الرئيس الافغاني حميد كرزاي رحب الرئيس الافغاني حميد كرزاي الخميس باعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن بدء انسحاب القوات الاميركية من افغانستان لكن حركة طالبان اعتبرته "رمزيا" متعهدة بمواصلة القتال. وبدا المواطنون الافغان منقسمين حول اعلان الرئيس الاميركي سحب عشرات الاف الجنود الاميركيين بعد عقد على الحرب. وعبر بعض الافغان عن املهم في ان يؤدي ذلك الى خفض العنف في بلد شهد سنوات من القتال فيما قال اخرون ان الخطوة يمكن ان تغرق بلادهم في المزيد من الفوضى فيما تعتزم القوات الدولية الانسحاب بشكل كامل في العام 2014. وقال كرزاي امام الصحافيين في كابول "نرحب باعلان رئيس الولاياتالمتحدة"، مؤكدا انها "خطوة جيدة لهم ولافغانستان ونحن ندعمها". في المقابل اعلن متمردو طالبان في بيان الخميس ان اعلان الرئيس الاميركي عن بدء سحب القوات من افغانستان "مجرد خطوة رمزية" غير كافية بنظرهم. وجاء في البيان ان طالبان "تعتبر هذا الاعلان الذي ينص على سحب 10 الاف جندي هذا العام مجرد خطوة رمزية لن ترضي المجتمع الدولي ولا الشعب الاميركي اللذين انهكتهما الحرب". واتهم البيان الولاياتالمتحدة بانها "تعطي امتها باستمرار امالا زائفة بانهاء هذه الحرب وتطلق ادعاءات بالنصر لا اساس لها". وكررت حركة طالبان ان حل الازمة الافغانية "يكمن في الانسحاب الكامل لجميع القوات الاجنبية على الفور" متوعدة ب"تصعيد كفاحنا المسلح يوما بعد يوم" حتى تحقيق ذلك. واتهمت طالبان اوباما ب"عدم احترام" المطالب بوقف النزاع وانتقدت المفاوضات الجارية بين واشنطن والحكومة الافغانية بشان اتفاق شراكة استراتيجية بعيدة المدى محذرة من ان مثل هذا التحالف سيؤجج النزاع. وكان المتمردون الاسلاميون الذين حققوا مكاسب على الارض وكثفوا حدة تمردهم في السنوات الماضية، يعتبرون على الدوام الانسحاب الكامل "لكل القوات الاجنبية المحتلة" شرطا مسبقا لاي مفاوضات سلام. لكنهم لم ياتوا في بيانهم الخميس على ذكر اعلان كابول ثم واشنطن عن اتصالات "تمهيدية" مع الاميركيين بهدف اجراء مفاوضات. ولم يذكر البيان اي اتصالات مع الاميركيين، بعدما اعلن الرئيس الافغاني الاسبوع الماضي عن محادثات تجري بين الاميركيين وطالبان وهو امر اكده وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس موضحا ان مسؤولين اميركيين شاركوا في محادثات اولية مع طالبان. وابقى اوباما على الغموض حول هذا الموضوع الخميس قائلا ان هناك اسبابا تدفع الى الاعتقاد "بانه يمكن احراز تقدم" في المباحثات مع طالبان بهدف التوصل الى حل سياسي. واعلن اوباما الاربعاء سحب عشرة الاف عسكري من اصل التعزيزات الاميركية التي تم ارسالها الى افغانستان وعديدها 33 الفا هذه السنة على ان يتم سحب ال23 الفا المتبقين بحلول صيف 2012. واشار خصوصا الى الضربات التي سددت الى القاعدة مؤخرا ولا سيما تصفية زعيمها اسامة بن لادن قبل شهرين في عملية كومندوس اميركية في باكستان. وفضل الرئيس الاميركي الاعلان عن بدء انسحاب اسرع مما اوصى به قادته العسكريون لكنه سيترك اكثر من 65 الف جندي اميركي في افغانستان مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 التي يخوضها سعيا للفوز بولاية ثانية. والعناصر الاميركيون الذين سيكونوا قد غادروا افغانستان في صيف 2012 يتوافق عددهم مع عديد التعزيزات التي قرر اوباما ارسالها في كانون الاول/ديسمبر 2009. واعتبر اوباما ان تلك التعزيزات تكون قد انجزت مهمتها المتمثلة بوقف زخم تحركات طالبان ومنع القاعدة من تركيز قواها مجددا هناك. وفي كابول رحب المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد زهير عظيمي بالقرار مقللا من شأن المخاوف حول قدرة القوات الامنية الافغانية على الامساك بزمام الامور. وقال ان "القوات الامنية لا سيما الجيش الوطني الافغاني مستعدون لملء هذا الفراغ". واضاف "يجب ان يقال بوضوح ان لا داعي لاي قلق حيال ضمان الامن واستمرارية العمليات المخطط لها مع انسحاب هؤلاء الجنود من افغانستان". ورغم انه لم يتضح بعد من اي مناطق ستنسحب القوات الاميركية، الا انه من المرتقب نقل السلطات الامنية من القوات الدولية الى القوات الامنية الافغانية في سبع مناطق في افغانستان اعتبارا من الشهر المقبل في اطار المرحلة الاولى من الانسحاب. واحدى المناطق هي لشكر قاه عاصمة ولاية هلمند بجنوب البلاد التي تشهد اضطرابا. ورغم انها قريبة من اقاليم اخرى تعتبر شديدة الخطورة الا ان البلدة بحد ذاتها تعتبر آمنة الى حد يسمح بنقل السلطات الى القوات الامنية الافغانية. لكن السكان المحليين يشككون في هذه الخطوة. وقال باري وهو موظف حكومي مقيم في لشكر قاه "لسنا بحاجة للاميركيين هنا في افغانستان، انهم سبب معظم مشاكلنا". الا انه لم يبد حماسة ايضا حيال قدرة الحكومة الافغانية والقوات الامنية على سد الفراغ. وقال "الحكومة لا يمكنها ادارة مسائلها الداخلية، انها ضعيفة وغير قادرة على ان تحل مكان القوات الدولية التي تنسحب". وقال فيصل وهو من سكان لشكر قاه ايضا انه يتخوف مما سيحصل للاقتصاد الافغاني الهش حين تغادر القوات الدولية. يشار الى ان حوالى 97% من اجمالي الناتج الداخلي في افغانستان مصدره الانفاق المرتبط بالقوات الدولية والجهات المانحة بحسب ما ورد هذا الشهر في تقرير للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي. واضاف فيصل "حين ينسحب الجنود من افغانستان، سنواجه مشاكل خطيرة على الاقتصاد الافغاني".