يَطرح وفد الحكومة السودانية المفاوض في أديس أبابا، قضية عدم التزام الجنوب بوقف العدائيات. وقال محمد الحسن الأمين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السوداني ، إن الوفد المفاوض سيطرح عقب استئناف التفاوض بدءاً للوسطاء موقفه الرافض مطلقاً لممارسات دولة الجنوب وعدم التزامها باتفاق وقف العدائيات، وأضاف: لا يعقل أن يكون هناك تفاوض في ذات الوقت الذي تشن فيه الحركة هجوماً على الشمال. وفي غضون ذلك، تَوقّع مسئولون دوليون أن يتم الاتفاق بين الطرفين على حل جذري بشأن الأزمة، وسيتواصل الحوار بينهما. وقال باقان أموم كبير مفاوضي جنوب السودان: ما نتوقع إنجازه هو وقف الأعمال العدائية، وأضاف: سنوقف القتال الجاري هناك، ونضمن ألاّ يتحول إلى حرب بين البلدين. ومن جانبه، قال رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية عقب عودته من أديس أبابا أمس، إن الخرطوم لا تريد الحرب مع الجنوب ولكن إذا أرادوا التصعيد فسندافع عن أنفسنا، واستبعد رحمة الله انعقاد القمة المُعلّقة بين الرئيس عمر البشير ونظيره سلفا كير في وقت قريب. في الأثناء، قال مجاك أقود نائب وزير دفاع جنوب السودان، إن ما حدث في الأيام الماضية كانت ضرورات تكتيكية فرضتها الظروف الواقعية، وأكد أن الحرب ليست سياسة إستراتيجية للجيش الشعبي وللأمن القومي لبلاده. وفي سياقٍ آخر، أكّد الأمين للسفير الفرنسي بالخرطوم خلال لقائهما أمس، رفض السودان لمواقف الجنائية ضد السودان، وقال إن السفير لم يشأ الخوض في حديث عن الجنائية، وأضَافَ الأمين أن السفير ذكر أن بلاده ليست لها علاقة بالمسائل الأمنية بين دولتي السودان وجنوب السودان، وأكد سعي فرنسا لخلق علاقة جَيِّدة بينهما. واتفق السودان ودولة الجنوب على استئناف اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة بين البلدين مفاوضاتها بأديس أبابا اليوم السبت ، بعد أن أنهى طرفا التفاوض اجتماعات مشتركة الأربعاء الماضي مع آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي. ووصل وفدا التفاوض العسكري الأمني من الطرفين إلى العاصمة أديس . وأكد وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان وصول الوفدين العسكريين لأديس لاستئناف المفاوضات العسكرية فقط التي قال إن موعدها محدد مسبقاً. وأكد أن الطرفين سينخرطان في المفاوضات التي اتفقا عليها في وقت سابق، نافياً الحديث عن استئناف للمفاوضات في كل محاورها. في الأثناء رجح المتحدث الرسمي للخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح إعادة الترتيب للقمة بين البشير وسلفاكير في جوبا حال حدوث اختراق على المستوى الفني، وأضاف: إذا تم الاتفاق على الحدود وترسيمها وتم وقف التصعيد من قبل دولة الجنوب من الطبيعي أن تكون هناك قمة. ووصف دعوة الاتحاد الأفريقي التي دعا فيها الخرطوموجوبا لسحب قواتهما لمسافة عشرة كيلومترات عن الحدود بينهما، والاحتكام للحوار، وصفها بغير المتوازنة. وقال إن اجتماع الآلية الأمنية بأديس أبابا اجتماع على مستوى فني وليس سياسياً، واضاف ملاحظتنا أنه ينبغي أن يكون هناك خطاب متوازن لأننا لم نهاجم ولم ندخل أراضي دولة الجنوب، ولسنا مع التصعيد العسكري. وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج في بيان خاص عن قلقه الكبير إزاء التصعيد على حدود البلدين، ودعاهما لاحترام بروتوكول الاتفاق بعدم الاعتداء والتعاون الموقع الشهر الماضي، وشدد على ضرورة نزع فتيل الأزمة، ولا سيما «عبر سحب قواتهما إلى مسافة عشرة كيلومترات من الحدود». وحث بينج السودان والجنوب لتشكيل لجنة مشتركة للتحقق ومراقبة الحدود التي ينص عليها الاتفاق ووقف دعم القوات المتمردة التي تنشط في أراضي كل منهما، مؤكداً على أن أي نزاع يمكن حله بالطرق السلمية.