عالم غريب حافل بالأسرار مغلف بالغموض له طقوس خاصة في كل شيء يعشقون الحرية لاينكرون وجود مجرمين بينهم ولكنهم قلة أما الغالبية فهم من المواطنين الصالحين الذين يعيشون حياة عادية ويعملون بالحرف اليدوية المختلفة ومنهم حملة المؤهلات أيضا شبابهم كغيرهم من بقية شباب مصر يشكون البطالة والغلاء
الغجر اليوم منتشرون في العديد من المدن و القري المصرية يعيشون بين الناس ليس لهم أي شيئ يميزهم عن غيرهم فهم يسكنون في منازل عاديه بل وربما في فلل وسرايات ويرتدوا ثياب عادية ولا تستطيع أن تفرقهم عن غيرهم في أي شيئ ...
وإن كان الغجر حديثا قد إختلطوا بالمجتمعات الحضرية وإندمجوا فيها وصاروا جزء منها إلا أنهم قد حافظوا وإحتفظوا بعاداتهم وتقاليدهم ولم يتركوها أو يغيروها بالرغم من فرنجتهم وهم إن لم يعودوا يسكنوا في تجمعات أو قبائل كما كان في الماضي إلا أنهم مازالوا علي صله وثيقه ببعضهم البعض أينما كانوا ولهم "السيم" أو اللغه السرية الخاصة بهم والتي يتكلمون بها حال وجود أغراب ...
ومجتمع الغجر يعتمد أساسا علي عمل النساء فالرجل الغجري لا يعمل علي الاطلاق لأنه إن عمل الرجل فهذا يعد عارا علي نساؤه ولكن ممكن أن يعمل في تجاره المخدرات فقط... فندخل هذا العالم ملىء بالأسرار ونسلط الضوء علي هذا المجتمع المغلق.... حياه الغجريه تبدأ منذ يوم مولدها فعندما تلد المرأه بنتا تقام الأفراح والليالي الملاح وتنحر الذبائح إبتهاجا بالمولوده التي ستسعد أسرتها طيله عمرها أما لو كان المولود ولد فكأنما هناك مأتم في المنزل لا إحتفالات ولا فرح لمجيئه علي الاطلاق .... والإبنه الغجريه تبدأ أمها في تعليمها منذ نعومه أظفارها الأمور المنزلية من طهو وتنظيف وخلافه بالإضافه الي فنون الاغراء والسرقه وعندما تتيقن الأم من مهاره ابنتها تبدأ في اصطحابها معها لتمارس السرقه والنشل أما موضوع الشرف مازال يحتل الحيز الكبير لدي الغجر فعذرية الفتاه الغجريه ليله الدخله يتوقف عليها عمرها كذلك اذا أحبت الفتاه الغجريه شخص من خارج الغجر تقتل أيضا وهي بالرغم من كل أساليب الاغراء التي تعلمتها فهي لتغوي الزبون فهي فقط لتنشله ليس أكثر ... فالغجريات يعملن بالسرقة والنشل فقط وأماكن العمل تتدرج مابين الأسواق الأسبوعيه في القري وحتي المولات الكبري ومحلات المصوغات حيث تسير الفتاة تباغا لخطوات مرسومة لا تخرج الغجريات فرادي وانما اثنتين أو أكثر فان كانت أم وابنتها فالحصيله تعود الي منزل واحد وان كانتا غير ذلك تقسم الحصيله بينهما ففي أسواق القري الأسبوعيه تسير الفتاه بمفردها والأم خلفها من بعيد وعندما تتوسم الفتاه في أحدهم الدناءه تتمهل أمامه لتتيح له الفرصة ليحتك بجسدها وهنا يبدأ عمل الأم بالمشرط الطبي الجراحي وتمزق جلبابه بأسرع من البرق وتتحصل علي حافظه نقوده وتعطي لابنتها الاشاره باتمام المهمه لتبتعد به الفتاه قليلا حتي تتيح للأم الفرصه للابتعاد ثم تهرب الفتاه منه في الزحام أو تنهره ليبتعد عنها وتلحق بأمها وقضي الأمر ...
وفي الأسواق الشعبيه وأسواق الخضار في المدن والمكتظه بالنساء تخرج أيضا امرأتان أو أكثر وبعيون فاحصه يختاروا أحدي النساء اللائي يذهبن للتبضع ويحملن نقودا كثيره وينتهزوا الفرصه المناسبه لتصطدم إحداهما بها أو تتوقف فجأه أمامها أو أي شيئ من هذا القبيل وفي لحظه يخرج المشرط الطبي الحاد ويعمل في الحقيبه ويختفي كيس النقود وبعده تختفي النسوه...أما في المولات الكبري وفي محلات المصوغات والمجوهرات فالوضع مختلف فهن أي الغجريات يرتدين أفخر الثياب والكثير من المصوغات ويرتدن صالونات التجميل وتقلهن سياره حديثه بسائق وينشلن رواد المولات بنفس الأسلوب السابق أو يرتدين ملابس النساء الخليجيات ويفعلن الشيئ نفسه .. وأسلوب المغافله في محلات المصوغات واخفاء بعض القطع الذهبيه والاختفاء بعدها ...
ولأن الأمر لا يسلم في بعض الأحيان فلكل مجموعه من الغجر المحامي الخاص بها والذي له مرتب شهري ثابت وحال القبض علي احدي النسوه يتم الاتصال به ويحضر في الحال ويبدأ في مساومه الضحيه ليتنازل عن ابلاغه للشرطه .. فالفتاه الغجريه تمثل ثروه لأسرتها وبعضهن حققن شهرة عائلية كبيره بما استطعن سرقته من مبالغ ماليه كبيره ولذلك نجد أن المهور للفتيات الغجريات أرقامها بالملايين لأن أسرتها ستفقد مصدر دخل عظيم سينتقل هذا المصدر إلي الزوج لذلك يدفع الملايين والتي سيستردها تباعا من مهاره الزوجه ... أفراح الغجر لا تكون في القاعات أو الفنادق ولكن في سرادقات ضخمه يقيمونها بجوار المنازل وتمتد حتي الصباح وتحييها مجموعه كبيره من الفرق الموسيقيه والراقصات المتخصصات في الأفراح وتنحر فيها ذبائح كثيره أي فيها كثير من البذخ ... فالرجل الغجري منذ مولده وهو مشكلة بالنسبة لأسرته فهو يجلس بلا عمل بجوار والده يتعلم منه تعاطي المخدرات وتجارتها في بعض الأحيان فالغجري ربما يستيقظ قبل أن تغيب الشمس بقليل ليبدأ يومه بتعاطي المخدرات وعندما تعود النسوه الي الدار يضعن النقود التي سرقنها في حجر الأب ويبدئن في اعداد الطعام وبعد الأكل تذهب النسوه للراحه بينما يبدأ الرجال في تعاطي المخدرات وحتي الساعات الأولي من الصباح ...
وعندما يصل الغجري الي سن الزواج تتخير له أمه عروسه من بنات الغجر مشهور عنها خفه اليد والمهاره في النشل كمواصفات قياسيه للعروس لتبدأ الأسرتان المفاوضات حول المهر الذي يتراوح حول رقم المليون تدفع عدا ونقدا لتنتقل الفتاه الي بيت أسره زوجها بعض الوقت ثم تستقل هي وزوجها في مسكن خاص بهم عندما تنجب ... يتزوج الغجري بالغجرية في سن مبكرة جدا حسب تقاليدهم والطلاق نادر الحدوث بين الغجر وزواجهم غير معترف به حيث أنه غير موثق فلا نسميه زواجاً عندنا والزواج منهم بغير الغجر منكرويعتبرالزواج عندهم مقدسا واكثره يتم بالخطف او الشراء أما المرأة الحامل عند الغجر لاتظهر ويتم عزلها تماما و تعفي من جميع الشؤون المنزلية. وعند ميعاد الولادة تنعزل الأم لمدة من شهرين الي اسبوعين بمفردها و بعدها تمارس حياتها العادية اليومية بصورة طبيعية ولا يرغب الغجر الذين يقيمون في الصحراء وبين الاشجارفي العشش إلحاق أولادهم بالمدارس خصوصا إنهم ليس لديهم أية أوراق رسمية لإثبات شخصياتهم .....