غابت المظاهر الاحتفالية التي كانت بارزة في سنوات مضت في مثل هذه الأيام، التي يتذكر فيها كثير من الروس الثورة البلشفية التي أسفرت عن قيام الاتحاد السوفياتي في العام 1917. ولم يتبق إلا بيلاروسيا من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق التي تحتفل رسمياً بذكرى ثورة أكتوبر التي كان مواطنو الاتحاد السوفيتي ومؤيدو تلك الثورة في الخارج يحتفلون بها في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر). وجاء في كلمة التهنئة التي وجهها الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو إلى الشعب في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) إن الزمن يؤكد أهمية شعارات ثورة أكتوبر التي تدعو إلى تحرير الكادحين من الاضطهاد، وترسيخ المساواة بين الناس والعدالة الاجتماعية. ولم تعد روسيا تحتفل رسميا بذكرى تلك الثورة، مكتفية بتنظيم عرض عسكري في عاصمتها بمناسبة ذكرى الاستعراض العسكري التاريخي الذي شهدته موسكو في السابع من تشرين الثاني من عام 1941. بل واقترح رئيس حزب "يابلوكو" اليميني، سيرغي ميتروخين، قبل أيام أن تصنف السلطات الروسية ثورة عام 1917 باعتبارها "انقلاباً غير شرعي". وصرح ميتروخين للصحفيين أن حزبه سيطالب باعتبار ما شهدته روسيا في خريف عام 1917 انقلابا قام به "البلاشفة" ضد "المدافعين عن الديمقراطية" (ويقصد من أطاحوا بالإمبراطور نيقولاي الثاني وأسقطوا النظام الملكي في شباط/فبراير 1917). وأضاف أن حزبه سيطالب بذلك عندما يدخل إلى مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي). وليس لحزب "يابلوكو" ممثلون في المجلس النيابي الحالي وهو أحد الأحزاب السبعة التي تخوض انتخابات الدوما في الرابع من كانون الأول (ديسمبر) القادم. ويعتبر حزب "يابلوكو" حزبا يمينيا يمثل مصالح قسم من أتباع الديمقراطية البرجوازية.