واصلت القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية لليوم الثاني على التوالي غاراتها الجوية وقصف المواقع العسكرية الليبية لمنع القوات الموالية لمعمر القذافي من استهداف المدنيين في بلاده. وفي العمليات التي جرت الأحد، ألقت ثلاث طائرات أميركية من طراز B-2 التي لا تكتشفها أجهزة الرادار 40 قنبلة على مطار عسكري رئيسي في ليبيا. وأفادت وكالات الأنباء بأن حوالي 19 مقاتلة أميركية شاركت في غارات الأحد وأن طائرات من طراز B-2 Stealth ألقت 40 قنبلة على مطار في مدينة بنغازي. كما واصلت القوات الفرنسية عملياتها العسكرية الجوية في ليبيا. وأفادت وزارة الدفاع في بريطانيا بأن قواتها استهدفت أنظمة الدفاع الجوية الليبية في بنغازي دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وقد أطلقت العملية الدولية في إطار القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا. قوات بريطانية تمهد لمهام عسكرية في الوقت ذاته كشفت مجلة Focus الألمانية عن دخول وحدات عسكرية بريطانية منذ أسابيع إلى الأراضي الليبية للتحضير لمهام عسكرية ضد النظام الليبي. ونقلت الأسبوعية الألمانية في عددها الذي سيصدر الاثنين عن مصادر أمنية ألمانية قولها إن القوات التابعة لوحدتين من القوات الجوية البريطانية الخاصة أخذت على عاتقها مهام استطلاع أهداف استراتيجية مثل قواعد جوية ومراكز الدفاع الجوي ومراكز الاتصالات وتحديدها من أجل قصفها لاحقا. يذكر أن القوتين البريطانيتين شاركتا في القيام بعمليات سرية في العراق وأفغانستان. "قوات التحالف تحرز تقدما هائلا" وقد أعلن الجنرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان الأميريكية المشتركة أن عملية "فجر الأوديسا" التي تنفذها قوات التحالف في ليبيا أحرزت تقدما هائلا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ، وأنها نفذت بفعالية منطقة حظر الطيران فوق ليبيا كما تمكنت من إيقاف هجمات كتائب القذافي على بنغازي. وأشار الجنرال مولين في لقاء مع شبكة تلفزيون NBC إلى أن أهداف العملية محدودة وتركز على تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن حماية المدنيين دون إستهداف إبعاد القذافي عن السلطة، لكن عليه أن يقرر مستقبله بنفسه. الصين والهند تعربان عن الأسف هذا، في الوقت الذي أعربت الصين عن أسفها بعد التحرك الدولي ضد كتائب القذافي، وجاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الصينية أشارت فيه إلى التأكيد على ضرورة احترام ما أسمته سيادة ليبيا وإستقلالها وأمنها . واعربت الهند كذلك عن اسفها إزاء التحرك العسكري الدولي ضد اهداف ليبية. واعرب بيان لوزارة الخارجية الهندية عن الأمل في ايجاد حل سلمي للازمة ، وأشار إلى قلق الهند من استمرار دوامة العنف وتدهور الوضع الانساني في ليبيا. "قوات القذافي لا تشكل خطرا" ويقول ليويس بيج المحلل العسكري لصحيفة Register البريطانية إن القذافي وحده هو الذي يستطيع إخراج نفسه من المأزق الذي وضع نفسه فيه: "الأمر متروك للقذافي ليحدد ما إذا كان يريد إطالة أمد هذه العملية، ولكن كل ما بدر منه حتى الآن يشير إلى أنه يريد مواصلة القتال". ويقول بيج إن قوات القذافي لا تشكل خطرا على القوات المتحالفة ضده: "إن قواته الجوية ووحداته البرية الرئيسية لا تشكل أي خطر. وسنرى قريبا جدا، وربما خلال أسبوع واحد، أن قوات التحالف تسيطر على الجو على الارتفاعات التي تزيد على عشرة آلاف قدم. وعندما أقول 10 آلاف قدم فإنني أقول ذلك من قبيل الاحتياط لأن الصواريخ التي تُحمل على الكتف تستطيع أن تصل إلى ذلك الارتفاع". انتقاد التدخل الاجنبي في ليبيا هذا وقد انتقدت الصحف التونسية الصادرة الاحد التدخل الاجنبي في ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافي معتبرة انه يخفي مطامع في ثروة هذا البلد النفطية ومحاولة لضرب التفاعلات الديموقراطية في المنطقة. وكتبت صحيفة الشروق في افتتاحيتها "يعتبر قرار مجلس الامن وقرار فرنسا ومن ساندها مدخلا لاحتلال ليبيا وتدمير مقدرات الشعب الليبي ونهب ثرواته اضافة الى تهديد المنطقة وتحويلها الى بؤرة توتر وقاعدة متقدمة للقوى الامبريالية التي لا مصلحة لها في نهوض اجتماعي ثوري آفاقه وطنية وديموقراطية". واضافت الصحيفة "سوف يشوه التدخل الاجنبي في معركة الشعب الليبي ضد الطغمة الفاسدة والدكتاتورية في ليبيا بطولات هذا الشعب ونضالاته". من جانبها كتبت الصباح التونسية في افتتاحيتها "ان الدخول الفرنسي الغربي على خط الشان الليبي يثير الكثير من المخاوف وربما يذكر في حيثياته وتفاصيله بما حصل في العراق قبل ثماني سنوات". قوات القذافي تقتل العشرات في بنغازي هذا وقد اكدت مصادر طبية ان اكثر من 90 شخصا قتلوا مساء الجمعة ويوم السبت في المعارك التي دارت اثر مهاجمة القوات الموالية للنظام الليبي لقوات المعارضة في بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا. قطر تبرر المشاركة في العمل العسكري دافع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن مشاركة بلاده في العمليات العسكرية ضد ليبيا. وقال إن الهدف من ورائها وقف إراقة الدماء حسب تعبيره. واضاف الشيخ حمد في مقابلة مع قناة الجزيرة ان قطر تشارك في العمليات العسكرية لانه من الضروري ان تُسهم الدول العربية فيها ولأن الوضع لا يُحتمل في ليبيا واصفا ما يحدث هناك بانه حربٌ مفتوحة يشارك فيها مرتزقة، إلا أنه اضاف أن العمليات العسكرية لا تستهدف الشعب الليبي او العقيد القذافي او أبنائَه و لكنها تهدف إلى وضع حد لإراقة الدماء.