وقع وزير الخارجية محمد عمرو مساء الاحد مع نظيره العراقى هوشيار زيبارى اتفاقا يتم بمقتضاه السداد الفورى للحوالات الصفراء المستحقة للمصريين العاملين فى العراق سابقا فى اطار المديونية العراقية لمصر. وتبلغ قيمة مستحقات هؤلاء افراد المصريين من الحوالات الصفراء أربعمائة وثمانية مليون دولار. تخص هذه المستحقات ستمائة وسبعين الف مواطن مصرى من كانوا يعملون بالعراق. وأكد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي أن العراق تريد أن تكون مصر قوية لأن هذا فى صالح العراق والأمة العربية. وحول الفوائد المتعلقة بالحولات الصفراء، قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إن كل المستحقات سيتم التباحث بشأنها. وحول مغزى توقيت توقيع الاتفاق أكد الوزير زيبارى أن توقيع اليوم من جانب العراق يعكس رغبته فى دعم العلاقات العربية العربية ولم يكن دفع هذا المبلغ مقابل أي شىء آخر او مقابل مشاركة مصر فى القمة العربية ببغداد، مضيفا أن هذا المبلغ موجود منذ فترة ومرصود من قبل الحكومة العراقية وقد حان وقت التنفيذ حاليا. وقال إننا نرسل بتوقيع اليوم رسالة إلى الشعب المصرى وإلى ثورته بأن العراق يقف مع الشعب المصرى فى طموحاته وفى مساعيه لتحسين ظروف حياته ومعيشته، مشيرا إلى أن الألاف من المصريين سوف يستفيدون من هذه المستحقات التى هى حقوق، مؤكدا أنه سيتم صرف هذه المستحقات فورا خلال الايام المقبلة. ومن جانبه قال كامل عمرو إنه جرت حوارات طويلة مع الأشقاء العراقيين خلال الفترة الأخيرة حتى تم التوصل لهذا الاتفاق، مضيفا أنه سيتم تحويل هذا المبلغ إلى الحساب الخاص بالبنك المركزى. وعن آفاق التعاون بين مصر والعراق، قال عمرو إن الجانبين جاهزان بالفعل وكانت هناك اجتماعات قد عقدها بالفعل الجانب المصرى للشركات العاملة على الساحة العراقية لتنسيق الرؤية المصرية لطرحها على الجانب العراقى الذى يرغب فى مساهمة مصر فى مرحلة إعادة إعمار العراق. وحول مدى تأمين القمة العربية قال إن كل الوفود والمنشآت سيتم تأمينها ..وقد تجاوزنا مرحلة التشكيك والتردد بعد أن ناقش المجلس الوزراي العربي جدول اعمال القمة كما تم إرسال دعوات لكل القادة العرب ما عدا الرئيس السورى .. وكل الدول جاهزة للمشاركة وستكون قمة العراق نوعية نظرا للظروف التى تمر بها المنطقة خاصة فى ظل ثورات الربيع العربى مؤكدا ان احتضان العراق القمة على عودة العراق لمحيطه العربى لكي يلعب دوره الكامل وكل القيادات السياسية متفقة على دعم القمة ونجاحها لكى تخرج بنتائج إيجابية. وفي ختام المؤتمر الصحفي، عقب وزير الخارجية محمد كامل عمرو على سؤال حول ما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو اليوم من انه سيتم إغلاق الحدود المصرية الإسرائيلية قائلا " إننا قرأنا البيان الذي أذاعته إحدى الوكالات ..و لكن ما قرأناه في البيان أن اسرائيل ستقوم بإغلاق الطريق المؤدي إلى الحدود و ليس الحدود"، مضيفا أن إغلاق الطريق المؤدى للحدود وليس الحدود أمر يعود لهم. وقال محمد كامل عمرو وزير الخارجية في مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره العراقي عقب توقيع الاتفاق إن المبلغ يعادل 5ر2 مليار جنيه مصري وستكون هناك مباحثات للنظر فى باقى المستحقات سواء ما يتعلق بالشركات او بغيرها او العمالة فى مرحلة لاحقة وكل شىء قابل للنقاش. وأضاف أن ما حدث اليوم يتعدى مدلوله الكثير فمجرد دفع هذه المبالغ التى تخص العديد من الأسر المصرية يؤكد أن العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين التى كانت قائمة باستمرار عائدة الى طريقها، فالبلدان محوريان ولديهما خطط طموح التعاون المشترك فى كافة المجالات وكل هذا يصب فى صالح العالم العربى بأكمله. وأشار إلى أن هناك برنامجا للتعاون سويا ستظهر آثاره وهناك لجانا فنية ستبحث آثار هذا البرنامج إضافة إلى مباحثات كثيرة حول إعمار العراق وبنائه وذكر الأخوة العراقيون أن مصر ستكون لها أولوية كبيرة في هذا المجال. كما وجه وزير الخارجية الشكر للبرلمان المصري لأن تأييده كان مهما لهذا الاتفاق الذى عكس مطلبا شعبيا وتم الاستجابة لهذا المطلب ونحن نتطلع للمزيد من التعاون والتنسيق فى المستقبل. ومن جانبه أشاد زيبارى بالاتفاق الذى تم اليوم، مؤكدا التزام بلاده بأي اتفاقات، مشيرا إلى أن هذه الأموال موجودة منذ سنتين تقريبا وأن التأخير ليس بسبب عدم توفر المبلغ ولكن بسبب تطورات الوضع الذي حدث في مصر وأن هذه الأموال ستحول فورا. وأضاف زيباري أنه تم التطرق إلى باقى المستحقات الخاصة بالشركات و سيتم التفاوض حولها وليس معنى هذا إنقاص لأهميتها، موضحا أن الحكومة العراقية رصدت هذه المبالغ منذ فترة وبالتالي كانت لها الأولوية، مؤكدا وجود تعاون وثيق بين البلدين في المجالات العسكرية والاستثمار ونرحب بكافة الشركات العربية للعمل فى العراق وهناك فرص كبيرة أمامها.