فى أسبوع واحد صدم مهدى عاكف مرشد جماعة الاخوان المسلمين (المحظورة على الورق فقط ) وعصام العريان مسئولها السياسى وسبب أزمتها الأخيرة الرأى العام بتصريحات وكتابات صادمة ,فالأول ألقى قفازاً فى وجه معارضيه بأن كشف عن صفقة عقدها مع مسئول كبير لم يذكر اسمه ولا وظيفته ,تقضى بأن تحصل الجماعة على 150 مقعد فى مجلس الشعب فى انتخابات 2005 . والثانى وصف جماعة الاخوان المسلمين بأنها ليست مجرد حزب سياسى أو قوة سياسية بل هى أكبر من ذلك بل هى فكرة ورسالة ربانية !!. هكذا . فالمرشد يعترف أنه قبل اجراء الانتخابات عقد صفقة مع المسئول الكبير الذى لم يحدد أن كان مسئولاً فى الحكومة أو الحزب الوطنى أو المباحث لتحصل الجماعة على 150 مقعد وهو اعتراف من رجل يقول عن نفسه أنه داعية وعلى رأس جماعة دعوية بأنه اتفق مع الدولة التى ليس ظلها لطوب الأرض على اقتسام كعكة انتخابات تشريعية قبل اجراءها فإذا لم يكن هذا اعتراف بتزوير ارادة الأمة فماذا يكون ؟ المرشد المسئول الذى قد يكون وضابط المباحث برتبة رفيعة اتفقا على نتائج انتخابات لم تجر بعد وعلى توزيع حصص مقاعد البرلمان الذى يشرع للأمة ,الأمة الصامتة التى تباع وتشترى على الموائد فى صفقات سرية يكشف فيها بعد أربع سنوات وقبل انتهاء فترة المجلس المتفق على تقسيم مقاعده وهو بذلك ليصبح مجلسساً مصطنعاً وغير شرعى. لا يهم بعد ذلك أن عاكف حاول أن يرتدى زى بطولة زائفة بأن يقول أن ارييل شارون عندما كان رئيساً لوزراء إسرائيل علم بالصفقة فاستعان بالرئيس الأمريكى ليتدخل لدى القاهرة لالغاء صفقة ال150 مقعد التى تآكلت إلى 88 مقعداً فقط .. وهو بهذا يضع علامة استفهام جديدة حول من الذى سرب صفقة بين اثنين لا ثالث لهما. المرشد وضابط المباحث ليعلم بها رئيس وزراء إسرائيل ويستنجد بالبيت الأبيض لالغائها . أما عصام العريان فقد صدم الجميع عندما ذهب إلى أبعد مدى يمكن أن يذهب له إنسان ويصف دعوته بأنها رسالة ربانية .. نحن نعلم أن الاسلام خاتم الرسالات الربانية فمن الذى أعطى العريان رسالته الجديدة ؟ ما يقوله العريان هو ما يأخذه عليه خصومة الأكثر تشدداً وهو التيار السلفى والأصولى بأكمله الذين يقيدون أن جماعة الاخوان المسلمين فى سعيهم بأن تكسب جماعتهم هيبة وشمولية دعوية وسياسية حولوها إلى دين جديد وهى السبب فى أن كثير من شباب جماعة الاخوان المسلمين تحولوا إلى التيار السلفى , بمن فيهم أبناء قيادات جماعة الإخوان المسلمين أنفسسهم بعد أن وجد الشباب أن آبائهم يدفعونهم لكى يدافعون عن فكرة جديدة تضفى عليها هذه القيادات طابع القدسية لدرجة أنها ترقى لدعوة جديدة وهى خطأ شرعى دفع كثير من الشباب لأن يتبرأوا من الجماعة التى تعتبر نفسها على لسان قادتها دعوة قادمة من السماء . يبقى الآن أن يفهم أصدقاء الإخوان وخصومهم بل والإخوان أنفسهم المخدوعين فى قيادات تعقد صفقات مع الدولة من وراء الستار , أن الجماعة التى تستدر عطف الشارع بالزعم أنها ليست محظورة , وأنها شريك فى تزوير ارادة الأمة بدون أى اعتبارات لنتائج الانتخابات أو ارادة الشعوب . أما حديث العريان عن رسالته الربانية فهو حديث يطول وذو شجون .