تعرب المؤسسة العربية عن إدانتها المطلقة وحزنها الشديد على تزايد أحداث التوتر الطائفي في مصر في الفترة الأخيرة ، وبشكل خاص تدين المؤسسة ما حدث من اعتداءات بين مسلمين واقباط في منطقة إمبابة لإحراق البعض كنيستي مار مينا بالمنيرة الغربية وكنيسة العذراء بشارع الوحدة بامبابة. ، وكذلك ما تردد عن تبادل لاشتباكات في شارع الجلاء بوسط القاهرة . وأشارت المعلومات بأن الاشتباكات بدأت يوم السبت الموافق 7/ مايو عندما تجمع عشرات المسلمين وخاصة من السلفيين أمام كنيسة مارمينا بالمنيرة الغربية بعدما أشيع عن احتجاز الكنيسة لفتاة أشهرت إسلامها ومتزوجة من شاب مسلم وحاولوا الاستفسار عن مكان وجود فتاة تدعي عبير محمد أحمد إبراهيم، التي يقولون إنها أسلمت بعد أن كانت تدعى عبير طلعت خيري وكشفت مصادر، أن الفتاة من كفر شحاتة بمركز ساحل سليم جنوب شرق أسيوط وأشهرت إسلامها قبل 7 أشهر، عن طريق أحد الأفراد في مشيخة الأزهر، وغيرت اسمها إلى أسماء محمد أحمد إبراهيم و انتقلت إلي الإقامة مع زوجها في حي امبابه. . وحاول المحتجون المسلمون إخراج الفتاة من الكنيسة أو من منزل مجاور لها إلا أن عشرات المسيحيين قاموا بمنعهم ، وعلى إثر ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين وترددت أنباء حول أنه تم إطلاق الرصاص بصورة عشوائية من أماكن قريبة جدا من الكنيسة . وأسفرت الأحداث عن مقتل 12 شخصا وإصابة حوالي 232 آخرين بجروح في الاشتباكات ، بينما أعلن محافظ الجيزة علي عبد الرحمن أن السبب الرئيسي في حدوث الاشتباكات هو ترويج بعض الشائعات التي تحض علي الفتنة الطائفية ، نافيا معرفة الجهة المسئولة عن إطلاق الرصاص . ومن جانبه ، ذكر وكيل وزارة الصحة بالجيزة عبد الحليم البحيري أن الإصابات في الاشتباكات تراوحت ما بين طلق ناري وسلاح أبيض وأجسام صلبة وأن أعدادا من بين هؤلاء المصابين حالتهم حرجة وخطيرة وغير مستقرة لإصابتهم بطلقات نارية. وفي اعقاب هذا الحادث اقتحم البعض كنيسة العذراء في شارع الوحدة بإمبابة وإلقاء زجاجات المولوتوف عليها مما أدى إلى اشتعال النيران بها ، بالإضافة إلى سماع دوي إطلاق نار في محيط مستشفى إمبابة العام والذي نقل إليه العديد من المصابين في اشتباكات كنيسة مارمينا . وبلغت الأحداث الطائفية في مصر 4 احداث كبرى منذ بداية عام 2011 منذ تفجير كنيسة القديسين ومصرع العشرات بالأسكندرية، مرورا باحراق كنيسة صول في اطفيح ، ثم احداث منشية ناصر والدويقة والسيدة عائشة ، وأحداث المنيا ، انتهاء بما حدث أمس في منطقة امبابة. ويمثل تزايد هذه الأحداث انعكاسا لتصاعد التوتر الطائفي بين المصريين في الفترة الأخيرة ، وهو الذي كان مختفيا بشكل كامل منذ بدء احتجاجات ثورة يناير ضد النظام السابق ، ولم يحدث حادث واحد طائفي طوال ال 18 يوما التي اعتصم فيها المصريون في ميدان التحرير والأسكندرية والسويس والمنصورة وطنطا وبني سويف والمنيا والبحيرة ودمياط وكفر الشيخ وشمال سيناء ضد فساد النظام السابق . كما تأتي هذه الاحداث في ظل قيام بعض القوى الدينية ومنها السلفيين باستعراضات قوة وتصعيد لما يسمى ضورة اظهار الكنيسة لكاميليا شحاتة وهي زوجة رجل دين مسيحي قيل أنها اسلمت ثم احتجزتها الكنيسة وتقول الكنيسة أنها عادت لم تغير دينها ابدا وهي مسيحية حتى الأن. و قيام مجموعات سلفية بالصلاة خارج مقر الكاتدرائية المرقصية في العباسية أثناء توجهها من مسجد الفتح إلى مسجد النور يوم الجمعة 22 أبريل. وفي المقابل قيام مجموعات مسيحية بالتظاهر داخل مقر الكاتدرائية كرد فعل وادانة لما قامت به السلفيين. ويقول شريف هلالي المدير التنفيذي للمؤسسة أن الملف الطائفي من أكثر الملفات حساسية وخطورة في الوقت الحالي ، وقد يؤدي إلى احراق هذا الوطن إذا لم تنتبه القوى الحية المصرية من المسلمين والأقباط إلى نزع فتيل هذا التوتر الطائفي . ويسعى البعض من استخدام هذا الملف إلى ضرب منجزات ثورة 25 يناير والتي نجحت في اجبار الرئيس السابق على التنحي من السلطة ، وحل مجلسي الشعب والشوري وحل الحزب الوطني والقاء رجال النظام السابق في السجون. ويبدو أن الكثيرين سواء من رجال النظام السابق أو قوى أخرى داخلية وخارجية تسعى إلى استخدام هذا الملف لأغراض سياسية منها تشتيت قوى الثورة وشغلها عن القيام بأي أجراءات ثورية في اتجاه بناء مصر الجديدة ، واجهاض أي محاكمات لرجال النظام السابق وخاصة رجال الأعمال منهم، كما تبدو بعض القوى الدينية مستغرقة بالكامل في تصعيد هذا الملف سواء انتبهت إلى ذلك أو لم تنتبه من خلال اختلاق احداث بعينها وتصعيد ردود فعلها عليها بما يؤدي إلى استفزاز الطرف الأخر وهو ما ادى إلى استعراضات قوة متبادلة بين القوى السلفية وشباب الأقباط. وتؤكد " المؤسسة " على مبدأ حرية العقيدة وهو المبدأ المنصوص عليه في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومنها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية. كما أكدته الأدبيات الإسلامية من خلال ما رسخته من ضرورة عدم الأكراه في الدين. كما تدعو القوى السلفية إلى وقف التدخل في ملف كاميليا شحاتة واخواتها وترك الأمر للمؤسسة القضائية في هذا السياق. وتدعو المؤسسة العربية المجلس العسكري ورئيس مجلس الوزراء إلى احالة كل المتسببين في هذه الاحداث الطائفية إلى القضاء فورا سواء كان مسلما أو مسيحيا ، وقيام قوات الشرطة بحماية الكنائس تلافيا لأي خرق أمني ضدها . وتدعو المؤسسة العربية كل منظمات حقوق الإنسان والقوى السياسية والوطنية وائتلافات شباب يناير إلى الاحتجاج والتظاهر ضد هذه الاحداث الطائفية يوم الجمعة القادم ليكون هذا اليوم جمعة ضد الطائفية ومع الدولة المدنية.