في الوقت الذي سحب فيه تصاريح قناة " الجزيرة مباشر مصر " منح أسامة هيكل وزير الاعلام السابق تراخيص البث لكل من قنوات " التت " و " المولد " و " تعارف " للبث المباشر من القمر الصناعي النايل سات علي تردد 11257 افقي للأولي والثانية و27500 افقي للثالثة . وكانت أولي لحظات البث لكل من قناتي " المولد " و " التت " مع أول أيام عيد الأضحي المبارك . ويذكر أن انتصار غريب الإذاعية بإذاعة الشباب والرياضة قامت بتقديم بلاغ للنائب العام ضد وزير الإعلام تتهمه فيه بالتآمر والعمل علي انحدار مستوي الإعلام المصري من خلال منحه ترخيص لقناة " تعارف " لما تحويه هذه القناة من محادثات خاصة وسرية للتعارف بين الشباب والفتيات وبث مقاطع فيديو محرضة علي الإثارة الجنسية . وقالت غريب :"أنها تعتزم تقديم بلاغ آخر للنائب العام بخصوص منح تراخيص البث لقناتي " التت " و " المولد " بسبب ما تمثله هذه القنوات من بؤر إعلامية فاسدة وما تبثه من رقص فاضح وإباحية وأغاني هابطة تؤدي الي تدني الذوق العام ومستوي الفنون في المجتمع المصري في الوقت الذي تسعي فيه الثورة الي الإرتقاء بالإعلام والفنون. ظاهرة غريبة علينا انتشار ما يقرب من عشر قنوات مخصصة للرقص الشرقي على القمر الصناعي المصري "نايل سات" هو ظاهرة غريبة على مجتمعنا، رغم ازدياد نفوذ التيارات الإسلامية في مصر. فمع دخول كم من القنوات الغامضة والمجهولة الهوية على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، والمثير للدهشة ان هذه القنوات لم تحصل على ترخيص بل دخلت على القمر المصري من خلال قمر صناعي آخر موجود في نفس المدار. وأصبح من خلال التردد 11258 افقي على القمر المصري "نايل سات" يستطيع المشاهد متابعة مجموعة من القنوات الفضائية انطلقت مؤخرًا، وتقوم على إذاعة فيديوهات ومقاطع للرقص الشرقي فضلا عن الرسائل التي يتم تداولها عبر الشريط الخاص بها. ليس هذا فحسب، بل ان بعض هذه القنوات تقوم بإذاعة الأغاني الشعبية الهابطة التي لا تخلو بالطبع من المقاطع الخادشة للحياء. ويرجع السبب فى دخول هذه القنوات إلى التعديلات التي تم إدخالها على بعض الترددات نهاية الشهر الماضي. ومن أبرز القنوات التي انتشرت بشكل ملحوظ في البيوت المصرية هي قناة "التت" التي تضع شعارها راقصة فيما يحتوي الشريط الخاص بها على مجموعة من العبارات التي تحتوي على إيحاءات خارجة. والأكثر غرابة انه مع التدقيق في نوعية الرسائل التي يتم تداولها عبر القناة، يتضح انها لا تخضع للمراقبة فأغلبها تحتوي على أرقام هواتف لفتيات ليل. كما تروج القناة للمواد الجنسية وتضع ارقاما لهواتف الشركة التي تقوم بتوفير هذه المنتجات. ومن ناحية أخرى تحتل قناة "شعبيات" مكانة متقدمة في أولى القنوات التي تقدم الفن الهابط والذي لا يخلو من الإيحاءات الجنسية ورسائل التعارف. كذلك الحال لقناة "المولد" التي تقدم مجموعة من الأغاني المتنوعة من بينها أغاني لمطربين معروفين مثل محمد منير وعمرو دياب ولكن الأغلبية لفنانين شعبيين، ويقوم بعمل الدعاية لها المطرب الشعبي عبد الباسط حموده. ومن جانبه أكد رئيس الشركة المصرية للاقمار الصناعية "نايل سات" أحمد أنيس ان القمر المصري بريء من بث هذه القنوات إذ تعتمد هذه القنوات في البث على قمر فرنسي موجود في نفس المدار الموجود فيه النايل سات. وأوضح ان القمر الصناعي المصري يستقبل العديد من القنوات بسبب وجود القمر الفرنسي في نفس المدار، مشيرا إلى أن إدارة القمر المصري لا تملك سوى تقديم الشكوي في القمر الفرنسي للمجلس السمعي البصري لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها وأشار إلى ان المجلس يغلق فقط القنوات التي يتم تقديم أكثر من شكوى ضدها، لذلك فعلى المواطنيين المتضررين تقديم الشكاوى. بينما خرج الدكتور هشام عطية استاذ الاعلام الالكتروتي لينتقد فكرة وضع وصاية على المجتمع وقيود على بث المحتويات الإعلامية عبر القمر الصناعي، مؤكدا أن البديل ان يكون هناك ثقة في نضج المشاهد وحسن اختياره للقنوات التي يتابعها لكن ليس معنى هذا تأييد هذه القنوات. وتساءل الدكتور: " افترضنا في المشاهدين والجمهور النضج في اختياراتهم السياسية فكيف نفترض فيهم القصور الذهني في اختيار القنوات المناسبة؟" وبغض النظر عن اختلاف وتضارب الآراء حول قنوات الرقص الشرقي والغناء الشعبي التي غزت البيوت المصرية، أصبح السؤال الآن هل ستستمر هذه القنوات مع ازدياد نفوذ التيارات الإسلامية بمصر وهل سيقتصر دور إدارة القمر المصري على تقديم الشكوى فقط؟ وقد أكد كثير من المراقبين أن هذه القنوات لها تأثيرا سلبيا على عقول الشباب العربي وأفكارهم، فبدلا من مشاهدة قنوات تتحدث عن واقعهم العربي والاهتمام بما يحيطهم والتركيز على مشاكل العصر يذهبون وينساقون وراء بدل رقص وأجساد عارية ويبقى السؤال: كيف ينظر الخبراء والمفكرون الإعلاميون إلى مثل هذه القنوات؟، وما سر اهتمام أصحابها وإصرارهم على عرض "قنوات هز الوسط"؟. بداية يرى الإعلامى الكبير وجدى الحكيم أنه من المخيف أن تصبح مثل هذه القنوات الإباحية مباحة للجمهور وكل الأجيال دون استثناء موكدا أن بث "فضائيات هز الوسط" يعد محصلة لمرحلة الهبوط الفني التي يعاني منها الوطن العربى كله فتلك القنوات هدفها الوحيد إهدار القيم والحقائق والعادات والتقاليد العربية واغتيالها وهذا أمر طبيعي لأنه لا يوجد رقابة من أي نوع على تلك القنوات. ويطالب الحكيم بضرورة فضح تلك القنوات لما تعرضه من مواد رخيصة هدفها إلهاء الشباب العربي والمسلم عن قضايا الأمة العربية مؤكدا أنه في أفلام أيام زمان تعود الجمهور على مشاهدة الراقصات بثياب مصممة خصيصاً للرقص منها ما كان من تصميم كبار مصممي ومصممات أزياء الفيلم أو المسرحية أنفسهم، ولكن اليوم وعلى قنوات الرقص الفضائية تلك، المتاحة للكبار والصغار، بتنا نشاهد مجموعات كبيرة من الصبايا يرقصن ويستعرضن حركات الغمز واللمز بلباسهن اليومي والعادي وليس فقط بدل رقص فاضحة. ومن ناحيتها تتساءل د. ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية: من يقف وراء تلك القنوات "المثيرة"؟ ولماذا لم يمنع القائمون على قمر النايل سات بثها؟ مشيرة إلى أن للإعلام دوراً مؤثراً في المجتمع وذلك لما له من قدرة في الوصول إلى الكثير من البيوت وخاصة القنوات الفضائية التي تمكنت من الاستحواذ على اهتمامات العائلة في كل مكان لدخولها المستمر بلا استئذان واستطاعتها طرح ما تريد من قضايا ساخنة وجعل الكثير يتسمرون على الشاشة لساعات طويلة لذا نراها قد أصبحت سلاحا ذا حدين لافتة إلى أن هذه القنوات الفضائية ليس لها رسالة إعلامية هادفة، وإنما هدفها الربح المادي بغض النظر عما تسببه من هدم لبناء المجتمع! واستغلت سهولة دخولها كل بيت وعملت على استغلال الشباب من خلال مداعبة شهواتهم حتى سيطرت على أسلوب حياتهم، وجعلتهم أمام ثقافات متنوعة تتجاذبه وأصبحوا فريسة لثقافات مختلفة بدت وكأنها جزء من تكوينهم.. وإن كانت "العولمة التقنية" قادرة على دخول المنازل من دون إذن مسبق، فإن خبراء في علم الاجتماع يرون أن التصدي لمثل هذه الظواهر المستجدة يكمن في تأهيل المجتمع ثقافياً، إذ تعد الثقافة أحد أهم خطوط الدفاع الأولى، ومن الناحية الدينية تتساءل د. ملكة زرار الداعية الإسلامية : "كيف ترضى أولئك الفتيات" بهذا العري والإباحية المفرطة فهن "يائسات، لا يملكن سوى إرضاء الرجل بأنوثة مهدرة، مشيرة إلى أن الخطر الحقيقي هو: ذاك الاستعراض الفاحش المعمم بقوة بعض القنوات الفضائية والمنطلق من تلك العقلية، في كثير من البرامج التلفزيونية والفيديو كليب، بل وفي فضائيات كاملة بحد ذاتها تبث على مدار الوقت، هذا التعميم الملحّ والمستمر بقوة المال وسلطان السلطة وشددت د. زرار على الخطورة الدينية لمثل هذه القنوات، التي تبيح العري والإثارة طوال 24 ساعة ومن يشاهد تلك القنوات آثم شرعا والله سبحانه وتعالى حرم مشاهدة العورات وما تفعله تلك القنوات انها تبيح مشاهدة العورات بكل حرية. الأمر الذي يدفعنا الى الابتعاد عما أمرنا به الله تعالى ورسوله الكريم. فارجوكم يا مسئولى الإعلام ضعوا حدا لمثل هذه القنوات الماجنة التى تنشر الرذيلة كالفعل الفاضح فى الطريق العام .