شهدت تجارة الآثار فى الآونة الأخيرة رواجًا غير مسبوق نتيجة الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد فى العقدين الأخيرين بسبب تدنى المستوى الاقتصادى فى محافظات الجنوب ومنها أسيوط والتي تعتبر الأعلى سكانا والأكثر فقرًا، وعندما توجد هذه الثنائية تقل الطرق المشروعة للكسب ويظهر الباحثون عن الثراء السريع ومن ثم تكثر حالات النصب التى يلازمها الشعوذة والجدل وتعد أسيوط من المحافظات الثرية أثريا، حيث اكد الدكتور: سيد محفوظ رئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة أسيوط على عمق الجذور التاريخية لأسيوط فبدءًا من الاسم– فاسيوط مشتقة من الكلمة الفرعونية سيوت ) اى الحارث) وتضم المحافظة تراثا حضاريا من مختلف العصور سواء الفرعونى او الرومانى او القبطى او الاسلامى وكانت مقسمة الى اقاليم ، ومن اهم هذه الاقاليم اثريا الاقليم الثانى عشر فى مصر العليا وكان يسمى اقليم " دجو حفات" أو اقليم جبل الثعبان وعاصمة الاقليم " برحورنبو" والتى تم اختصارها فى العصر القبطى الى " بور نبو" ) الى ان أطلق عليها " ابنوب" بعد الفتح العربى، ويسيطر على سكان المركز فكرة التنقيب على الاثار أملا فى الثراء السريع وكثيرًا ما يلازم هذا التنقيب غير العلمى وغير المدروس حالات نصب كثيرة يقع فيها هذا الطامع فريسة لبعض المشعوذين والدجالين. يقول ش. ع واحد من الذين تعرضوا للنصب: اصبح البحث والتنقيب عن الاثار وباءً استشرى بين جميع سكان المركز، وانا واحد منهم، فقد جاءنى احد اصدقائى واخبرنى أن لديه قطعة ارض جبلية علم أن بها آثارًا عن طريق العارفين بمثل هذه الأمور؛ لكنه لا يملك التكلفة التى يحتاجها هذا الرجل الذى سوف يخرج الآثار وأرادني ان يشاركه ما يخرج منها مناصفة في مقابل مساعدته ، وبالفعل غرتنى الارقام والملايين التى يتحدثون عنها، وشاركت معهم وكتب الرجل قائمة بمتطلباته واحتوت على " بخور مغربى ، دم غزال ، وزعفران وقشر بيض نعام" وبعض الاشياء الاخرى، وبدانا فى الحفر وبدأت تظهر لنا علامات منها حجارة فرعونية وبعض العملات الصغيرة، وأكد لنا هذا المشعوذ ان هذه العلامات هى علامات الأثر، وعلى عمق معين وجدنا خمسة تماثيل متجاورة مختلفة الاطوال ما بين 30 سم الى 70 سم حينها شعرنا بمصداقية هذا الرجل حيث أخبرنا قبل الحفر أننا سوف نجد هذه التماثيل بعد هذه المسافة، ولكن سرعان ما اختلفنا فى توزيع هذه الأنصبة فقال الرجل: أنتم أصحاب اما أنا فكل ما اريده هو 150 ألفا والباقى اقتسموه بينكم، فكانت بالنسة لنا صفقه رابحة حيث إننا نعلم ان مثل هذه الاشياء تقدر بملايين الجنيهات ،فسلمناه المبلغ وبدأنا فى البحث عن مشترى، وجاءت السماسرة ليعاينوا التماثيل وكانت الصدمة لنا حينما اخبرنا بأن هذه التماثيل مشغولة باليد أو بلغة سوق تجارة الاثار " مضروبة" ، و تبين بعد ذلك ان هذا المشعوذ حفر فى هذه المنطقة ووضع هذه التماثيل على نفس العمق الذى اخبرنا به. والتقت " مصر الجديده " ب ح . ط ، أحد المُدّعين معرفتهم بإخراج الاثار، وهو يدعى المعرفة والكشف عن الاثر قبل الحفر فقال: ان هناك الكثير من المصريين الذين لديهم روحانيات وعلى علاقة بالجان ويسخرونه لمعرفة اماكن الآثار ويستخدمونه فى الكشف عن الاثر، ولكن الاشهر فى هذا المجال بالذات هم المغاربة ودول جنوب افريقيا، حيث لديهم قدرة فائقة فى التعامل مع الرموز والأرصدة ، موضحا أن الرصد هو الحارث للكنز والمكلف بحمايته وتختلف هذه الارصده فى إشكالها فقد يكون الرصد على شكل" بطه ، ديك ، او رصد نارى ، عقارب ، كبرى ، خنافس ، رياح شديده وكريهة، ) كل هذه الاشياء تظهر على عمق ولا تظهر الا عند الاقتراب من الاثر او الكنز، ومن اشهر المقولات التى ان وجدناها علمنا ان هذا المكان به الاثر المنشود وهذه المقوله هى " لا تفتح هذا الباب، فالموت يرفرف بجناحيه على من يعكر صفو الملك. ومن اشهر المناطق الاثريه فى ابنوب ( المعابده وعرب الاطاولة والدير الجبراوى وكوم المنصورة. وأكد ان هناك آثار حقيقة قد تم استخراجها من مقابر فى مركز أبنوب تقدر بملايين الدولارات ويكون نصيب الوسيط 20 % من ثمن الأشياء المباعة وتتم عملية الشراء من خلال إرسال cd أسطوانه بالشارى يتم تصوير الأثر من جميع الزوايا وتحميله على هذه الأسطوانة، ويتم على إثرها عملية الاتفاق على البيع، وهناك الكثير من القيادات السياسية وجهات سيادية تشرف على مثل هذه العمليات وهم على علاقة بمشترين أجانب وأمراء عرب. وصرح مصدر أمنى بأن هناك عمليات تنقيب مستمرة من قبل الأهالى ويتعرض مئات منهم فى أغلب الأحيان لحالات نصب مستمرة، ورغم ذلك فهم مستمرون فى التنقيب وتكثف أجهزة الامن مطارداتها لهؤلاء سواء المشعوذين أو الأهالى حيث يتم إبلاغ أجهزة الأمن بعمليات التنقيب عن طريق رجالها المتواجدين فى كل مكان، ثم يتم تشكيل حملة للوقوف على صحة البلاغ والقبض على المنقّبين ثم تطلب أجهزة الامن تشكيل لجنة من هيئة الآثار لمعاينة هذه التماثيل أو العملات أو أى أثر إن وجد للتأكد من أنها حقيقية أو غير ذلك، ومن أهم المضبوطات التى تم السيطرة عليها بعض الآثار المهمة والتى تم ضبطها فى أحداث النخيلة الأخيرة، وكان من بينها تمثال أثرى غالي القيمة ماديًا وأثريا وتم نقلة وإرساله الى هيئة الآثار بالقاهرة.