تناولت الصحف البريطانية الصادرة السبت الوضع في ليبيا والاحتجاجات المستمرة في سورية وقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مسؤولين سوريين وتهديد القاعدة للولايات المتحدة وحلفائها. فتحت عنوان "الغارة الأمريكية في باكستان بمثابة تحذير للقذافي" تقول الصحيفة نقلا عن رئيس الأركان البريطاني، الجنرال السير ديفيد ريتشاردز، إن قتل بن لادن ينبغي أن يكون بمثابة تحذير للعقيد الليبي معمر القذافي. ويواصل ريتشاردز قائلا "إن قتل زعيم تنظيم القاعدة يجب أن يكون له تأثير نفسي على الديكتاتور الليبي وآخرين." ويأتي تحذير رئيس الأركان البريطاني في أعقاب كشف مسؤولين بريطانيين أن أسابيع من القصف الجوي الذي نفذته طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) كلف القذافي نحو ثلاثة أرباع قواته العسكرية. ورغم نفي الناتو لاستهداف القذافي شخصيا، فإن وزير الدفاع البريطاني، وليام فوكس، قال الشهر الماضي إن التحالف "يضاعف الضغوط النفسية على القذافي". وتمضي الصحيفة قائلة "إن بريطانيا وفرنسا بدأتا الضربات الجوية على ليبيا الشهر الماضي لكن الثوار لم يحققوا تقدما كبيرا على الأرض ضد قوات القذافي." وأصر مسؤولون بريطانيون، البارحة، أن الوقت ليس في صالح القذافي، مضيفين أن الضغوط العسكرية والدبلوماسية بدأت تؤتي أكلها. ويقدر محللون عسكريون أن العقيد القذافي بدأ النزاع المسلح بخمسين ألف جندي، نصفهم مجندون لا يُعتمد عليهم و 12 ألف جندي محترف فقط يعتمد عليهم. ويقدر مسؤول بريطاني أن ما تبقى من قواته البرية هو " 30 في المئة". قالت الاندبندنت إن آلاف السوريين واجهوا الرصاص دون أن تفت في عضدهم حملات القمع والترهيب وفي الشأن السوري، خصصت الاندبندنت موضوعها الرئيسي في الشؤون الدولية لتطورات الوضع في سورية التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ سبعة أسابيع. فتحت عنوان "السوريون يتحدون وحشية النظام رغم تمركز الدبابات في الشوارع"، تقول الصحيفة إن آلاف السوريين واجهوا الرصاص دون أن تفت في عضدهم حملات القمع والترهيب التي فشلت في إخماد التذمر الشعبي ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وتمضي قائلة إن قوات الأمن فتحت نيران أسلحتها على المتظاهرين في عدة مدن وبلدات سورية ما أدى إلى مقتل 21 محتجا على الأقل حسب ناشطين في مجال حقوق الإنسان. وتضيف أن النظام السوري لجأ إلى اعتقال نحو 500 شخص في اليوم في مسعى لقمع حركة الاحتجاجات، حسب مصادر دبلوماسية. وتحتجز السلطات السورية أكثر من 7 آلاف شخص في شبكة من السجون السرية. وتشير الصحيفة إلى أن حملة الاعتقالات مستمرة منذ أسبوع، وينظر إليها على أنها "محاولة لمنع تنظيم المتظاهرين أو تنسيق احتجاجاتهم". وتقول إن الدبابات السورية طوقت مدينة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات ثم "شنت عملية عسكرية كبيرة في محاولة لمنع أي مظاهر للتحدي". وشهدت المدينة موجة اعتقالات إذ يقول سكانها إن قوات الأمن احتجزت جميع الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما. وقال أحد شهود العيان من مدينة حمص لوكالة الأسوشييتد برس إن عشرة آلاف شخص شاركوا في الاحتجاجا البارحة، مضيفا "كنا نردد شعار: سلمية سلمية ولم نلق ولو حجارة واحدة على قوات الأمن". وأضاف "انتظروا حتى وصلنا إلى الساحة الرئيسية ثم أطلقوا النار علينا".
وتمضي الصحيفة قائلة إن قوات الأمن استهدفت بعض زعماء المعارضة ومنهم رياض سيف البالغ من العمر 64 عاما الذي اعتقل خلال تجمع معارض في العاصمة دمشق. وتضيف أن سيف يعاني من السرطان وأمضى ما مجموعه ثماني سنوات في السجن بتهم "إضعاف الشعور القومي" بسبب مطالبته بإصلاحات ديمقراطية وضمان حرية التعبير. استثنت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين سوريين الرئيس بشار الأسد ونظل مع الشأن السوري لكن مع صحيفة الفاينانشال تايمز. فتحت عنوان "الأسد ينجو من فرض عقوبات عليه من قبل الاتحاد الأوروبي"، تقول الصحيفة إن الرئيس الأسد شخصيا نجا من فرض عقوبات عليه من قبل الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على 13 مسؤولا كبيرا في سورية. وتقول الفاينانشال تايمز إن المسؤولين الذين قرر الاتحاد فرض عقوبات عليهم ينتمون إلى الجيش السوري وأجهزة المخابرات والحكومة. وفي هذا الإطار ستجمد أصولهم ويحظر عليهم السفر. كما وافق الاتحاد الأوروبي على وقف مبيعات الأسلحة إلى سورية. وتضيف أن رغم منع السلطات السورية لوسائل الإعلام الدولية من الدخول إلى البلد ولجوئها إلى قطع الاتصالات في بعض المناطق المضطربة، فإن هناك مؤشرات على "وحشية النظام في قمع حركة الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أسابيع". ونقلت الصحيفة عن ناشط في مجال حقوق الإنسان يقيم في الولاياتالمتحدة، رضوان زيادة، قوله إن استمرار الاحتجاجات دليل على أن حملات القمع المتواصلة ليست رادعا للمحتجين. وتقول الصحيفة إن من المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي، رسميا، العقوبات على المسؤولين السوريين في الأسبوع القادم. واستمرت المباحثات بين الدول الأعضاء لمدة أسبوع ودارت حول الجدوى من فرض عقوبات على الرئيس الأسد نفسه إذ كانت فرنسا تؤيد هذا المسعى في حين ترى ألمانيا وقبرص أن فرض عقوبات عليه قد يأتي بنتائج عكسية. ووافقت بعض الدول الأعضاء ومن بينها بريطانيا على استثناء الأسد من العقوبات في الوقت الراهن لصالح التوصل إلى اتفاق بين الأعضاء والحيلولة دون تأجيل اتخاذ قرار بهذا الشأن. ويتساءل بعض المحللين عن تأثير فرض العقوبات على المسؤولين السوريين على المدى القريب. وفي هذا الإطار، يقول كريستوفر فيليبس من وحدة المعلومات الاستخبارية التابعة لمجلة الإكونوميست "لن يكون لها تأثير كبير في تخويف نظام متعود على تغيير مساره". فندت نظريات المؤامرة بعد تأكيد القاعدة مقتل بن لادن صحيفة الجارديان تنشر موضوعا تحت عنوان "القاعدة تهدد بجلب الدماء والدموع لأمريكا". تقول الصحيفة إن تنظيم القاعدة توعد بتنفيذ هجمات انتقامية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، محذرا من أن الاحتفالات في الغرب سيحل محلها الحزن والدماء. وتتابع الصحيفة أن تأكيد القاعدة لمقتله يفند نظريات المؤامرة التي كان أنصارها يرفضون الاعتقاد بأنه قتل. وتقول الصحيفة إن فريق الكوماندوس الذي نفذ عملية قتل بن لادن عثر في منزله على خطة فضفاضة لمهاجمة شبكة القطارات الأمريكية بمناسبة الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر. وقال مسؤولون أمريكيون إن من ضمن ما جاء في الخطة تفجير إحدى العربات بحيث يسقط القطار في نهر أو في منطقة الوادي. ونشرت الصحيفة مقالا آخر عن الحياة العائلية لبن لادن تحت عنوان "رب أسرة له تسعة أطفال". تقول الجارديان إن بن لادن عاش في المنزل الذي قتل فيه لمدة خمس سنوات على الأقل وله ثلاث زوجات وعدة أطفال.
وتمضي قائلة إن بن لادن لم يكن رئيسا لشبكة إرهابية عالمية فقط وإنما كان رب أسرة متكونة من خمس زوجات على الأقل و20 طفلا أو أكثر. وكانت تعيش معه في المنزل ثلاث زوجات و9 أطفال أصغرهم طفل صغير بدأ يتعلم المشي. وكانت تعيش في المنزل بقرة واحدة على الأقل وبعض الأرانب ونحو 100 دجاجة. وذكرت بعض التقارير أنه عثر على مبلغ 500 يورو (440 جنيه إسترليني) في منزل بن لادن.