يتأهب حزب النهضة الإسلامية المعتدل لأن يقود حكومة إئتلافية بعد أن بعث فوزه في أول إنتخابات حرة في تونس برسالة إلى دول أخرى في المنطقة كانت تحظر يوما نشاط الإسلاميين الذين أصبحوا يتنافسون على السلطة بعد الربيع العربي. ومع إستمرار عملية فرز بطاقات الإقتراع قال حزب النهضة إن إحصاءه غير الرسمي يظهر فوزه في الإنتخابات التي أجريت الأحد في أول إنتخابات منذ الإنتفاضات التي بدأت في تونس وإمتدت في أرجاء المنطقة. وسعيا لطمأنة العلمانيين في تونس ودول أخرى تخشى على قيمها الليبرالية قال مسئولون بالحزب إنهم سيتحالفون مع حزبين علمانيين في إئتلاف مؤقت موسع يحكم البلاد. وقال عبد الحميد الجلاصي مدير الحملة الإنتخابية أمام مقر الحزب في وسط العاصمة التونسية "النتائج الأولية أظهرت أن النهضة جاءت في المركز الاول". وبينما كان يتحدث تجمع نحو 300 شخص في الشوارع وكبروا بينما بدأ آخرون يرددون النشيد الوطني التونسي. وأكد الجلاصي "لن ندخر جهداً في إقامة حكومة إئتلاف.. نطمئن المستثمرين والشركاء الإقتصاديين الدوليين". وبعد يومين من نسبة إقبال غير مسبوقة على الإنتخابات بلغت 90% ما زال يفرز المسئولون أوراق الإقتراع في بعض المناطق، وقالوا إن النتائج الرسمية ستعلن قبل مساء الثلاثاء. وتحدث مسئولون في حزب النهضة عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل اليساري بإعتبارهما شريكين محتملين في الإئتلاف، وربما يساعد وجودهما في الإئتلاف الحاكم على طمأنة العلمانيين في تونس. ومن المرجح أن يكون لهذه النتيجة صدى في مصر التي ستجري في نوفمبر تشرين الثاني أول إنتخابات بعد الثورة، ومن المتوقع أن يكون أداء حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والذي تربطه قواسم أيديولوجية مشتركة بحزب النهضة أداء قويا. وأصبحت تونس مهد "الربيع العربي" عندما أشعل محمد البوعزيزي الذي كان بائعا للخضروات النار في نفسه إحتجاجا على الفقر وقمع الحكومة. وأشعل إنتحاره في ديسمبر موجة من الإحتجاجات التي أجبرت الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الفرار إلى المملكة العربية السعودية في يناير... تلاه خلع الرئيس المصرى السابق "مبارك".