جانب من المؤتمر اختتام المباحثات المشتركة بين وفدي السودان ودولة الجنوب بالخرطوم
اختتمت مساء أمس بالخرطوم المباحثات المباشرة المشتركة بين الوفدين المفاوضين لحكومة السودان وحكومة جنوب السودان في إطار الإعداد للقمة المرتقبة بين رئيسي الدولتين في جوبا. وقالت سناء حمد وزير الدولة السودانية للإعلام في تصريحات صحفية أن البيان الختامي للمباحثات المباشرة بين الوفدين أشار إلى أن هذه الجولة عقدت في مناخ ايجابي هدف إلى بناء الثقة بين الطرفين وتعزيز مفهوم المصالح المشتركة وتوجيه موارد البلدين لصالح شعبيهما ولصالح التنمية والاستقرار في كل منهما . وأوضحت الوزيرة أن البيان الختامي أكد علي ان الجانبين اتفقا على العمل الفوري في لجان توفق أوضاع مواطني البلدين واللجنة الفنية لترسيم الحدود ولجنة البحث في خيارات وآليات التجارة البينية كما تم الاتفاق على تحفيز مناخ الثقة بين البلدين بواسطة مسئولي الإعلام في البلدين . وأشارت سناء حمد أن الطرفين أكدا على الرغبة في علاقات جوار حسن تؤسس لتعاون مشترك منظور في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية بينهما . وقالت أن الجانبين اتفقا على أن الأمن المتبادل هو المدخل الرئيس لبناء الثقة ومعالجة القضايا والتحديات الأخرى ، وأشارت إلى انه تم عقد اجتماع مشترك ضم من الجانب السوداني وزيري الدفاع والداخلية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومن جانب دولة جنوب السودان رئيس الوفد المفاوض باقان اموم و دينج الور وزير مجلس الوزراء و جون لوك وزير العدل . وأشار البيان الختامي أن الاجتماع قد بحث الترتيبات اللازمة لانعقاد الآلية السياسية والأمنية المشتركة في أديس أبابا قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين وقد اتسمت المباحثات بالصراحة والوضوح وساد الاجتماع روح التفاهم والرغبة الصادقة في الوصول لحلول شاملة من قبل الطرفين . وأوضح البيان انه قد تمت لقاءات ثنائية جانبية بين النظراء في كل من وزارات العدل والشئون الإنسانية والنفط . وأشار البيان إلي أن حكومة السودان أعربت عن تقديرها لهذه الزيارة وتأمل أن تنعكس إيجابا على ترتيبات إنجاح القمة الرئاسية المرتقبة ، وتجدد شكرها للاتحاد الأفريقي ولجنته عالية المستوى برئاسة الرئيس ثابو امبيكي. من جانبه أكد وزير الدفاع السوداني المهندس عبدالرحيم محمد حسين، رغبة الطرفين السوداني والجنوبي في طي كافة الملفات الأمنية والقضايا العالقة وبناء علاقات حسن جوار وسلام تعيد الاستقرار لشعبي البلدين، جاء ذلك خلال لقائه باقان أموم رئيس وفد حكومة الجنوب الزائر للخرطوم. وأشار الوزير، إلى وجود رغبة سياسية قوية وقناعة تامة لتقوية العلاقات المشتركة، وقال إن الارتباط القوي بين مواطني البلدين في مناطق التماس مع دولة الجنوب يتطلب العمل لتوفير البيئة الآمنة والاستقرار الكامل من أجل ضمان المصالح المشتركة بين شطري البلدين. وأضاف أن الاجتماع ستتبعه خطوات أخرى تعيد السلام والعلاقة بين الدولتين احتراماً للمصالح المشتركة ورغبة الشعبين في تحقيق السلام. من جانبه قال رئيس وفد دولة الجنوب؛ باقان أموم، إن الملف الأمني يمثل المفتاح لمعالجة القضايا العالقة وخلق أجواء جديدة وسلام واستقرار يطوي صفحة الماضي ويوفر الجهود والموارد لإعادة بناء الدولتين. وأكد أموم المضي قدماً في الاستقرار بعد ما لمسوه من عزيمة وإصرار من الجانب السوداني من رؤى لبناء دولتين شقيقتين تعملان لخدمة مواطني الدولتين. في السياق أكد أحمد هارون والي جنوب كردفان أهمية القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير لبحث الملفات العالقة بين البلدين ، وإعتبر الدعوة التي قدمتها حكومة الجنوب للبشير واحدة من البشريات والإشارات الإيجابية وقال " نحن نشجع تحسين العلاقات و نأمل أن تكون نتائج الإجتماع مثمرة ومبشرة تلبي طموحات الشعبين في العيش بسلام في ظل استقرار سياسي وأمني وإجتماعي " .وأضاف أن العلاقات بين الشمال والجنوب ذات أبعاد متشعبة وراسخة في المجالات الثقافية والإجتماعية والتي تتجاوز أي حدود إدارية ، مبينا أن القبائل الحدودية والرعوية لا تعرف الحدود ولا الجوازات ولا التأشيرات.