يوسف القرضاوي جنود الشرطة و الأمن المركزي وجنود الجيش ....كعروس الماريونيت خيوط متعددة في يد شخص واحد ، اختلف اسمه ولكن اتفقت طريقته مع من سبقوه ومن أتوا بعده ،وقد اتفقوا جميعا على استخدام هذه الخيوط ..عفوا (الجنود) لخدمة أهدافهم وأفكارهم . فقبل الثورة كان مخبري أمن الدولة هم السكين الحاد في يد رؤسائهم من ضباط أمن الدولة الذين هم حلقة في سلسلة طويلة كان الممسك بها وزير الداخلية ، وأثناء الثورة لم يكن لجنود الأمن المركزي الحق في الثورة كمصريين ولكنهم كانوا كمن حرم من أن يمضي العيد بين أهله لأنه كان في عمله يقتل إخوانه بأوامر من قادته ، وبعد الثورة جاء دور جنود الجيش ليطيعوا الأوامر كمن سبقوهم ....والعروس ترقص بيد من يتحكم بها ولكن ماذا عن هذه الخيوط ؟ وما رأي الدين في وضعهم الذي لا يفرح أحد ؟ هذا ما حاول الدكتور يوسف القرضاوي أن يجيب عنه فقد إعتبر رئيس اتحاد علماء المسلمين أن الإسلام يُحَمّل الشعوب مسؤولية إتباع الجبابرة خصوصا الجنود، فالقرآن يُحمل الجنود تبعة ظلم الظالمين لأنهم أدوات في أياديهم، فقد قال الله تعالى: “إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين”، فكان القرآن صريحا في تحميل الجنود مسؤولية طغيان الطغاة على شعوبهم . وأكد القرضاوي في هذا الصدد على أنه لا يجوز لرجال الأمن طاعة الحكام حين يأمرونهم بقتل أفراد الشعب، مشيرا إلى ما وقع في تونس أخيرا من أحداث قتل دموية في صفوف الشعب التونسي. وعاتب القرضاوي الجندي أو رجل الأمن الذين يعتذر بكونه “عبد مأمور”، قائلا " أن هذا العذر مشبوه وثقافة مُضللة ومسمومة لأن القتل لا يكون إلا بقضاء قاض وليس بتسليط أفراد ضد أفراد آخرين". وعاد القرضاوي ليقول إن فرعون سلط جنوده لقتل الناس، ولما جاء موسى وكثر الأذى له ولقومه قالوا: “أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض" . وقال القرضاوي إن المطلوب من الناس والشعوب أن لا يستسلموا للفراعنة فهم بشر مثلهم، مشيرا إلى أن القرآن وضع المسؤولية على الشعوب التي تحني رؤوسها للجبابرة وتتمسح بأعتابهم.. وشدد على أن الإنسان ينبغي عليه أن يكون رأسا لا ذنبا، كما قال علي كرم الله وجهه لابنه: “يا بني لا تكن عبدا لغيرك وقد خلقك الله حرا”، مشيرا إلى أن الله يُنزل العقاب على المجتمع الذي يرى الظالم ويسكت عليه، مصداقا لقول الله تعالى: “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة..”. وختم القرضاوي هذا المحور بحديث اعتبره عظيما في تربية الشعوب وتوجيهها، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “انصر أخاك ظالما أو مظلوما..قالوا يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما، قال: تأخذوا على يديه..تمنعوه من الظلم فذلك نصره”. ولفت القرضاوي إلى أنه إذا لم يستطع المسلم إزالة الظلم، فعلى الأقل أن لا يقوي الظالمين ولا يعينهم ولا يكون ظهيرا للمجرمين، مضيفا أن الطاغية لا بد أن يلقى جزاء الله وانتقامه منه، لكونه سبحانه وتعالى يمهل الطغاة ويملي لهم ويستدرجهم ثم يأخذهم اخذ عزيز مقتدر. وحول مواجهة الفراعنة والإعداد لذلك نفسيا، أشار القرضاوي أن كل واحد يقف في وجه الطغاه عليه أن يستحضر أن الله معه مثل قصة موسى وأخيه مع فرعون، فقد قال موسى وهارون كما جاء في القرآن: “ربنا إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا، إني معكما أسمع وأرى”، مردفا أن لا أحد يمكن أن يُنقص من أجَل هذا الذي يقف في وجه الطاغية لحظة واحدة ولا أن يأخذ رزقه إلا بإذن الله وحده، فرزقه مقسوم وأجله محتوم. وقال القرضاوي أن السياسة الفرعونية كانت تقوم على الظلم والتفرقة وتضليل الناس عن الحقيقة وطمس عيونها ، حيث قال الله تعالى في القرآن: "قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" ، واستعان على ذلك ببطانة السوء ووزيره هامان الذي أعانه على ظلمه .