لعبت اليد الخفية منذ ما بعد إحتلال مدينة السلام ( القدس ) بخبث في أرواح سكانها الأصليين ، وعملت الدوائر الأمنية الاسرائيلية ليل نهار ومن خلال وسائل وأدوات متعددة على السكان المحليين للمدينة والهدف واحد ، اخراجهم من بيوتهم وأرضهم ، وإحلال الاسرائيلي محلهم . الهدف الكبير هذا عند إسرائيل لم يغب يوما عن طاولة دوائر الأمن المختلفة ، بل زادت طرق ووسائل تفريغ الفلسطيني من مضمونه ، وتحويله الى مجرد مستقبل ، لا يعتمد عليه ولا يخشى منه ، إلا بعض الذين فهموا خبث المحتل واحتاطوا منه وهم كثر، ووعيهم ثبتهم فوق أرضهم وداخل جدران منازلهم ، التي اذا ما احتاجت الى ترميم ، منعوا من ترميمها . زار (أمد) مدينة القدس وتجول في شوارعها وتحدث من البعض من سكانها ، خاصة أولئك الذين تجولوا قرب باب العمود ومنطقته ، ووقف على كارثة حقيقية يتعرض لها شباب القدس اليوم ، وهي تعاطي المخدرات : يقول سامي وهو تاجر أثريات في الخمسينات من عمره ل(أمد) :' ، وارسال ' النوركمان' الى مناطق قريبة من الأقصى مثل منطقتنا باب العامود ، ونعلم أنهم يقصدون إسقاط شبابنا في المخدرات ، وتحويلهم الى مدمنيين ، ولقد حاولت غير جهة ، بإصلاح هذه الظاهرة ، والتخفيف من حدتها ، ولكن إسرائيل التي تمول هذه المصيبة ، تسهر ليل نهار على إنجاح مخططها ، لإهلاك الشباب الفلسطيني ، وإسقاط بعضهم بالعمالة ، وتفكيك المجتمع الفلسطيني وإضعافه '. أما علاء الذي خرج من مصلى قريب من تجمع ' الحشاشين' يقول ل(أمد) :' لم يعد غريبا أن يكون المصلون يصلون في المكان وعلى بعد أمتار قليلة منهم ، مجموعة من الشباب المقدسي يتعاطون المخدرات ويشربون الحشيش ، مع المدمنين اليهود وبعض السياح ، وهذا المشهد أصبح يومي وروتيني في حياتنا ، ورغم غضبنا الشديد ، من هذه الظاهرة ومطالباتنا الدائمة ، لمعالجة هذه الظاهرة ، ومشاركة قوى مجتمعية وسياسية وطنية وجمعيات خيرية وكتل صحية متنوعة ، إلا أن الظاهرة بقية في ازدياد طردي ، لأن الاحتلال يدعمها رغم أنه يتظاهر بمكافحتها ، ونحن نرى ابناء القدس وهذه المنطقة تحديدا ، غض الطرف عن متعاطي المخدرات وشاربي الحشيش ، وكيف الدوريات الاسرائلية تمر بجوارهم وكأنهم يشربون العصير ، بينما يطاردون حملة 'المصليات' ( سجادة الصلاة) من الشباب خاصة ، ويمنعونهم من دخول الحرم القدسي الشريف ، وما يقلقنا أن أولادنا هم ضحايا هذه الآفة الخطيرة التي وصلت الى درجة الكارثة ، ونطالب كل من يستطيع من مؤسسات وهيئات وسلطة وطنية وجهات اعتبارية ورجال أعمال وعلماء دين ، بعقد مؤتمر خاص لتوضيح هذا الخطر القائم والمسكوت عنه للأسف ، فحفر نفق تحت الأقصى ، مصيبة نعم ، ولكن قتل نفس بالمخدرات وربطها بمخابرات العدو أكبر مصيبة '. يقول الشاب هاني ان ظاهرة ترويج وتعاطي المخدرات اتسعت بشكل ملفت في الفترة الاخيرة خاصة في الاماكن العامة والمنتزهات والمقاهي وحول جدار الفصل العنصري حتى أصبحت تُباع وتُشترى في باب العامود علناً جهاراً نهاراً دون رقيب او خوف.