د حلمي الجزار أكد الدكتور حلمي الجزار عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، أن الإخوان لا يعترفون بما يسمى بالدولة الدينية وأن مصر الآن لا تعاني من مفهوم الدولة الدينية أو المدنية وإنما تعاني من الإنهيار في كل مؤسساتها، وتحتاج إلى العمل الجاد والتكاتف من الجميع حول مفهوم النهوض والإصلاح؛ حتى ننقذ مصر من الإنحدار الإقتصادي الذي يحتاج أكثر بكثير من تحديد مفهوم الدولة. وأوضح- خلال كلمته في ندوة بنقابة الصحفيين مساء أمس- أن الدولة الدينية ليس لها وجود في الثقافة الإسلامية وأنها مصطلح وافد من خلفيات غربية بعد تحكُّم الكنيسة في شئون الدولة وما ينبغي التركيز عليه هو أن الدولة الحديثة التي نحتاجها هي التي بها برلمان منتخَب بإرادة شعبية ورئيس منتخب وتكون الأمة فيها هي مصدر السلطات وليست مصدر التشريع ومرجعيتها الدستور. وأضاف أن مصر منذ عام 1923م والمصدر الرئيسي للتشريع فيها هو الإسلام وهذا ما ينفي التخوف غير المبرر من أن الإخوان لهم مرجعية إسلامية مؤكداً أن مصر منذ نشأتها لم ينفصل أهلها قط عن الدين وأنه أساس التعايش، والضامن الحقيقي للمواطنة مع الضمانة الشعبية للديمقراطية والحرية وأن حالات الهلع والخوف التي تسيطر على الناس فيمن يتولى أمور البلاد في المرحلة المقبلة غير مبررة. وقال الجزار:فى تصريح خاص إلى" مصر الجديدة " أن الإخوان أكثر من يحترمون الدستور الذي يوافق عليه الشعب وأن هذا مبدأ أصله الإمام البنا في "رسالة المؤتمر الخامس"، قائلاً: "ولا نعدل بالدستور والحياة الدستورية بديلاً"، موضحًا أن الإخوان ليس عندهم غضاضة في قبول الآخرين بل تعدَّى هذا الأمر إلى ضرورة نفع الآخر حيث أن من الصفات التي ذكرها البنا للأخ المسلم "أن يكون نافعاً لغيره". وحول موقف الإخوان من المرأة والأقباط في الترشح أكد أن المعيار الأساسي في كل الإختيارات هو الكفاءة بعيداً عن التصنيفات الجنسية أو الدينية وغيرها حيث أن من المبادئ الإسلامية الصحيحة "الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق الناس بها"، حتى إنه كان للإمام البنا مستشارون قساوسة. وأضاف أن الإخوان يرفضون أي تطرف أو تعصب سواء نحو اليمين أو اليسار ويريدون الفهم الوسطي الذي إمتازت به مصر وحملة الأزهر الشريف مستشهدًا بقول الدكتور يوسف القرضاوي: إن التشدد يحسنه الجميع والإعتدال والرفق لا يحسنه كل أحد. وعن موقف الإخوان من السياحة قال: إن السياحة المصرية شيء أصيل ومرتبط بحضارة مصر ولا يمكن إهمالها أو إغفالها ويخطئ من يربط السياحة بالعري والخمور والمخالفات الأخلاقية. وفي تعليقه على ترشيح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح نفسه لإنتخابات الرئاسة قال:"الجماعة موقفها واضح ، ولن ندعم أي مرشح من أعضاء الجماعة"، وعن إختيار العربي أمينا عاماً للجامعة العربية قال:"كنا نتمنى استمراره كوزير خارجية حيث أنه يستطيع نقل مصر لأوضاع أحسن ".