استبعد مركز الاسلام والديمقراطية التابع لمعهد هدسون للدراسات بالولايات المتحدةالامريكية ان تنفجر جماعة الاخوان المسلمين من الداخل نتيحة الخلافات الموجودة حاليا حول منصب مرشد عام جماعة الاخوان المسلمين والانباء المتضاربة عن استقالة مهدي عاكف مرشد الجماعة على خلفية الصراعات حول تصعيد الدكتور عصام العريان او دور خيرت الشاطر ود.عبد المنعم ابو الفتوح المعتقلين حاليا في التنظيم بعد اطلاق سراحهما . واكد المعهد في دارسة صادرة عنه مؤخرا ان الصراعات الموجودة حاليا داخل جماعة الاخوان المسلمين لا يمكن فصلها عن عن البيئة المحيطة بها لاسيما إذا ما أخذنا في الاعتبار الهيكل الديمجرافي للمجتمع المصري، حيث يمثل الشباب في الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 و28 عامًا حوالي 28% من العدد الإجمالي للسكان في مصر وفق إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، بالاضافة الي الحراك السياسي الذي شهدته الساحة السياسية المصرية مؤخرا ودفعت بعدد كبير من الشباب للتخلي عن السلبية واللامبالاة، واستغلالهم لوسائط الاتصال الحديثة للتعبير عن مطالب سياسية مثل احترام حقوق الإنسان والحريات الشخصية وفتح المجال لمشاركة سياسية أكثر فعالية وهو ما انعكس ايضا على شباب الاخوان. و قال الباحث في شئون الاسلام السياسي والجماعات الاسلامية خليل العناني ان الخلافات الدائرة حاليا داخل قيادة جماعة الاخوان المسلمين هي انعكاس للانقسام الواضح بين قواعد الجماعة من الشباب ، واشار العناني الي الدارسة التي قام بها بعنوان شباب الإخوان المسلمون : البحث عن طريق جديد " ان الجماعة باتت تترنح تحت وطأة الخلافات بين شباب الجماعة وجيل العجائز الذين يرفضون اي مشاركة من جانب الشباب في تحديد استراتجية عمل التنظيم ، وكشفت دراسة العناني عن عن خلافات عميقة بين قيادة الجماعة وقواعدها من الشباب حول الديمقراطية الداخلية وآليات تصعيد القيادات وغيرها من القضايا التنظيمية التي دفعت عددًا كبيرًا من شباب الجماعة من ذوي الفكر الإصلاحي الداعم لليبرالية السياسية للبحث عن "نهج جديد" لتغيير نمط العمل بالجماعة والضغط على قياداتهم لأخذ آرائهم في الاعتبار وهي الخلافات التي ظهرت بشكل واضح خلال ازمة تصعيد عصام العريان القيادي في الجماعة لمكتب الارشاد ، واشار العناني الي ان جماعة الاخوان المسلمين تنقسم حاليا بين أربع أجيال رئيسة تتصارع على قيادة الجماعة ، فعلى قمة الهرم التنظيمي للجماعة يأتي جيل الحرس القديم بأفكاره المحافظة سياسيا والتي جاءت كنتاج لمعايشتهم للصدام بين الجماعة والنظام الناصري في خمسينيات وستينيات القرن ويتراوح متوسط أعمار المنتمين لهذه الفئة بين 60 و80 عامًا ويتبنون اتجاهًا محافظًا سياسيًّا وإيديولوجيا، حيث يأتي بقاء الجماعة وتماسكها على قمة أولوياتهم ويلي ذلك نشر فكر الجماعة وتوسيع قاعدتها على المستوى الاجتماعي بقطع النظر عن ممارسة العمل السياسي بصورة فاعلة. ويرفض الجيل القديم فكرة تحويل الجماعة إلى حزب سياسي على الرغم من التأييد الجارف بين شباب الجماعة لذلك التوجه، كما يفتقدون لإدراك أهمية القيم الديمقراطية مثل المساواة والمواطنة. ويضم الحرس القديم بالجماعة قيادات مثل مهدي عاكف المرشد العام ومفتي الجماعة وعضو مكتب الإرشاد الشيخ عبد الله الخطيب. أما الجيل الثاني للجماعة فهم "البرجماتيين" وهم أعضاء الجماعة الذين نشئوا خلال فترة التصالح السياسي بين الإخوان والرئيس السادات في السبعينيات والثمانينيات وغالبيتهم في الخمسينات من عمرهم ويميلون للواقعية السياسية والبرجماتية فيما يتعلق بالعلاقة بين الإخوان والمجتمع، إذ يعتبرون دمج الإخوان في الحياة السياسية المصرية أحد أهم أهداف الجماعة ويضم هذا الجيل عبد المنعم أبا الفتوح عضو مكتب الإرشاد بالجماعة وعصام العريان رئيس مكتب الإرشاد للجماعة وسعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان. في حين يضم الجيل الثالث للإخوان "التقليديين الجدد" الذين شهدوا صدام الجماعة بنظام الرئيس مبارك بداية من التسعينيات والمحاكمات العسكرية لقيادات الجماعة عام 1995 ووهم من المحافظين سياسيًّا ودينيًّا ويدعمون الطابع السري المغلق للجماعة وضرورة اتباع رأي قادة الجماعة والامتناع عن معارضتهم . ويأتي جيل الشباب بالجماعة في المرتبة الرابعة وتتراوح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيات وينتمي غالبيتهم للمناطق الحضرية مثل: القاهرة والإسكندرية، ويتسمون بالانفتاح على الاتجاهات السياسية الأخرى ويؤيدون تفعيل النشاط السياسي للإخوان والاندماج في الحياة السياسية أكثر من تأييدهم للنشاط الدعوي أو توسيع قاعدة الجماعة. كما يؤيد المنتمون لفئة الشباب تحويل الجماعة لحزب سياسي والسعي لإقامة دولة ديمقراطية مدنية في مصر وليس دولة إسلامية دينية بما يمكن اعتباره اختلافًا جوهريًّا عن توجهات قيادات الجماعة من الحرس القديم . ويواجه شباب الجماعة عدة إشكاليات تتعلق بالبنية التنظيمية المحافظة للجماعة مثل افتقادهم لقنوات اتصال بينهم وبين مراكز صنع القرار بالجماعة، وعدم وجود آليات لتصعيد الشباب للمواقع القيادية، فضلا عن سيادة ثقافة الطاعة المطلقة والتماسك على حساب الحوار والمشاركة .