العقوبة راحت للمكان الخطأ اندلعت أحداث ساخنة فى بورسعيد، من جانب أهل المدينة، شعورا منهم بالظلم الواقع عليهم بعد صورة قرارات اتحاد الكرة – بعد شهر ونصف من مباراة الأهلي والمصري الشهيرة، لكى تحمل مسئولية المذبحة فى أعناق الجمهور البورسعيدي، حيث استشهد حتى الآن 3 من الجماهير الغاضبة، أثناء محاولتها اقتحام مبني قناة السويس، برصاص قوات تأمين القناة التابعة للجيش المصري، فيما اندفع مئات آخرون وقاموا بإغلاق الطريق السريع، مما تسبب فى تعطيل حركة المرور بشكل كامل.
والمؤكد أنه وكما كان متوقعا، فقد تأخر صوت العدالة كثيرا، وعندما نطق أخيرا، وجه سوط العقاب فى الاتجاه الخطأ.. إنه عنوان الأزمة التى تضخمت ككرة الثلج على مدي الأسابيع الماضية، بعد وقوع مجزرة بورسعيد فور انتهاء مباراة الأهلي والمصري، حيث وبدلا من أن يشهد الاستاد احتفالات الجمهور البورسعيدي بأكبر فوز حققه فريقه على بطل القرن، النادي الأهلي، إذا بمجزرة دامية يروج ضحيتها 75 شهيدا من شباب ونساء وأطفال جمهور الأهلي، ويومها أكد شهود العيان أن جمهور المصري برئ من هذه الجريمة، لأنه ومن المفترض أنه كان ينتظر صافرة الحكم لكي يحتفل بلاعبيه وليس لكي يقتل جماهير الأهلي. واكدت الشواهد التى تجري بشأنها التحقيقات – بسرعة السلحفاه – أن هناك أيدى خفية هى صاحبة المصلحة فى الانتقام من جماهير أولتراس أهلاوى بسبب مشاركتها فى الثورة التى أسقطت عرش النظام البائد وكبير جلاديه "حبيب العادلي"، ومن أهم هذه الشواهد ذلك التراخ الأمنى لدرجة التواطؤ المشين تجاه المذابح، وقد أثبتت بعض الصور وشهود العيان أن أبواب الاستاد المجاورة لجمهور الأهلي كانت موصدة عمدا، وأن مدير أمن بورسعيد كان فى قلب الاستاد (وكأنه كان يقود هجوم البلطجية بنفسه) إلى جانب شواهد أخري بشأن تواطؤ الجيش ، الذى لم يقم بدوره فى تأمين المباراة – لأول مرة وفجأة – منذ قيام ثورة 25 يناير. جدير بالذكر أن النادي المصري قد تعرض لعقوبات هى الأقسي فى تاريخ الكرة المصرية، عقابا له على "مسئوليته عن المذبحة" وتتمثل فى إيقاف مشاركة فريق النادي فى مسابقات الاتحاد الرسمية لمدة موسمين، إلى جانب منع إقامة مباريات على ستاد بورسعيد لمدة عامين أيضا. كل هذا والجاني الحقيقي – الذي يعرفه الجميع – بعيدا عن المساءلة، والسؤال: من يريد إشعال النار فى مصر بالأزمات المتتالية؟