اعتذر علي السرياطي مدير امن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والرجل القوي في النظام السابق للشعب التونسي، ليكون بذلك اول المسؤولين في تونس ومصر يعتذر للشعب علنا ضمن سلسلة محاكمات يخضعون لها في البلدين. ويواجه السرياطي (71 عاما) تهم تزوير جوازت سفر لافراد من عائلة بن علي وزوجته للفرار من البلاد في 14 يناير وهو تاريخ هروبه الى السعودية. وفاجأ السرياطي الحاضرين في القاعة في نهاية الجلسة عندما صاح قائلا «أطلب من الشعب التونسي المعذرة.. اطلب منهم العفو.. انا تونسي واحب تونس واحب علمها». ويواجه السرياطي في قضايا منفصلة تهما باثارة البلبلة في البلاد ودفع التونسيين للاقتتال بعد ان القي القبض عليه في مطار العوينة الرئاسي بعد لحظات من اقلاع طائرة بن علي الى السعودية. ويعتقد كثير من التونسيين ان السرياطي هو من يقف وراء عمليات قنص وقتل عشوائي عقب الاطاحة ب "بن علي". وتنفي عائلته هذه التهم وتقول انه بريء. وخلال محاكمة السرياطي وأفراد من عائلة بن علي والطرابلسي فرضت اجراءات امنية مشددة حول قصر العدالة في العاصمة، حيث تجري المحاكمة، التي أجل النطق بالحكم فيها الى يوم الجمعة المقبل. ورفع رئيس الغرفة الجنائية في محكمة الدرجة الاولى فوزي جبلي الجلسة بعد تسع ساعات خصصت بشكل اساسي لمرافعات الدفاع الذي طالب برد الدعوى واسقاط الملاحقات بسبب «عيوب شكلية». في الأثناء، تظاهر مئات التونسيين في العاصمة مطالبين باصلاح القضاء ومحاسبة كل فلول النظام السابق. وكان المتظاهرون الذين بلغ عددهم اكثر من 300 شخص يحتجون على ما قالوا انه «تهاون القضاء في محاسبة اتباع بن علي المتورطين».