دعت ندوة "نحو بعد اجتماعى حقيقى للشراكة الاورومتوسطية" إلى معاملة المهاجرين من دول الجنوب فى أوروبا معاملة مواطن له كافة الحقوق مثل مواطنى الدول الأوروبية، وفتح أسواق دول الشمال للعمالة القادمة من الجنوب بنفس القوة التى تفتح بها الأسواق الجنوبية لتدفق رأس المال القادم من أوروبا، بالاضافة الى تقنين أوضاع العمالة الجنوبية فى أوروبا. وطالب مجدى عبد الحميد رئيس المنبر المصرى الاورومتوسطى الى زيادة المخصصات فى المساعدات الأوروبية لدول الجنوب لتحسين الأوضاع الاجتماعية، وتطوير الاقتصاد ومكافحة الفقر مشيرا الى ان قضايا امن دول الشمال لا يجب ان تطغى على حقوق المهاجرين . وانتقد المشاركون ضعف المساعدات المقدمة من أوروبا الى دول الجنوب فى اطار الشراكة حيث كشفت المناقشات ان ما قدمته اوروبا خلال عشر سنوات نصف ما قدمتة الولاياتالمتحدة لمصر خلال سنة. من جانبه، قال السفير نهاد عبد اللطيف نائب وزير الخارجية والمسئول عن ملف الشراكة الاورومتوسطية ان مصر تولى اهتماما خاصا بقضايا الشراكة ، وخاصة الشق التجارى لما له من اثار على الأوضاع الاجتماعية. واشار نائب وزير الخارجية ان اهداف عملية برشلونة لم تتحقق ، فنحن حتى الان لم نحقق السلام ، او ازالة الفجوة بين الجنوب والشمال ، وهذا يفرض علينا مواصلة الحوار لدفع الأنشطة وتحقيق الأهداف والمشاركة مع المجتمع المدنى لها دور هام فى دفع المسيرة والاهتمام بها . وقال مايكل اريان المسئول السياسى بمفوضية الاتحاد الاوروبى بمصر ان مصر تتعاون مع المفوضية فى تحسين سياسات الجوار وخطة العمل المشتركة، مشيرا الى ان عملية برشلونة عادت لها الحياة من خلال الاتحاد من اجل المتوسط، ونأمل أن تتحقق انجازات بناء على ما بنى خلال السنوات الخمس عشرة الماضية موضحا ان مؤتمر الحزب الوطنى ايضا يتطرق للقضايا الاجتماعية، ومؤتمر منظمة الليبرالية الدولية مع احزاب الجبهات الديمقراطية . واضاف ان المفوضية تعمل يدا بيد مع الحكومة المصرية من خلال الاتحاد من اجل المتوسط وان يلعب دورا مفيدا فى الصحة والتعليم، كما طلبت مصر التركيز عليهما، نامل أن تدعم عمليات الاصلاح التى قامت بها الحكومة من خلالنا. من جانبة اكد عبد المقصود راشدى رئيس المنبر الاورومتوسطى ان المنبر يعتمد على مصر فى دعم حضور المجتمع المدنى فى الاتحاد مشيرا الى ان تحقيق السلام واقامة دولة فلسطينية مستقلة فالسلام هو بوابة الديمقراطية والتنمية والاستقرار فى المنطقة. وتحدث الدكتور عبد الله شحاته استاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ان المساعدات التى يقدمها الاتحاد الاوروبى لدول الجنوب لم تكن كافية لتحقيق نتائج ايجابية ، خلال العشر سنوات الأولى من الشراكة اليورومتوسطية قدم الاتحاد الأوروبى لدول جنوب المتوسط، فقط نصف ما توفره الولاياتالمتحدة كل عام الى مصر، والى اسرائيل ايضا. وأوضح ان نتيجة ذلك تتمثل فى اتساع الفجوة على المستوى الاقتصادي، بسبب أننا لم نستطع التحكم فى العلاقة بين الاقتصاد والسكان ، فالديناميكية السكانية لم يواكبها ديناميكية اقتصادية، بعد غزة تغير كل شيء خاصة فيما يتعلق بالعلاقة الثقافية بين الجنوب والشمال، الخطأ هو ان الشراكة كانت غير قادرة على حل المشكلة و الحل يتطلب العمل على الجانب السياسى اولا ثم السياسى الاقتصادي.
