كعادتها ، أفردت الصحف البريطانية مساحة لا بأس بها لشؤون الشرق الأوسط شملت محاكمة الرئيس التونسي المخلوع، والاوضاع في سورية وجمهورية جنوب السودان الوليدة. وألقت الضوء أيضا على مناطق منسية في أفريقيا. أما الشأن البريطاني، فلا يزال قضيته المهيمنة هو الوضع الحرج الذي تواجهه امبراطورة مردوخ الإعلامية بعد إغلاق صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" وفي شأن محاكمة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ، كتب روبرت فيسك مقالا في صحيفة الإندبندنت أون صنداي بعنوان" محاكمة ديكتاتور شكك فيها حتى أعداؤه". وفي المقال، استعرض فيسك سخرية أكرم عزوري ، المحامي الذي اختاره بن على وزجته ليلى طرابلسي للدفاع عنهما خلال المحاكمة. وقال المحامي إن المحاكمة نكتة. واضاف أن الفترة بين بداية المحاكمة وصدور الحكم أقرب إلى فترة سباق الفورميولا وان من الفترة التي تستغرقها أي إجراء قضائي تقليدي. ويشير فيسك إلى أن المحامي ، وهو لبناني الجنسية وله مكتب محاماة في بيروت ، لم يتمكن من الحصول على تأشيرة دخول تونس لحضور المحاكمة. حتى نقابة المحامين التونسية رفضت منحه تصريحا بالدفاع عن بن علي . وفي النهاية عينت النقابة اثنين من أعضائها ل" الدفاع " عن الرئيس المخلوع. وبناء عليه، يقول فيسك إن المحاكمة كانت غريبة لأنها جرت بدون شهود وبدون محامين يختارهم المتهم. ويضيف إنه حتى معارضي "الديكتاتور" السابق لم يكونوا راضين عنها لأنها لم تشمل اتهامه بالخيانة العظمى ولم يمكن السجناء السابقون الذين تعرضوا للتعذيب من الإدلاء بشهاداتهم. وفي الشأن السوري ، تنشر الصحيفة نفسها تقريرا لمراسلتها في بيروت عنوانه" سوريا تتهم الولاياتالمتحدة بالتحريض على العنف في حين يصل السفير وسط الاحتجاجات الشعبية". ويشير التقرير إلى ترحيب المتظاهرين في حماة بزيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي للمدينة باعتبارها لفتة تأييد. وينقل التقرير عن الحكومة السورية انتقاداها للزيارة غير المرخص لها واعتبارها ، من جانب دمشق، دليلا على أن واشنطن تحرض على العنف في الأمة العربية. وفي تقرير لها من جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان الوليدة ، تقول صحيفة الأوبزرفر إن أحدث جمهورية في العالم استمتعت بيوم استقلالها لكن مرارات النضال الطويل من أجل الحرية لاتزال باقية. ويلفت التقرير الانتباه إلى قصيدة شعر كلها مرارة كتبت على لافتة كبيرة يقول إنها إعدت برعاية وزارة الطاقة والتعدين. وملخص القصيدة يقول إن الحياة البدائية والمتخلفة في الجنوب تبقى أفضل بكثير من العيش تحت هيمنة العرب. ويستعرض التقرير ، نقلا عن بعض سكان الجنوب السوداني المحتفلين بالاستقلال ، أمثلة على مرارات الصراع مع شمال السودان طوال العقود الماضية. في شأن آخر له علاقة بأفريقيا ، تلقى صحيفة صانداي تليجراف الضوء على الجفاف في منطقة القرن الأفريقي. ويصف تقرير للصحيفة من مخيم داداب للاجئين في شمالي كينيا الوضع هناك بأن جحيم. ويقول إن التكلفة البشرية للجفاف تزداد وضوحا مع خطر المجاعة البادي في الأفق. ففي المخيم المذكور يقترب عدد اللاجئين من المليون يعيشون على قطاع من الأرض يمتد إلى 30 ميلا، وبذلك يكون هذا أكثر المراكز السكانية نموا في القارة الأفريقية . فإليه يفر الناس المنهكون من أرجاء القرن الأفريقي هربا من الجوع. وفي صفحة التعليقات ، تنشر صحيفة الأوبزرفر مقالات للكاتب هنري بورتر يشير فيه إلى أن أيام امبراطورية قطب الإعلام الاسترالي روبرت مردوخ في بريطانيا في ولت. ويقول الكاتب في مستهل المقال" مات الملك تحيا الديمقراطية". ويعتبر بورتر إن إغلاق صحيفة نيوز أوف ذي وورلد ، وهى جزء من امبراطورية مردوخ بعد 168عاما من الصدور نهاية لنفوذ سياسي يقول عن مردوخ تمتع به في بريطانيا طيلة العقود الثلاثة الأخيرة. وقد أغلقت الصحيفة بسبب فضيحة تنصت صحفييها على الهواتف الخاصة بالكثير من الشخصيات العامة والسياسيين في بريطانيا. واعتبر المقال أن إغلاق الصحيفة يعني أن الأمة البريطانية شعرت بالقرف من سلوك صحفييها ، ووضعت خطا فاصلا يقول به البريطانيون إنهم ليسوا من النوع الذي يدعم أمثال هؤلاء الناس المسؤولين هذا السلوك عن طريق شراء منتجهم ، وهو صحيفة نيوز أوف ذي وورلد، او الإعلان فيها أو التسامح مع ممارساتها. ويعتقد الكاتب أن ما يحدث مع امبراطورية مردوخ له مسحة من ثورة الربيع العربي. ويقول إن غضب البريطانيين وجه إلى قوة وسلطة عهد عجوز والمقربين منه. فهناك شعور، يضيف الكاتب ، بأن المجتمع البريطاني شعر بالتحرر في نهاية هذا الأسبوع، الذي شهد إغلاق صحيفة نيوز أوف ذي وورلد، كما أن نظام بريطانيا السياسي أصبح أكثر حرية بل وأنظف قليلا. ويتوقع أن تكون العلاقة بين الوسائل الإعلام والسياسيين والناس قد تغيرت للأبد. .