وفى الليلة الثالثة ضمن ليالى مهرجان المسرح العربى الذى يحتضن فعالياته مسرح العرائس قامت فرقة( الدخان ) بتقديم العرض المسرحى (حالة طوارئ) من أخراج (محمود عبد العزيز) ، ويتعرض العرض لقضية هامة وهى كيف يتحول المرء من مظلوم إلى ظالم من خلال تعرضنا لأشكالية تثير أنتباه الجموع إلا وهى كيف تكون الحرية حين تختنق فى جو من العزلة. حيث يحكى العرض عن محقق يقوم بالبحث فى قضية (إنتحار ثلاثة أفراد داخل القصر الرئاسى ) فيمثل هذا المحقق دور الراوى الموضح لكل الأحداث والذى بدوره يقوم بتعريف كل شخصية. فنتعرض أولآ للسلطة الكاذبة التى تدعى كون هذه الشخصيات شخصيات إرهابية أنتحر كل منها تلو الأخر عند تبينوا أنهم لن يفلتوا لا من الشرطة ولا الطبيب الشرعى الذى قام بدوره بتزوير أوراقهم بطريقة بلهاْْْء ، ثم ينقلنا العرض للجانب الأنسانى للأبطال الثلاثة لنعلم منهم سبب أشتراكهم فى الثورة فالشخصية الأولى ربة منزل أتت لإعتقادها أن أحد الخيرين يقوم بتوزيع لحوم على الغلابة ، والثانى رجل أعمال كان فى طريقه إلى عمله لكن الثورة عطلت سيارته فنزل منها ومن ثم أشترك فى الثورة ، أما الأخير قد نزل الشارع ليجرب التغيير للأفضل فهو يرى أبيه جبانا يخاف من كل شئ . ثم تأتى مرحلة الذروة فى العرض المسرحى حين يفاجأ الثلاثة بأن المكان الذى قد اختبئوا به هروبا من النيران هو القصر الرئاسى و لم يستطيعوا الخروج منه لوجود حراس أحاطوا بهم ومن ثم أتهموهم أنهم خلية أرهابية فماذا عليهم أن يفعلوا. بعد فترة طويلة من التفكير يقررون الهروب لكن قرارهم جاء متأخر لأن نهايتهم كانت القتل. العرض تراحيكوميدى فهو مزيج من الكوميديا والتراجيديا, بعدما تطرقنا إلى دراما العرض المسرحى ( حالة طوارئ ) نذهب سويا إلى الجانب الفنى فى هذا العرض. لكننى لا أستطيع البدء دون أن أتكلم عن الحالة التمثيلية الرائعة التى نقلها لى الممثلين وأنا أشاهدهم على المسرح فالتمثيل كان الشئ الأفضل فى هذا العرض فقد حالف المخرج التوفيق فى أختياره لممثليه وهم (محمد العتابى _محمد منصور _منى جمال) الذين يعدوا من افضل ممثلين جامعة عين شمس وأخيرآ لابد إلا أنسى فاكهة العرض الممثل عاصم رمضان الذى أستطاع بموهبته الحفاظ على الأيقاع العام للعرض من خلال الجانب الكوميدى الساخر الذى أداه برشاقة ومرونة . وننتقل إلى عنصر أخر من عناصر العرض المسرحى وهو الديكور الذى قام بتصميمة محمد أبو الحسن وشمل الديكور عدة عرائس معلقة فى الهواء و كرسى وأريكة , وما يأخذ على اليكور أنه لا يتغير أبدآ حتى أذا كان المشهد بقصر الرئاسة أو بمكتب المحقق , وكن أختيار أبو الحسن لفكرة العرائس المعلقة أختيار موفق ليعبر عن حال الثلاث أبطال. أما عن الموسيقى فغلب عليها طابع الشجن وقد جاءت ملائمة لحالة العرض. وأخيرآ يأتى كلامنا على الأخراج الذى أستطاع أن يدخلنا بحالة العرض منذ البداية عن طريق إستخدام الأضاءة لكن ما يأخذ على المخرج محمةد عبد العزيز أنه بالغ أستخدامه للإضاءة وأهتم بها أكثر من أى شئ أخر وأخر شئ أود قوله أنه عرض رائع لكن ينقصة بعض التناسب بين شغل الأضاءة وحالة العرض وأنصح كل من لم يرى العرض أن يذهب ليراه فالعرض به كثير من عناصر الأستمتاع .