أكد الرئيس السوداني عمر البشير أهمية دور المؤسسات البرلمانية في تعزيز التضامن بين الدول الافريقية للاسهام في أمنها واستقرارها ..داعيا إلي تقوية الاتحاد البرلماني الإفريقي ومنحه صلاحيات تشريعية تعزز دوره في السلم والأمن وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة. وشدد - في خطاب له اليوم الاربعاء بالجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني الافريقي المنعقد بالخرطوم , على أهمية البحث في موضوع تعزيز دور البرلمانات الإفريقية في حل مشكلات القارة وإشراك الشباب والمرأة ومعالجة قضايا الفقر. وقال"إن اتحاد البرلمانات الإفريقي يتحمل مسئولية تطوير التشريعات التي تعين الرؤساء الأفارقة علي تحقيق السلم والتنمية ومنع الاستلاب الثقافي , ووقف نهب ثروات الشعوب الإفريقية". وأضاف:"إن إفريقيا تواجه تحديات ومشكلات كبري غير أنها ليست عصية علي الحل إذا تضافرت جهود أبنائها وشعوبها .. لافتا إلي أن السودان ظل يدعو إلي تفعيل آليات الاتحاد الافريقي لمواجهة تحديات القارة. وطالب بضرورة تحمل الدول الافريقية مسئولية فض النزاعات , وتطرق الي أهمية الموضوعات المدرجة في جدول أعمال المؤتمر , وخاصة اشراك الشعوب لاسيما الشباب , وأهمية بحث المؤتمر لموضوع دور تعزيز البرلمانات الإفريقية. ودعا إلى تحريك تنمية اقتصادية للحد من الفقر وتكثيف الجهود لنهضة القارة .. مؤكدا التزام حكومته بأمن واستقرار جمهورية جنوب السودان واحترام المواثيق والعهود الدولية والتواصل والتعاون وتبادل المنافع عبر الحدود المشتركة في إطار الثوابت والأعراف والمعاهدات الاقليمية والدولية التي تحكم العلاقات بين الدول مع التأكيد على خصوصيتها بين الدولتين . وأشار إلى أن السودان كان أول من أعلن عن اعترافه بدولة الجنوب كما كان في مقدمة المشاركين خلال احتفالاتهم بقيام دولتهم الجديدة . وقال الرئيس السوداني عمر البشير"إن بلاده اتخذت التفاوض سبيلا والحوار منهجا لاحلال السلام في دارفور .. مشيرا إلى أن السودان كان حريصا على مشاركة الافارقة والعالم العربي في عملية السلام وعمليات حفظ السلام بدارفور , حيث تم التوقيع على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور بفضل تلك الجهود وتم الشروع في تنفيذها". وأشار الى أن بلاده تتعرض ولا تزال لضغوط غير مبررة بسبب خياراته المستقلة , واصراره على العدل والإنصاف في العلاقات الدولية ورفض التدخلات الاجنبية في شئونه , ورفض المعايير المزدوجة وتسييس العدالة . وأوضح أن السودان فرض عليه حصار اقتصادى جائر بسبب تلك المواقف وتجري محاولة لفرض عزلة سياسية ودولية عليه , ولكنه رفض كل ذلك وفتحت كل الدول في آسيا وأمريكا الجنوبية الأبواب أمام السودان وبفضل هذا الدعم والمؤازرة تمكن السودان من دفع الحصار وانتظمت البلاد نهضة تنموية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية اعتمادا على موارده وقدراته الذاتية وبالتعاون مع الاشقاء والاصدقاء . وأشار الى أن العديد من الشعوب الافريقية تواجه تحديات مشابهة لمشاكل السودان مما يؤكد أن الاستهداف الجائر لا يقتصر على السودان بل يمتد إلى دول القارة , الأمر الذي يستوجب تضافر الجهود الشعبية عبر البرلمان الإفريقي للتصدي لها واحتوائها. ودعا الى أهمية التضامن بين الدول الافريقية ودعم الامن والاستقرار ورفاهية القارة بالإضافة إلى تعزيز مشاركة الشعوب لاسيما قطاع الشباب في التنمية الوطنية لتحقيق طفرة اقتصادية للحد من الفقر وانهاء الاقصاء. من جهته , أكد انجل سيرافين رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الافريقي التزام الاتحاد بالعمل على وضع تشريعات لحماية الشعوب الافريقية وتعزيز نهضتها . وأعرب عن تقديره للجهود التي بذلتها حكومة السودان في انجاح عملية الاستفتاء لجنوب السودان ..مشيدا بحكمة القيادة السياسية السودانية في تنظيم الاستفتاء للجنوب وايفائها بمتطلبات اتفاقية السلام الشاملة . وقال - في كلمته أمام المشاركين - بمؤتمر اتحاد البرلمان الإفريقى الرابع والثلاثين " إن الاتحاد يعمل جاهدا لتعزيز قيم الديمقراطية والسلام والحكم الرشيد في القارة الافريقية , وذلك لبناء مجتمع أفريقي متماسك ومزدهر يتمتع بالقيم الإنسانية الفاضلة ". وأوضح أن الاتحاد يسعي أيضا لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية فضلا عن دعم مشاركة المرأة والشباب في مؤسسات اتخاذ القرار , وذلك حتي يلعبوا الدور المنوط بهم في خدمة المجتمع الافريقي , مشيرا إلى أن إشراك المرأة والشباب يضمن مستقبلا باهرا للقارة , ونوه إلي زيادة تمثيل الشباب والمرأة في مراكز اتخاذ القرار وفقا للمقررات التي أقرها الاتحاد الافريقي. وأكد حرص الاتحاد البرلماني الإفريقي علي تعزيز المصالحة الوطنية في الدول التي تشهد نزاعات ..مشيرا إلى أن الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية علي اقتصاديات الدول الافريقية , خاصة الدول ذات الاقتصاديات الهشة ..داعيا إلي ضرورة وضع السياسات البناءة لحماية الاقتصاد الافريقي من رياح الازمة الاقتصادية العالمية . وشدد على أهمية الدور الذي تضطلع به البرلمانات الافريقية في تعزيز التنمية المستدامة وفقا لاهداف الألفية , وذلك من خلال سن القوانين والتشريعات الرامية إلي ذلك , مضيفا أن مؤتمر الاتحاد البرلماني الافريقي يعمل من أجل بناء قارة مزدهرة خالية من الجهل والمرض والفقر. ويناقش مؤتمر الاتحاد البرلماني الإفريقي الرابع والثلاثين الذي بدأ أعماله اليوم ويستمر لمدة يومين بالخرطوم موضوعين أساسيين هما دور المؤسسات البرلمانية في تعزيز التضامن بين الدول الافريقية من أجل تدعيم الأمن والاستقرار وإزدهار الشعوب ومشاركة الشعوب لاسيما الشباب في التنمية الوطنية للحد من الفقر وانهاء الإقصاء وتعزيز العدالة. وكانت اللجنة التنفيذية للاتحاد قد اختتمت أعمالها وأصدرت توصياتها الختامية توطئة لرفعها لمؤتمر رؤساء البرلمانات الافريقية. وأجازت اللجنة مشروع موازنة الاتحاد لعام 2012 وقدرها مليون وثلاثمائة وسبع وعشرون ألفا وتسعمائة وأربعين دولارا. وأقرت اللجنة مشروع جدول أعمال المؤتمر الذي قدمه الأمين العام , والذي شمل تقارير رئيس اللجنة التنفيذية وأنشطة الامين العام ولجنة النساء البرلمانيات بجانب دور المؤسسات البرلمانية في تعزيز التعاون والتضامن بين البلدان الافريقية من أجل تدعيم الامن والاستقرار وازدهار الشعوب وموضوع مشاركة الشعوب ولاسيما الشباب في التنمية الوطنية من اجل الحد من الفقر وانهاء الاقصاء وتعزيز العدالة . ووافقت اللجنة علي طلب عضوية برلمان دولة جنوب السودان للانضمام للاتحاد البرلماني الافريقي على ان يتم رفع الطلب لمؤتمر الاتحاد لاجازته كما وافقت اللجنة علي استضافة انجولا لاجتماعات اللجنة التنفيذية القادمة في دورتها الستين في شهر مايو المقبل بمدينة لواندا . وفيما يتعلق بقرار الاتحاد السابق بشأن الهجرة وافقت المغرب علي استضافة ورشة حول الهجرة ومآلاتها السلبية والايجابية علي ان يحدد موعدها لاحقا. يذكر أن البرلمانات المشاركة في أعمال هذه الدورة تضم الجزائر , انجولا , بنين , بوركينا فاسو , الكاميرون , جيبوتي , اثيوبيا , الجابون , غانا , غينيا الاستوائية , كينيا , نيجيريا , مالي , ليبيريا , المغرب , ناميبيا , النيجر , رواندا , السنغال , سيراليون , السودان , تشاد , توجو وزيمبابوي , كما يشارك ممثلو برلمانات جزر القمر واريتريا وجنوب السودان.