مشهد عام للملجأ ملاجئ السويس تتحول الى سجون للأيتام انتهاكات وضرب وتعذيب وحرمان من الحصول على آباء بالتبني ينتظر المئات من الاطفال الايتام فى ملاجىء محافظه السويس فرصه الحصول على ابوين للعيش فى حياه طبيعيه كريمه مثلهم مثل باقى الاطفال بدلا من انتظارهم لسنوات فى ملاجىء ينتظرون فيها عطف المواطنين ومودتهم ليوم واحد خلال العام وهو يوم اليتيم ويتناساهم العامه باقى ايام السنه ويامل هؤلاء الايتام فى الحصول على ابوين يظلون فى انتظارهم طوال العمر ولكنهم لن تسمح لهم هذه الفرصه لرفض القائمين على هذه الملاجىء طلبات اى سرة تتقدم بها لكفاله الايتام حرصا على التبرعات والمعونات التى تاتى الى هؤلاء الايتام والتى تقدر بملايين الجنيهات كل عام بخلاف الهدايا والاطعمه التى تصل اليهم بشكل يومى .... تتزايد الأوضاع المعيشية صعوبة في السويس بعد قيام ثورة 25 يناير لتلقي بحملها على اضعف فئة في المجتمع وهم الايتام فى الملاجىء فيعيش اليتيم وضع إنساني صعب خلفته ممارسات المسئولين وقلة توفر الإمكانيات المجتمعية لتعويضه هذا النقص فهناك الكثير من الأطفال الذين خرجوا على هذه الدنيا ولم يروا آبائهم ولا أمهاتهم ولم يشعروا بالعطف والحنان من الوالدين هؤلاء هم من يطلق عليهم ( الايتام ) وهم يحتاجون الى تربيه خاصه لتوفير الامان والاحساس بالاشباع العاطفى الذى فقداه مع فقدانهم لوالديهم والتى تجعلهم يشعرون بالضعف وفقدان عناصر القوه فمن يعوضهم عن ذلك ؟ يتوافد على دار الايتام فى السويس ومكتب الشئون الاجتماعيه العشرات من الطلبات من الاسر التى تطالب بكفاله طفل يتيم لحرمانهم من نعمه الانجاب او بدافع دينى او اجتماعى وبالتاكيد يجب ان توفر كل اسره تتقدم بطلب لكفاله طفل يتيم كافه الاوراق التى تؤكد سلامه نيه الكفيل لضمان حياه كريمه للطفل اليتيم وحينما تستوفى اى اسره كافه الاوراق والإجراءات تنتظر الرد الذى لا ياتى ابدا ويكون مصير الاوراق الحفظ فى احد الملفات بالارشيف او سله المهملات. يقول احمد عبد العاطى ادارى بشركه مصر ايران للغزل والنسيج ان شقيقه محمد يعمل فى احدى شركات البترول والتعدين بالبحر الاحمر ومتزوج منذ عده اعوام ولكنه حرم من نعمه النطق والانجاب وفشلت كل المحاولات التى اجراها مع زوجته فى محاوله منهم للانجاب لاصابتهم بالعقم ولان اخيه يعيش حياه كريمه ويمتلك اكثر من منزل فى السويس والبحر الاحمر فكر فى التبنى بعد ان بائت محاولاته للانجاب بالفشل وتقدم الى دار الايتام فى السويس منذ اكثر من سته اشهر بصحبه اخيه لعدم مقدرته على الكلام وطلب منهم التوجهه الى ادارة الشئون الاجتماعيه وعندما توجهو اليها طلب منهم الموظفين ملىء استمارة وعدد من الاوراق مثل صحيفه الحاله الجنائيه وبيان مفردات المرتب وقسيمه الزواج وخلافه وبعد استيفاء جميع الاوراق انتظرو الجواب ولكنه لم ياتى فداوم احمد على السئوال بشكل مستمر الا انه فى كل مرة لا يجد الموظفين ودائما يجد مكاتبهم مغلقه وعندما يقوم بالسئوال عليهم يجد الرد ( خرجو فى شغل ) وفى اخر مرة اصر ان يقابل اى مسئول منهم وعندما اتت اليه احدى الموظفات تحدثت معه بكل هدوء قائله ( انت زعلان ليه انت بقالك ست شهور بس ... فى ناس بقالها سنتين وبعدين الطلبات المقدمه لكفاله الايتام اكبر من حجم الاطفال ولو وافقنا عليها نقعد فى البيت ) فثار من هذا الرد وغضب وتقدم بعد من الشكاوى للمسئولين الا انه لم يجد اى استجابه او رد حتى الآن. وتضيف زينب محمود مديره باحدى شركات البترول بالسويس انها حرمت من نعمه الانجاب بعد محاولات دامت لعشر سنوات منذ زواجها وفكرت فى التبنى بحثا عن الامومه التى تنتظرها وذهبت بصحبه زوجها الى دار الايتام وبعدها عاودو الزياره الى مبنى الامومه والطفوله بالشؤون الاجتماعيه ومعهم الاوراق المطلوبه وتم وضعها فى ملف منذ ما يقرب من عام ونصف ومنذ هذا الوقت لم تجد اى رد وحاولت معرفه السبب فداومت على الذهاب الى الشؤون الاجتماعيه للسؤال الا انها فى كل مرة لا تجد الموظفين وفى اخر مرة اتت اليهم فى الساعه الثامنه صباحا حتى تعثر عليهم وعندما اتو انتظرتهم اكثر من ساعتين حتى ينتهو من ( الفطار وشرب الشاى ) وبحثت عن طلبها وقالت لها الموظفه ( طلبك لسه متراجعش لسه شويه تعالى اسالى بعد ست اشهر كمان ) غضبت زينب كثير وحدثت مشاجره انتهت بإخراجها عن طريق الامن وتقدمت زينب بعدد من الشكاوى للمسئولين ولمحافظ السويس الا انها لم تجد اى استجابه حتى الان وتؤكد زينب ان الطلبات المقدمه لا ينظر اليه حرصا على اموال التبرعات التى تاتى اليهم على عدد هؤلاء الايتام مؤكده انهم لا يهتمون اساسا باى طلب حيث يظل مصيره بداخل ملف بينما يظل الايتام فى الملاجىء لطمع وجشع المسئولين .. فهناك الكثير من الأطفال الذين خرجوا على هذه الدنيا ولم يروا آبائهم ولا أمهاتهم ولم يشعروا بالعطف والحنان من الوالدين فمن يعوّضهم ذلك ؟ هذا وأكدت المصادر ارتفاع الإصابة بالأمراض المزمنة بين الأطفال الايتام فى السويس خصوصا مع حلول الشتاء لانعدام الرعايه والتغذية وتفشى سوء المعاملة والإساءة للأطفال الملتحقين بهذه الدار والتى منها على سبيل المثال إستخدام أساليب للعقاب البدنى والمعنوى عن طريق وضع الأطفال فى غرف مظلمة طوال النهار وإجبارهم على الوقوف رافعين الأيدى إلى أن يسقطوا على الأرض نياما من شدة التعب، هذا بالإضافة لتعرض الأطفال أكثر من مرة للتسمم نتيجة لتناول أطعمة منتهية الصلاحية، كما يتم إستخدام الأطفال من قبل القائمين على الدار فى جمع تبرعات مالية وعينية للدار بطريقة تعد أحد أشكال التسول واستجداء عطف المواطنين المترددين على الدار وهو ما يعد إنتهاك صارخ لحقوق الأطفال التى من أجلها كانت مصر إحدى الدول التى قادت الدعوة لانعقاد القمة العالمية للطفل فى 29 سبتمبر 1990، كأول إجراء دولى لتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل وبرغم هذا يستخدم هؤلاء الاطفال كسلعة تعرض لكسب المال. وتقدم عدد من المواطنين بشكاوى الى وزارة الشئون الاجتماعية والتى قامت بإرسال لجنة تفتيش من المفترض أن تكون مفاجئة، إلا أنه كان هناك علم بموعد وصول اللجنة من القائمين على الدار حيث طلبوا من العاملين تجهيز الدار لاستقبال لجنة التفتيش وبالتالى إخفاء أى معالم للتجاوزات داخل الدار