مشهد من مسيرة رد الاعتبار للشهداء فى الوقت الذى خرجت فيه مسيرة انطلقت من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة لكى تلتقى بأخرى قادمة من ميدان مصطفى محمود بالمهندسين، شارك فيها عدد من أسر الشهداء جموع الشعب والقوى الثورية تحت شعار "رد الاعتبار للشهداء" .. كان ميدان العباسية يحتشد فيه بضعة مئات للاحتفال بما دعوه "مليونية دعم الشرعية ومساندة المجلس العسكرى"، وذلك فى ظل أجواء احتفالية شارك فيها الإعلامى توفيق عكاشة - المحسوب على نظام المخلوع - الذى قاد الهتافات دعما لحكومة الجنزورى التى أثرت الجدل بين مؤيد ومعارض. وفيما كان الثوار يبكون شهداءهم فى الميدان انتظارا لوصول النعوش الرمزية التى حملتها مسيرة أهالى الشهداء .. كان متظاهروا العباسية يزغردون فرحا بانتهاء المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التى، وعلى الرغم من أن أهمية انعقاد الانتخابات فى هذا الوقت بالذات، باعتبارها خطوة على سبيل الاستقرار .. إلا أنها يتكشف أنها لن ترقى إللى مستوى طموحات الشعب .. خاصة بعد تصريحات صادرة مؤخرا عن الدكتور كمال الجنزورى بأن هذا البرلمان لن يكون من سلطاته تشكيل الحكومة .. إلى جانب كونه لن يكون من سلطاته أيضا محاسبة إقالة الحكومة أو محاسبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة .. إذن ماذا ستتبقى له من سلطات؟؟
نعود إلى ميدان التحرير، حيث الثوار المصممون على تسليم السلطة فورا إلى حكومة إنقاذ وطنى يقودها منتمين للثورة وليس هابطين عليها بالبراشوت بتعليمات العسكر أو من المنتمين للحزب المنحل الذى نال لطمات وراء لطمات فى الانتخابات البرلمانية من جانب طوائف الشعب فى كل الدوائر. هم مصممين على إذن على استكمال ثورتهم حتى تتحقق أهدافها بتطهير الدولة من أركان الفساد فى القضاء والإعلام والداخلية والقضاء على الذراع الاقتصادية للنظام البائد، وهى التى تمول البلطجية الذين يشوهون وجه الثورة فى كل مكان تحت حماية الداخلية.
ويبقى من المفارقة عند المقارنة بين مسيرات التحرير ومظاهرات العباسية أنها، كما يقول "وائل قنديل - الكاتب الصحفى - تماما كما كان الفرق بين ميدان التحرير وميدان مصطفى محمود، فالأخير لم يعتصم منه أحد ولم يصب منه أحد ولم يسقط فيه شهداء، بينما كان التحرير، بما سقط فيه من شهداء وبما روت أرضه من دماء، بمثابة بوتقة للثورة فى كل ميادين مصر والعالم ..