أجلت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة أمس قضية الاعتداء على المتظاهرين السلميين يومي 2 و3 فبراير الماضي، والتي عرفت اعلاميا باسم "موقعة الجمل" والتي تضم 25 من كبار قيادات واعضاء مجلسي الشعب والشورى إلى جلسة اليوم الاحد لاستكمال سماع أقوال شهود النفي ومناقشتهم والتصريح لدفاع المتهمين باستخراج المستندات التي طلبوها بجلسة الأمس. واستمعت المحكمة في جلسة الأمس إلى محمد أبو زيد المحرر البرلماني بجريدة "الشروق" وشاهد الإثبات الرئيس ضد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق في "موقعة الجمل"، والذي قال إنه كان على علم بتوجه مسيرات من دائرته الانتخابية السيدة زينب مؤيدة للرئيس المخلوع حسني مبارك وكانت تستهدف التعدي على المتظاهرين خلال اجتماع جرى صباح يوم 2 فبراير. وأضاف في شهادته، إنه اثناء تواجده داخل مكتب فتحي سرور الذي أراد الاجتماع بالمحررين البرلمانيين صباح 2 فبراير تلقى رئيس مجلس الشعب وقتذاك اتصالا هاتفيا بدت خلاله علامات الابتسام والارتياح على وجهه الذي عاد وأخبر الحضور أن اللواء محمود وجدى وزيرالداخلية وقتئذ أخبره ان هناك مظاهرات حاشدة لتأييد الرئيس السابق مبارك على مستوى الجمهورية. وتابع: ثم دارت حوارات ومناقشات بين الصحفيين وسرور الذي أعلن خلال الاجتماع أنه سيتم تعليق جلسات مجلس الشعب حتى ترد تقارير محكمة النقض الخاصة بفصل صحة عضوية أعضاء مجلس الشعب. وأشار أبو زيد إلى أنه واثناء المناقشات دخل يسري الشيخ مدير مكتب فتحى سرور وأبلغه بوجود 1000 كارته عربات تجرها الخيول وأحصنة من منطقة نزلة السمان تتجه الى ميدان التحرير، وعقب عفت السادات نائب الحزب "الوطني"، وقال لسرور إن الحزب ينظم تظاهرات مشابهة على مستوى البلاد. وأكد الشاهد أن المناقشات استمرت لمدة ساعتين وبعدها سمع أصوات متظاهرين تسير فى شارع مجلس الشعب متجهة إلى شارع قصر العينى صوب ميدان التحرير مرددين هتافات مؤيدة للرئيس السابق، وأثناء ذلك استفسر سرور من مدير مكتبه عن طبيعة تلك المظاهرات الموجودة بشارع مجلس الشعب فأكد له أن هؤلاء المتظاهرين من قاطني منطقة السيدة زينب الدائرة الانتخابية لسرور طالبا منه الخروج لتحيتهم ومؤازرتهم فرد سرور على مدير مكتبه أنه سوف يخرج لهم عقب انتهاء الاجتماع. وأضاف أبو زيد فى أقواله إنه شاهد المتظاهرين القادمين من السيدة زينب والبالغ عددهم قرابة 1500 شخص أمام مسجد عمر مكرم بميدان التحرير وقاموا بسب المتظاهرين المتواجدين بميدان التحرير بألفاظ نابية ووصفوهم بأنهم "عملاء وخونة لمصر ولابد أن يخرجوا من ميدان التحرير، ثم بدأت الاشتباكات بإلقائهم للحجارة على المعتصمين بالتحرير". وأوضح أن المتظاهرين المؤيدين للرئيس السابق قاموا برشق متظاهرى التحرير بالطوب والحجارة وذلك من الأرصفة الموجودة بالشارع وميدان سيمون بوليفار الكائن خلف مسجد عمر مكرم وبعدها تبادل الطرفان التراشق بالطوب.