حذر مشاركون أردنيون في ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ؛ ومقره باريس تحت عنوان (هل تنجح المبادرة العربية في إنهاء الأزمة السورية ) من مغبة تدويل الوضع في سورية والتدخل الأجنبي. قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق د.عدنان بدران نأمل أن يبدأ الإصلاح في سورية إقتصاديا وسياسيا وفي كل المجالات ، وذلك عن طريق الحوار، لأن التوتر والعنف يولد عنفاً وإراقة الدماء . وأن ذلك يدعو للتدخل الاجنبي، لتوفر بيئة العنف والإعلام. وعاجلا ام آجلا ستحاصر سورية اقتصاديا ، ومن ثمة ستقاطع عن طريق مجلس الأمن الدولي. وأضاف د. بدران ، لا نريد أن يتكرر المشهد الحادث في العراق وليبيا، ونرى دولا عربية تتعرض لما تعرضت له هذه البلدان العربية . وأعرب عن تفاءله بأن سورية بدأت ترى أن الحل الأمني سيزيد العنف وسيقوي أيضا المجلس الجديد للمعارضة والذي أقيم في الخارج، لذلك لا نريد لسوريةإلا الإستقرار والإصلاح من خلال إنتخابات حرة تحقق إرادة الشعب ، وتحدث واقعيا إصلاحات ملموسة. وهذا سوف يحول العواطف المضادة للنظام لتكون معه، فالهدف تحقيق الإصلاح في سورية . ومن جانبه تقدم مستشار الشؤون الدولية لجمعية اللاعنف العربية د. نصير الحمود ، بالشكر على جهود جامعة الدول العربية لإيجاد مخرج للأزمة السورية في محاولة لتطويقها ، قبل تدويلها وما قد يترتب على ذلك من آثار جانبية لايمكن معرفة تداعياتها. كما نقدر عاليا الدور الذي بذله رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الذي سعى عبر اجتماعات مكثفة في الدوحةوالقاهرة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة ومحاولة إيجاد حلقة وصل بين النظام والمعارضة في الداخل والخارج بغية التوصل لإتفاق يقي البلاد من توسع الأزمة التي تعامي غياب الثقة بين مختلف أطرافها. ودعا الحمودالأنظمة العربية التعامل بحرص ومسؤولية مع الأصوات المطالبة بالإصلاح وعدم إعتبارهم كجهات خارجية عن القانون فهي قوى وطنية تسعى للإصلاح وإطلاق الحريات ومجابهة مظاهر الفساد وهي ظواهر تنتشر في كثير من البلدان العربية. كما ينبغي على النظام السوري تغليب لغة الحوار والعقل وفسح المجال للمطالبين بالإصلاح للمشاركة في هذه العملية التي يتوجب ألا تكون حكرا على أحد. كما يجب غل يد القوى الأمنية عن مواجهة المواطنين في سوريا وغيرها،حيث أن الحريات مرتكز أساسي في أي عملية سياسية تنموية تجري في أي من بلدان العالم الأول أو النامي. لقد ساهمت المبادرة العربية الأخيرة والتي وافق عليها النظام السوري في القاهرة يوم الأربعاء الماضي بإعطاء النظام السوري فرصة لإصلاح موقفه تجاه ما يجري في البلاد من تغول على المواطنين الساعين لتحقيق الإصلاح، لذا يتوجب عليه إستثمار هذه الفرصة الأخيرة من نوعها لإقناع العالم بصدقية توجهاته الإصلاحية.