قال السيناتور الأمريكى جون ماكين "اننا لم نأت للتفاوض بشأن قضية منظمات المجتمع المدنى فهى متروكة للسفارات المصرية والأمريكية فى كلا البلدين وقد أتينا للاجتماع مع أعضاء مجلس الشعب المنتخبين والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والغرقة التجارية الأمريكية ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين". وأضاف -فى مؤتمر صحفى الاثنين ووفد الكونجرس المرافق له على هامش زيارته لمصر-"اننا والكونجرس نؤيد سيادة الحكومة المصرية والشعب كأصدقاء ونرحب بالحكومة الديمقراطية". وأوضح ماكين أن "موضوع المنظمات غير الحكومية كان موضوعا مشتركا فى كل المحادثات ويهمنا جميعا ونحن نسعى لتحقيق حل مقبول لهذا الموقف ونحن نسمع أن المنظمات غير الحكومية تنتهك سيادة مصر وتعبث بأمور مصر، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة لأن الأغلبية التى تعمل فى هذه المنظمات ليست أمريكية لكن مصرية وعملها كان بناء على طلب هذه المنظمات الديمقراطية، وذلك لتحقيق سيادة القانون واحترام حقوق الانسان ومبادىء الديمقراطية". وقال السيناتور جون ماكين إن " المساعدة مهمة، لأن هناك بعض القوانين تحد من عمل المنظمات غير الحكومية فى مصر التى تسعى لتحقيق أهداف الديمقراطية، فى عصر (الرئيس السابق حسني) مبارك وحتى الآن، وهذا هو الموضوع المهم". وأضاف ماكين أن "هذه المسألة الخاصة بالمنظمات غير الحكومية ليست مسألة أمريكية رغم الجهود التى تسعى لتحقيقها لكنها مسألة تتعلق بمصر الديمقراطية ومجموعات المجتمع المدنى والحقوق الاساسية الخاصة بهم وهل يتم احترام هذه الحقوق من جانب الحكومة". وتابع انه كانت هناك قيود على منظمات المجتمع المدنى من جانب النظام السابق ما أدى لارتفاع الأصوات فى مصر مطالبة بالحقوق وبالكرامة، مشيرا الى أن نجاح الثورة المصرية كان مصدر الهام لأمريكا وللعالم بأسره، وان المصريين لديهم الآن فرصة لفتح صفحة جديدة بعد مبارك وكتابة تاريخ لدولة ذات سيادة، والامر يتوقف على المصريين وهم يسعون لتحقيق الديمقراطية، وفى ذلك الولاياتالمتحدة تقف مع مصر كشريك وصديق. وقد علق نواب الكونجرس المرافقين لجون ماكين خلال المؤتمر الصحفى حيث قال السيناتور جيفرسون بيرجراد ان العالم كله يراقب ما تفعلونه وتسعون لتحقيقه فى مصر . وأضاف ان حديثنا مع كل من التقينا بهم كان مهما وهناك مجموعة مهمة فى البرلمان وقوية لكن القناعات الدينية نحن نحترمها فى امريكا. وبالنسبة لموضوع المنظمات غير الحكومية قال بيرجراد ان الاخوان المسلمين وجدناهم ملتزمين التزاما كبيرا بتغيير قانون المجتمع المدنى وكانوا فى جانب المعارضة من قبل لكنهم الآن يريدون الآن كتابة قانون جديد. وأضاف أن العبرة ليست بما يقال ولكن بما يفعله الساسة ونأمل أن تحل المسألة الخاصة بالمنظمات غير الحكومية وأنا لا أعتقد أن الاخوان المسلمين يريدون أن يظهروا كمدافعين عن حقبة مبارك .. ان مصر الجديدة لديها اقتصاد ضعيف وتريد أن تخلق ديمقراطية على أنقاض نظام سابق. وتابع أن هذه هى الفرصة الأولى التى تتاح فيها للمصريين العيش فى الديمقراطية وهذا من مصلحة مصر الاقتصادية والسياسية ومن ناحية الأمن واذا نجحت الديمقراطية فى مصر فان الكل فى هذه المنطقة سيتحول ويتغير للأفضل ولكن اذا لم تنجح فان ذلك سيكون له أثر سيىء على الجميع. من جانبه، عقب السيناتور جون هوفن قائلا ان الوفد التقى بالعديد من المنظمات غير الحكومية وكانت زيارة جيدة. وأضاف انه يؤكد للكونجرس أننا نريد علاقة قوية مع الحكومة المصرية وأن نعمل معا، وقد كانت الزيارة فرصة للقاء المجلس العسكرى والبرلمان ومنظمات غير حكومية وهى لقاءات كانت جيدة، ونستطيع أن نبنى علاقات جيدة لمصلحة الجانبين. وتابع هوفن أنه من مصلحتنا أن نعمل معا ونقيم علاقات قوية وهذا فى صالح الجانبين والاقتصاد المصرى، وما تسعى مصر لتحقيقه فى هذه اللحظة التاريخية. من جهته، قال السيناتور ريتشارد بلومنتال " اننا نأمل أنه قريبا ستتاح لكل من يريدون الحرية فى العالم أنهم ستتاح لهم الفرصة للعودة لبلادهم قريبا"، وأضاف أن مصر الآن وهى تبنى الديمقراطية وكتابة الدستور فى لحظة فارقة فالدستور ليس مجرد ورقة لكنه مبادىء ومن أهمها احترام الديمقراطية فاذا تبنيتم هذا النموذج فان مصر سترسل رسالة تجعل المنظمات التى تعمل من أجل الديمقراطية تحظى باحترام وتعتبر مثلا للتصرف، وقد عبر الشعب المصرى عن ذلك برغبته فى التغيير ونحن نشعر بسعادة بالغة لاننا نرى التغييرات التى ستغير مجرى التاريخ فى هذه المنطقة وفى كل العالم. وقال انه كان يساوره مخاوف كثيرة بعدما عرف بنتيجة الانتخابات المصرية لكن عندما تحدثت معهم فاننى آمل أن يتمكنوا من تحقيق علاقة تسمح لنا بأن تكون قوية، وقد قالوا لنا ان قانون المنظمات غير الحكومية وتغييره من أبرز أولوياتهم، ومن المهم أن ينفذوا ما يقولونه فى هذا الشأن وكذلك بالنسبة للسوق الحرة. وأضاف بلومنتال أن علاقاتنا مع القوات المسلحة قيمة واذا كنتم تريدون علاقات مع أمريكا فانا على استعداد لأن أعود لبلدى وأقول ان مصلحتنا مساعدة شعب مصر لأن ما يسعون لتحقيقه شيىء تاريخى سيغير العالم الى الأفضل .. وبعد اجيال عندما ينظر الناس للحقبة التى نعيشها ويدركون ان الامريكيين اشتركوا مع المصريين فى تغيير التاريخ فستكون هذه قيمة تاريخية. وتابع أن مصر تتحرك بسرعة، ولكننى بحكم خلفياتى أقول ان هناك فرصة للحكومة المصرية لأن تتخذ اجراءات بمنأى عن القضاء وهذا يحدث فى لبنان وفى مصر ودول أخرى لكننى أثني مع ذلك على حكومة مصر لسحب سفيرها من سوريا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية .. وأرى أنه يتعين على سوريا أن تكف عن المذابح والعنف ضد الشعب لأن هذا سيكون له تأثيرات سلبية. وأكد ماكين أن الإطار الزمني للمرحلة الانتقالية فى مصر فى يد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتشاور مع البرلمان المنتخب، معربا عن أمله فى ان تتم المرحلة الانتقالية فى مصر بأسرع وقت ممكن. وحول شكل العلاقة المصرية الامريكية بعد ثورة يناير وما اذا كانت بحاجة الى تغيير، قال ماكين "أعتقد أن الادارة الامريكية والكونجرس عملا فى الماضى بشكل غير سوي مع مصر". وقال ماكين أنه يشعر بالتفاؤل الحذر تجاه موضوع مشكلة المنظمات غير الحكومية وقال اننا نأمل ان تحل هذه المشكلة بسرعة. وأضاف انه لا يعتقد ان الوضع الصعب الموجود فيه الأمريكيون المتهمين فى هذه القضية يسمح للولايات المتحدة ان تقدم تهديدات ولكننا نسعى بكافة الطرق لحل هذه المشكلة وتعزيزالمصالح والمبادىء المشتركة بين البلدين ونحن فى الولاياتالمتحدة نقف بشكل عام بجانب مصر فى هذه المرحلة الانتقالية . وقال ماكين انه اجتمع اليوم مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذى اكد نيته وصدقه لحل مشكلة المنظمات غير الحكومية، وأضاف ماكين ان الوفد الأمريكي اجتمع أيضا مع ممثلين منتخبين فى مجلس الشعب وقالوا للوفد انهم يعملون على وضع تشريع يختلف عن القيود التى كان معمولا بها فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك. تناول اللقاء تبادل وجهات النظر حول العلاقات المصرية الامريكية وما تشهده من تطورات وتغيرات، وكذا طبيعة عمل منظمات المجتمع المدني العاملة في مصر في ظل عملية التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر. كما تناول اللقاء سبل دعم التعاون المشترك المصري الأمريكي في العديد من المجالات خلال المرحلة القادمة. حضر اللقاء السيناتور ليندسي جراهام رئيس الفريق الجمهوري بلجنة الإعتمادات والسيناتور ريتشارد بلو منتال والسيناتور جيف سيشن والسيناتور جون هوفين وعدد من أعضاء المجلس الاعلي للقوات المسلحة والسفيرة الأمريكية بالقاهرة.