة "لكننا لانريد الانزلاق في العدائيات ايا كانت اعلامية او غيرها " وقال ان هدفنا الاستراتيجي هو وقف الحرب.