تشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية توترا منذ إندلاع الثورة المصرية وخلع الرئيس مبارك زادت فى الفترة الأخيرة بعدما وصل الإسلاميين للبرلمان وستشهد الأيام المقبلة تصاعدا فى الأحداث بين الطرفين حيث ذكرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية ان وزارة الخارجية المصرية قد ابلغت السلطات الإسرائيلية انها لن تسمح بزيارة الإسرائيليين السنوية لضريح الحاخام ياكوف هاتزيرا والمعروف في قرية بالقرب من مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة باسم " ابو حصيرة ". وقد أدت مراسم الاحتفال في ضريح الحاخام ياكوف أبو حصيرة خلال معظم العقد الماضي إلى صدام مع الإسلاميين والقوميين وغيرهم بدعوى أن سماح الحكومة لهؤلاء اليهود بالحج هو اتباع سياسة تدعو للتطبيع مع العدو الصهيوني، المر الذي يثير حفيظة وغضب الشعب المصري. وقد أبلغت مصر إسرائيل قبل شهرين أنه سيكون "من المستحيل الاستمرار على الحفل السنوي بسبب الوضع السياسي والأمني في البلاد" ، حسبما ذكر المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته لانه غير مخول بالحديث الى الصحافة. وقال جمال حشمت ، وهو سياسي اسلامي من الإخوان شارك في تنظيم احتجاجات مناهضة للمسيرة ،أن زيارة قبر أبو حصيرة ستكون "مهمة انتحارية" للإسرائيليين ،وذلك بسبب المعارضة الشعبية لوجودهم في مصر. وأضاف حشمت أن ناشطين يخططون لشن اعتصامات واحتجاجات أخرى لسد الطريق ليمنعون الحجاج في طريقهم، كما اعلن 31 حزبا وجماعة إنضمامهم لهذه الحملة هذا العام. ومن جانبه،ندد مركز سيمون فيزنتال ، المنظمة اليهودية لحقوق الإنسان ومقرها في لوس انجليس ، في بيان أمس الثلاثاء، بما اسماه محاولات لعرقلة الحج، واتهم مدير المركز ابراهام كوبر الاخوان بالسعي الى "الحد من الحرية الدينية لليهود". أكد مصدر دبلوماسي مطلع أن مصر أبلغت إسرائيل منذ اكثر من شهرين بعدم ملائمة الاحتفال بمولد الحاخام اليهودي أبو حصيرة نظرا للظروف التي تمر بها البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير. وقال المصدر إن هذا القرار جاء "بعد اجتماع موسع شاركت فيه جميع الأجهزة المعنية والمسئولين بمحافظة البحيرة الكائن بها الضريح منذ أكثر من شهرين تم التوصل فيه إلى توصية أكدت استحالة إقامة الاحتفال السنوي للحاخام اليهودي ابو حصيرة نظرا للظروف السياسية والأمنية التي تمر بها مصر بعد ثورة 25 (يناير)". وأشار إلى أن المجلس العسكري الذي يتولى مقاليد الأمور في البلاد منذ تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصبه في فبرايرالماضي، وافق على تلك التوصية وتم إبلاغها بالطرق الدبلوماسية للجانب الإسرائيلي، مؤكدا أن اليهود الإسرائيليين تفهموا هذا القرار وأكدوا إلتزامهم به وعدم السماح لمواطنيهم بالمجئ إلى هذا الاحتفال. ولفت المصدر إلى أن اليهود المقيمين في إسرائيل يدركون أن الوضع في مصر لا يسمح هذا العام بالاحتفال بمولد أبو حصيرة وأنه لن يقام هذا العام ، مشيراإلى أن "عائلة أبو حصيرة الإسرائيلية قررت من جانبها عدم الحضور تفهما و تنفيذا لهذا التوصية". وأوضح المصدر أن الذين حضروا إلى مكان الضريح ليسوا من يهود إسرائيل وإنما من دول أخرى ، وقد دخلوا مصر بتأشيرة سياحية عادية. كانت قوى سياسية وحزبية عدة في مصر قررت رفض ومناهضة ما يسمى باحتفال "أبو حصيرة" من قبل اليهود، وتشكيل دروع بشرية لمنع زيارة أي وفود للاحتفال بهذا المولد. يشار إلى أن مولد أبو حصيرة كان يواجه معارضة شديدة من قبل المصريين الذين حصلوا على العديد من الدعاوى القضائية التي تؤيد منعه إلا أن الاحتفالات كانت تقام في ظل موافقة ودعم نظام مبارك رغم الرفض الشعبي له. يستند أصحاب هذا الاتجاه المعارض للاحتفال بالذكرى "المزعومة" إلى أن الزائرين الإسرائيليين للمقبرة ، ينشرون العديد من المظاهر والسلوكيات السلبية، حيث يحتسون الخمور، ويثيرون الصخب في القرية، فضلا عن ارتكابهم لأفعال منافية لكافة الآداب والشرائع، على حد قولهم