لا صوت يعلو فوق صوت المعركة المرتقبة بين المنتخبين المصرى والجزائرى والتى ستشهدها القاهرة مساء غد السبت.. تغرق العاصمة المصرية منذ أيام تحت سحابة من العلم الوطنى لمصر وصور لاعبيها التى توارت خلفها صور رموز الحزب الحاكم التى تملأ الميادين خاصة صور الرئيس وسيدة مصر الأولى والزعيم الشاب جمال مبارك. ويأمل ملايين المصريين أن ينجح نجوم الرياضة فيما فشل فيه رموز السياسة من الحزب الحاكم الذى قاد البلاد لسلاسل من المعارك الخاسرة فى الإقتصاد والصحة والعمل وسائر مجالات العمل. ومن المثير أن الأمل الذى يراود ملايين الشباب والرجال والنساء من عشاق الرياضة عرف طريقه أيضاً حتى لأئمة المساجد والدعاة حيث أقدم عدد من هؤلاء على رفع أكف الضراعة إلى السماء طلباً لنصرة المنتخب المصرى الذى تعيش جماهيره حالة من الذعر منذ أسابيع، فقد أشتهر ذلك المنتخب على مدار أعوام بالرغم من إنجازاته الضئيلة للغايه فى إفساد بهجة المصريين فى معظم المناسبات حيث عادة ما يعود اللاعبون بخفى حنين للمواطنين. المثير أن أهل السياسة خاصة المنتسبين للحزب الحاكم يأملون أن ينجح المنتخب المصرى فى مهمته من أجل تبييض وجه جمال مبارك ليجرى تسويقه باعتباره (حسن الطلعة والفأل)على المصريين. وثار جدل بين رموز لجنة السياسات وعدد من أصدقاء جمال مبارك حول حضور مبارك الإبن للمباراة وهل الأفضل ألا يتابعها خشية هزيمة المنتخب المصرى مما سيسفر عن إلحاق الأذى به حيث دأب المصريون على التطير والتشاؤم من رموزهم فى العديد من المناسبات. ويرى بعض المراقبين أن فوز المنتخب المصرى فى حضور جمال من شأنه أن يرفع من أسهمه ويمنحه الكثير من القبول الذى يفتقده خاصة وأن الجماهير المصرية تعرف بعشقها الشديد للكرة، فكم من زعماء عاشوا فى قلوب المصريين بسبب الإنجازات الرياضية التى حدثت فى عهدهم وآخرين لا يتذكرهم أحد لأن المنتخب شاهد فى عهدهم سنوات عجاف. من جانبه سعى المطرب محمد منير فى مؤتمر صحافى عقده مع الجزائرى الشاب خالد الى تبديد أجواء القلق والتنافس بين المصريين والجزائريين. وبدأ منير المؤتمر الذى عقد قبل ساعات من الحفل الغنائى الذى جمعه بخالد بقوله الجمهور الجزائرى والمصرى 'قد يختلف على أرض الإستاد، لكن من المستحيل أن يختلف فى حفلى أنا والشاب خالد لأن الكل هيطلع منها كسبان'.. هكذا بدأ الفنان محمد منير حديثه خلال المؤتمر الصحافى الذى أقيم مساء الأربعاء للإعلان عن تفاصيل حفله مع النجم الجزائرى الشاب خالد، المقرر إقامته الخميس بأكاديمية أخبار اليوم. وقد بدأ المؤتمر باستقبال حافل بالورود والتصفيق المستمر بعد لحظات من دخول الفنان محمد منير والشاب خالد واللذين دخلا ممسكين يد بعضهما وكأنهما أرادا أن يؤكدا على روح المحبة والود الموجودة بين الشعب المصرى والجزائرى قبل ساعات قليلة من مباراتهما المرتقبة. وعن مبادرة التعاون بينهما أكد منير قائلاً: فى البداية أود أن أرحب بصديقى وأخى الشاب خالد الذى يعد قيمة موسيقية عظيمة أكن لها كل التقدير والاحترام، كما أتوجه بالشكر إلى مؤسسة 'أخبار اليوم' التى ساعدتنى على إقامة هذا الحفل، أما عن تعاونى مع الشاب خالد فقد سبق لنا وتقابلنا معاً فى إحدى الحفلات مؤخراً فى أبو ظبى واتفقنا على إقامة حفل كبير فى مصر، وبالفعل تحدثت إلى محمد عهدى فضلي، رئيس مجلس إدارة جريدة 'أخبار اليوم'، الذى كان يريد هو الآخر إقامة حفل عالمى ووقع اختيارنا على الشاب خالد الذى لم يتردد فى قبول الدعوة. أما عن طريقة الارتجال التى سوف يغنيان بها معاً أضاف منير قائلاً: موسيقى الراى شديدة القرب من الموسيقى النوبية، وليس بها مشكلة الربع تون العربي، حيث سبق أن شاهدنا حفل الثلاثى الشاب خالد وفضيل ورشيد وكانت حفلة رائعة، رغم أن كلاً منهم له أسلوب مختلف، وبالتأكيد إننا لدينا مطربون عظماء فى مصر، لكن من الصعب أن نتعاون معاً، حيث انه من المستحيل مثلاً أن أدمج الموسيقى النوبية بموسيقى معاصرة لعمرو دياب. وقال الشاب خالد: أنا سعيد بهذا الحفل خاصة أننى أشارك مع فنان ذى قيمة فنية عالية مثل محمد منير، بالإضافة إلى أننى لم أقدم أى حفلات فى مصر منذ عام 1992، لذلك أشعر باشتياق شديد للغناء وسط الجمهور المصري. وعما تردد مؤخراً من أقاويل حول حدوث معركة بين الجمهور المصرى والجزائرى من خلال هذا الحفل، وعدم تفكيرهم فى تأجيله بعد المباراة أجاب منير قائلاً: الحفلة حفلة، والكورة كورة فما علاقة هذا الحفل بالمباراة؟ فقد يختلف الطرفان على أرض الإستاد، لأنه بالتأكيد سيكون هناك طرف خسران، لكن حفلنا أنا وخالد سيخرج الكل منها كسبان وليس هناك داع لتأجيل الحفل. ودافع الشاب خالد عن نفسه فيما وجه إليه من سؤال حول عدم اهتمامه بإقامة حفلات فى مصر، مشيراً إلى أن هذا الأمر متعلق بدور الموزعين، مما يتطلب تضافر العديد من المجهودات لإقامة هذه الحفلات، وهنا أكد منير هو الآخر أن هذه المشكلة تتعلق بمكاتب تنظيم الحفلات فى مصر والتى لا تهتم بإقامة مثل هذه النوعية من الحفلات بعكس ما يحدث فى الخارج. جدير بالذكر أن التوتر بين الشعبين عرف طريقه أيضاً فى العلاقات الزوجيه حيث تقدم مواطن جزائرى للسفير عبد العزيز سيف النصر، سفير مصر فى الجزائر، بشكوى يوم الاثنين الماضى يتضرر فيها من قيام زوجته المصرية بترك منزل الزوجية الكائن بالعاصمة الجزائر عقب وقوع مشاجرة بينهما، حول من سيفوز فى المباراة القادمة بين المنتحب الجزائرى لكرة القدم ونظيره المصرى يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالى بالقاهرة، فى إطار التصفيات النهائية لكأس العالم 2010. وأوضح الزوج الذى يدعى 'ع .أ' أنه تزوج من المواطنة المصرية 'م .ر' منذ ثلاث سنوات، وأنجبت خلالها طفلا عمره سنتان..، والسبت، احتدم بينهما النقاش حول من سيكون الفائز فى هذه المباراة، وقد تعصب كل طرف لمنتخب بلده، إلا أن الزوج فوجئ فى صباح اليوم التالى بأن زوجته تركت منزل الزوجية بعد أن أخذت أغراضها والطفل معها. وتقدم الزوج ببلاغ إلى الشرطة الجزائرية للبحث عنها بعد أن فشل فى العثور عليها لدى أقاربه، فى الوقت الذى أوضحت فيه السفارة المصرية للزوج الجزائرى أن زوجته لا تستطيع أن تغادر الجزائر إلى مصر ومعها طفلها، نظرا لعدم إمكانية إضافة الطفل الجزائرى على جواز سفرها المصري... كما وعدته بمتابعة الموضوع مع السلطات الجزائرية، وبذل كل جهد ممكن حتى يتم لم شمل الأسرة فى أسرع وقت.