موسى يعتبر أن أكثر من 90% من جهود الوساطة تم انجازها لفت كل من أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشئون الخارجية القطري، وجابريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي إلى أن عبد الواحد نور زعيم حركة تحرير السودان بدارفور سيشارك في مفاوضات دارفور التي تعقد بالدوحة، فيما اعتبر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن نحو 90% من جهود الوساطة بشأن دارفور قد تم إنجازها. وقال آل محمود في مؤتمر صحفي مشترك ضم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وجابريل باسولي عقب إجتماع مطول عقدوه في الجامعة العربية – أن عبد الواحد نور أخبره شخصيا أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا في باريس للإعلان عن أخبار إيجابية ، وأنه سيقوم بإرسال وفد رسمي للدوحة لترتيب الأمور ، وأنه سوف يتخذ القرار المناسب. وأضاف إن الوساطة العربية الإفريقية ( التي تقودها قطر ) تعمل لوضع وثيقة شاملة للحل مشتملة على نتائج المفاوضات والمشاورات وآراء كافة الجهات الدرافورية بما فيها الحركات المسلحة وومثلي اللاجئين والنازحين ، والولاة ، والمنتخبون ، حتى الطلبة. وقال إن خطة الوساطة تقوم على أساسين المفاوضات ، والمشاورات ، وحاليا يتواجد الدوحة حركتي العدل والمساواة والتحرير والعدالة ، وهناك مفاوضات بين الحكومة السودانية ،وحركة التحرير والعدالة ، ونعمل على توقيع أتفاقين إطاريين بين الحكومة والحركتين . وقال وزير الدولة للشئون الخارجية القطري إن أهم نقطتين وهما موضوع إختيار نائب رئيس للسودان من الإقليم ، وقد وافقت الحكومة على ذلك ، أما الأمر الثاني فكان موضوع هل يتم إنشاء إقليم موحد أم الإبقاء على ثلاث ولايات ، لافتا إلى أن هناك أختلافا في وجهات النظر في هذا الأمر، فممثلو النازحين في الشمال، يرون ضرورة إنشاء إقليم ، لأن المركز هو الموجودة هناك ، وفي الجنوب يريدون إنشاء الأقاليم. وتابع قائلا: إننا كوساطة لا نريد أن نعمل فتنة بين الناس ، ولذلك توصلنا لحل وسط ينص على أن يكون هناك سلطة إقليمية لدارفور ، بصلاحيات واسعة تؤدي الغرض الذي كانت تطالب به كل الأطراف. وقال إنه اطلع الأمين العام للجامعة العربية على خطة الوساطة وذلك بعد أن أطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، وكذلك جون بينج رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي. وقال آل محمود إن الوثيقة التي يتم تحضيرها هي الوثيقة شاملة لأهل دارفور، ستطرح لمن يريد أن يضيف شيئا ، ولكن لا يمكن أن ننتظر فصيلا معينا ، بل سوف نضع جداول زمنية ، ومن يريد أن يلحق بعد ذلك بالسلام يستطيع أن يوقع على بروتكول. وتابع قائلا "إذا رأى فصيل معين أن الوقت غير مناسب نحترم رأيه ، ولكن لن نقف من أجله ، أهلا وسهلا إذا أنضممت بعد ذلك " . وقال آل محمود إن أهل دارفور هم الذي يعانون ، وقد طالب أهل دارفور الحركات المسلحة بالتوقيع بعد أن عرضنا عليهم ما توصلنا إليه . وذكر: " لقد عقدنا مؤتمرات في الدوحة للنازحين واللاجئين ، والمجتمع المدني ، وضعت هذه التوصيات وضعت في وثيقة سلام دارفور. وأضاف "لقد قمنا بزيارة ميدانية في دارفور ، وأطلعنا الرئيس السوداني على خطة الوساطة ، ثم ألتقينا برؤساء الأحزاب السياسية في الخرطوم ، ثم ذهبنا وألتقينا بالممثلين المنتخبين في دارفور في الخرطوم، كما ألتقينا باللاجئين بتشاد والرئيس التشادي ووجدنا منه الدعم، وذهبنا لجنوب السودان وتلقينا من رئيس حكومة جنوب السودان سيلفا كير الدعم في المفاوضات. وقال إننا سنعقد إجتماعا للإطار الذي نعمل من خلاله وهو الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ، والجامعة العربية نعرض عليهم الوثيقة التي تتضمن ما نراه لحل أزمة دارفور. وتابع قائلا " سنقوم بعد ذلك بعقد مؤتمر في الدوحة يضم ممثلي اللاجئين والحركات والمجتمع المدني ، ونقول أن هذا هو الحل ، وأن هذا هو ما تراه الوساطة بعد إعتماد الحل من الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي ، وبعد ذلك سنأخذه لمجلس الأمن ليعتمده كوثيقة رسمية ، تتضمن آلية للتنفيذ ، مشددا على أن المهم بعد إعتماد الحل والتوقيع وجود آلية التنفيذ . وأكد أنه لا سلام بلا تنمية لا قيمة له، وقال: إن أمير قطر أعلن إنشاء بنك بملياري دولار للتنمية في دارفور ، وقد عقد إجتماع في الدوحة قبل يومين لإقرار الآلية والبنية الخاصة بهذا البنك ، كما أن هناك لجنة تنفيذية مشكلة من مصر وقطر ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، مشيرا إلى أن قطر بدأت في تقديم المساعدات قبل إنشاء البنك . وفيما يتعلق بالوضع في لبنان ، قال آل محمود إن المقابلة كانت من أجل دارفور، ووجدنا الدعم الكامل من الأمين العام لخطة الوساطة ، مشيرا إلى أن الأمين العام للجامعة العربية أشاد بدور دولة قطر في حل خلافات كثيرة ، ومنها لبنان . وقال "نحن في قطر كنا في إطار الجامعة العربية ، ونحن جزء من الجامعة العربية ، وأي عمل يتم في إطارها". من جهته، قال جابريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي إننا دخلنا في مرحلة حساسة في عملية السلام في دارفور ، وكل الظروف المواتية موجودة حتى نتوصل للحل، فكافة الحركات موجودة ، وعبد الواحد نور يجهز نفسه ليأتي للدوحة. وأضاف إننا نريد من الحكومة السودانية أن تكون ملتزمة ، وأن تركز جهودها في منبر الدوحة حتى نتمكن الوصول من إيجاد حل للجميع ، ونريد من الحركات أن تستغل الوقت لبناء السلام في دارفور ، فأهل الإقليم ينتظرون الكثير منهم.
وقال إننا سوف نعمل مع الحكومة وحركة العدل والمساواة للحصول على وقف نهائي لإطلاق النار في دارفور ، والبدء في تنفيذ عملية التنمية. وأضاف: أن التعاون مثالي بيننا وبين دولة قطر ، وأنا بصفتي أفريقي ، ووسيط مشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي ، أعمل بشكل وثيق مع أخي آل محمود ، وأردف قائلا "واحد عربي وواحد أفريقي ، نقاتل كل يوم من أجل إيجاد حلا لمشكلة دارفور ، لأن هذا الإقليم هو ملتقى للعالم العربي وأفريقيا . وقال إننا حصلنا على دعم مالي من الأمين العام للجامعة العربية ، سوف نعمل معا بدعمه ودعم المجتمع الدولي لتحقيق السلام . كما وجه الشكر للامين العام للجامعة العربية للدعم المستمر من قبل الجامعة العربية لكل ما يقوم به مع الوساطة من أجل التوصل لعملية السلام في دارفور. من جهته، أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية دعم الجامعة لمسار المفاوضات في الدوحة بدون تحفظ من أجل تحقيق السلام في دارفور، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات هي مبادرة عربية إفريقية تقودها الدبلوماسية القطرية بالتعاون مع السيد جابريل باسولي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. وقال لقد قطعت هذه الوساطة شوطا طويلا يفوق ال90 % من المطلوب، منوها بالجهود التي قاموا بها خاصة الزيارات الميدانية ، وأجروا اتصالات مكثفة مع المنظمات المتمردة ، ومع الحكومة.