فجأة وبعد أن كانت الأحوال قد هدأت على صعيد المواجهة التى كانت وقعت بين عمال شركة "سيراميكا كليوباترا" وبين صاحبها، رجل الأعمال "محمد أبو العينين"، استيقظ العمال فجأة على قرار استدعاء من النيابة لهم بتهمة احتجاز عاملين أجانب بالمصنع إبان مرحلة الاعتصام، على الرغم من أن هؤلاء العاملين الأجانب قد أكدو فى وقت سابق أنهم كانو موجودن بإرادتهم ضمن الاعتصام، مساندة منهم للعمال فى وجه طغيان رأس المال. واليوم صباحا، تحول مجمع محاكم السويس الى ثكنة عسكرية بعد توافد الآلاف من عمال "سيراميكا كيلوباترا" الى مقر المجمع والتظاهر امام الابواب وفى البهو الرئيسى وغلق الابواب بسيارات الشركه احتجاجا على قرار النيابه العامه بالسويس بضبط وإحضار اعضاء النقابه وبعض العاملين بتهمه قيامهم احتجاز الخبراء الاجانب بالشركه (إيطاليين وأسبان) بالمصنع طوال فترة الاعتصام. وياتى هذا بعد قيام اعضاء اللجنه النقابيه وبعض العاملين بمصنع سيراميكا كيلو باترا بتسليم انفسهم للنيابه العامه بالسويس بعد صدور قرار بضبطهم واحضارهم لاتهامهم بالقيام باحتجاز الخبراء الاجانب العاملين بالمصنع مرددين هتافات ضد ابو العنين صاحب الشركه ورئيس مجلس الادارة وهتافات معاديه للنيابه والقضاء والمسئولين بحكومه الجنزورى وفى السويس لوقوفهم بجانب ابو العنين رافعين لافتات تؤكد استمرار اعتصامهم بمجمع المحاكم حتى صدور قرار النيابه بالافراج عن زملائهم ولافتات اخرى تؤكد براءة زملائهم من التهم الموجهه اليهم كما رفع العاملون لافتات عليها صورة «جمل» فى إشارة إلى موقعة الجمل التى حدثت بميدان التحرير خلال الثورة وكان أبوالعينين من ضمن المتهمين فيها ولافتات أخرى كتبوا عليها «لا تراجع ولا استسلام». واكد العاملين ان توجهو الى مجمع المحاكم للتظاهر وترك المصنع برغبتهم بعد سماعهم خبر قرار النيابه بضبط وإحضار زملائهم بينما اكد اعضاء النقابه المتهمين انهم قامو بتسليم انفسهم فور سماعهم خبر النيابه بضبطهم واحضارهم مؤكدين ان الخبرء الاجانب الاسبان والايطاليين قررو الاعتصام مع العمال بارادتهم لتاكدهم من ظلم رجل الاعمال ابو العنين لهم كما اكدو ان الخبراء الاجانب خرجو امام الكاميرات وظهرو على الشاشات الفضائيات واكدوا انهم متواجودون بالمصنع مع العمال بارادتهم لاحساسهم بالظلم الواقع عليهم من ابو العنين مؤكدين ان قرار تسليم انفسهم جاء بدون تفكير لتاكدهم من البراءة مشيرين انها احدى وسائل ابو العنين لتاديبهم على الاعتصامات والاحتجاجات التى قامو بها هذا وقد تدافعت اعداد كبيره من القوات المشتركه من الشرطه والجيش على مبنى مجمع محاكم السويس واحاطت عشرات المدرعات المجمع فيما حاولت قوات الامن المركزى والشرطه العسكريه اخلاء المبنى من العمال المتظاهرين ولكن محاولاتهم بائت بالفشل لكثرة اعداد العمال بالمجمع. وكان قد صدر قرار من النيابه العامه بالسويس، بضبط واحضار عدد من اعضاء اللجنه النقابيه بمصنع السيراميك بعد قيام اداره المصنع والمتمثله فى محمد ابو العنين رجل الأعمال والقيادي بالحزب الوطني المنحل وصاحب المصنع بالتقدم ببلاغ يتهم العاملين والنقابين باحتجاز الخبراء الايطاليين والاسبان بداخل المصنع كوسيلة للضغط على إدارة الشركة التى رفضت الاستجابة لمطالبهم والمتمثلة فى زيادة الرواتب والأرباح والبدلات.
