عرضت بالأمس مسرحية (إبليس)على مسرح العرائس ,وذلك ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربى, وقد حاز هذا العرض من قبل, على المركز الأول فى المهرجان الذاتى المقام فى جامعة القاهرة عام 2010 ,وقبل بداية العرض ,كرم عمرو دوارة مؤسس ومدير المهرجان كلا من الفنان صبرى عبد المنعم ,والفنان عبد النعيم شالوش,نظرا لما قدموه للفن من مجهودات .والعرض من تأليف (محمود جمال الحدينى) ,ومن إخراج(مصطفى حسنى الكاتب). مسرحية (إبليس) من المسرحيات التى لها طابع خاص ,فهى لا تجسد ما فى الواقع ,بل تتخيل ما وراء الوجود بما فيه من خير وشر,يحكى العرض عن شخصية (إبليس) أنها كانت شخصية من الجان الذين كانوا يعيشون على الأرض وقاموا بتخريبها ولكن إبليس كان رافضا لهذا التخريب فقرر الصعود الى السماء (إلى مدينة الجمال)فيتعرف على أهل هذه المدينة (الملائكة)وينوى العيش معهم ,وظل فترة طويلة. وقد أصبح هو من يتحاكوا به كل أهالى المدينة ,وعند ظهور مخلوق جديد غيره أصبح هذا المخلوق يأخذ منه الأنظار, قرر أن يتعالى, وسيطرت عليه فكرة الأنا, فهو له طباع أيضا من الجان ,وقرر النزول الى الأرض مرة أخرى, والإنضمام إلى الجان ,وتوعد بإنتظار الإنسان فى الأرض. التمثيل فى العرض كان غير مستقراً, فمشاهد منه فى السماء ,وأخرى فى الأرض,ولكن لابد من ذكر كلاً من (أحمد إبراهيم الشاذلى)الذى قام بدور البطولة (إبليس),لما كان يقوم به من تمثبل رائع, وحركات جسدية معبرة, وأيضا (لبيب عزت)و(عمرو سمير عبد الشكور) وذلك لإمتلاكهم خفة الظل ,فهما كانوا يمثلون الجانب الكوميدى فى العرض. أما عن الديكور فكان مكون من منظرين الأول كان عبارة عن عيون مخيفة تثير الرعب ,ذلك للتعبير عن مكان الجان ,أما الثانى كان شكل السماء ويغلب عليه اللون الأبيض تعبيرا عن مكان الملائكة ,ومن قام بتنفيذه وتصميمه هو( محمد أبو الحسن) الحاصل من قبل على أفضل ديكور عام 2009بمهرجان الكبرى بجامعة عين شمس. والملابس هى الأخرى كانت معبرة, فملابس الجان كان يغلب عليها اللون الأحمر والأسود ,وملابس الملائكة كلها بيضاء ,وهى من تصميم (أحمد الجوهرى) .
أما عن الأضاءة, فكانت من أفضل عناصر العرض المسرحى, فهى كان لها مذاق خاص , غلب عليها اللون الأحمر للجان, والأبيض للملائكة, والتى صممها (أحمد الدبيكى),الموسيقى فى العرض من تأليف وتوزيع (تامر سنجر), فكانت متنوعة كافية لحالات عدة ,فمنها من يوحى بالتوتر ومنها بالرومانسية وأخيرا بالحزن,وقد أعجبت الجمهور, وظهر ذلك من التصفيق له أثناء التحية . العرض قد بذل فيه مجهود قوى وهو من أشد العروض التى دخلت المهرجان حتى الآن