عرف جديد يفرض نفسه علي الشارع المصري بعد 25 يناير ليكون بمثابة التشريع الذي صنعه المصري مع الثورة ليحكم التعاملات بعد الثورة ، إنه حقآ دستور وتشريع جديد صنعه أبناء المجتمع المصري دون ان يحتاج تصويت ليتم السريان به ودون ان يحتاج مكان محدد لإعلانه . فعند تجولك بشوارع القاهرة ستقع عينك علي هذه العبارات التي كادت تملأ العديد من جدرانها " لا للرشوة ، لا للوساطة ، لا للتحرش ، لا للاستبداد ، لا للبلطجة .." لتكون هذه العبارات هي التشريع الذي خلقه الشعب المصري بذاته دون اللجوء الي هيئه قضائية لتنفيذها أو سريان العمل بها . بل كان المصري هو صاحب التشريع وهو منفذه دون جبر أو إلزام من الجيش ، ليقول المصري بفعل وليس برسم عبارات فقط علي جدران الشوارع . إنه مع ميلاد حياه جديد علي المجتمع المصري بعد ثوره 25 يناير سيولد المصري من جديد بهدف وإراده علي تطهير نفسه من كل السلبيات التي كان يفتعلها . انتشرت نفس الفكرة علي صفحات الانترنت سواء علي المواقع الاجتماعية ، أو علي المدونات ، و المنتديات أيضا فظهرت هذه العبارات " من النهارده خليك إيجابي .. خليك صح .. دي بلدك انت .. ماترميش زباله .. متكسرش إشاره .. متدفعش رشوه .. فرصه تبني بلدك بإيدك .. ابني مصر معانا من جديد " . جعلت هذه العبارات البسيطة التي تحمل في طياتها العديد من المعاني ، المصري علي قدره كبيره من الإسرار والعزم علي بناء مصر من جديد . بدون فساد وأصبح كل مصري يفكر كيف يخدم بلده ؟ وكيف يكون إيجابي في حياته ؟ في غضون هذه الأجواء في حب مصر انتشرت العديد من الحملات التي أطلق معظمها الشباب من أجل بناء مصر في مختلف المجالات منها حملات لتنظيف الشوارع والميادين . وبعدها أصبحت حمله عامله لتشمل كل المحافظات ، وحمله لإعادة السياحة لمصر تحت عنوان " بإدينا مصر هتحلي فعنينا " وحمله لدعم الثقه بين الشرطة والشعب مره أخري تحت عنوان " الجيش والشرطة والشعب أيد واحده " ، وحمله لدعم البورصة المصرية تحت عنوان " أستثمر ولو حتي ب 100 جنيه " وغيرها من الحملات التي تتوجه كل منها لتنميه المجالات المختلفة . هذا بالإضافة الي الحملات التي انتشرت في وسائل الإعلام المختلفة ، فكل هذا أصبح هو الدستور الجديد الذي يحكم أخلاقيات التعامل في الشارع المصري . جاء ليكون هو روشته الأمل التي أصبحت صحوة المصري بعد الأسابيع الاولي التي لحقت الثورة وشعر المصري خللها بالمخاوف علي المستقبل ، إلا ان روح الثورة و أخلاقياتها ودستورها الجديد سرعان ما قام بمحو هذه المخاوف ، وحولها لحاله من التفاؤل والأمل والأسرار علي مستقبل أفضل . ليتحدث العالم عن الثورة المصرية ودستورها و نتائجها فقال رئيس وزراء إيطاليا عن ثوره 25 يناير " لا جديد في مصر فقد صنع المصريين التاريخ كالعادة " و قال رئيس وزراء بريطانيا عن الثوره ونتائجها " يجب ان ندرس الثورة المصرية في المدارس " وقالت CNN عن الدستور الذي خلقه المصري لنفسه و سار عليه و ما عقبه من حملات " لأول مره في التاريخ نري شعبا يقوم بثوره ثم ينظف الشوارع بعدها " . الدستور الجديد الذي صنعه المصري في الحقيقة إنه لم يكن جديد إنه أخلاقيات المصري الأصيل التي أتي عليها غبار سنوات عديدة من الرشوة والفساد حتي ان أتت رياح الثوره لتمحوا غبار السنوات و تعود روح الإنسان المصري الأصيل التي رأينها تجمعت داخل ميدان التحرير فأًصبحت دستور نشأ نتيجة لتوحد التفكير والأهداف والرغبات بين جموع المصريين ، فقد تجمعت كل الأطياف والاتجاهات والتوجهات علي قلب واحد وعلي هدف واحد هو مصر فمن هنا كانت مصداقية دستور الأخلاقيات الذي صنعه الشعب المصري .