انقسام في المعارضة بعد دعوة نور لتشكيل " جبهة مواجهة التوريث " شن الدكتور عبد الحليم قنديل المنسّق العام لحركة كفاية هجوماً عنيفاً ضد الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد حول أسلوب مواجهة "التوريث". واتهمه بأنه يحشد الشخصيات العامة لاستخدامها في دعمه للانتخابات المقبلة ضد جمال مبارك، وليس لأنه يريد مواجهة التوريث كفكرة مجردة. واعتبر قنديل أن النخبة المصرية إجمالاً لا تؤيد نور كمرشح رئاسي، وأن الأخير يسعى لإيجاد إطار ينفذ من خلاله مشروعه الشخصي للنزول معارضاً لمبارك الابن. وذهب قنديل إلى أن تشكيل جبهة جديدة للمعارضة سيزيد من التفكك داخلها، علاوة على أن الجبهة التي يريد نور تشكيلها مأخوذة من حركة كفاية. وكان نور سبق وأعلن عن جبهة مواجهة التوريث ودعا عدداً من رموز المعارضة ونواب البرلمان للانضمام إليها، وهو ما اعترض عليه قنديل. و اجتمع نور مع قنديل واتفقا على اقتراح المنسق العام لحركة كفاية باستبدال "جبهة مواجهة التوريث" التي دعا نور ممثلي المعارضة لحضور مؤتمرها التأسيسي في 14 أكتوبر الجاري ب"الحملة المصرية لمواجهة التوريث" التابعة لائتلاف المصريين من أجل التغيير. وقال قنديل إنه اقترح على نور تغيير اسم الحملة وأن تكون جزءً من الائتلاف الذي يضم عدداً من الحركات السياسية وأعضاء من مجلس الشعب، وهو ما رحّب به نور خلال اجتماعهما لمناقشة الأمر. حيث اقتنع بأن المعارضة لا تحتاج إلى تعدد الجبهات، بل إلى جبهة واحده لكي يلتف حولها المؤيدون، كما حدث مع "كفاية" التي قامت بجمع كل ألوان الطيف السياسي تحت لوائها. وأضاف قنديل أن "كل الدلائل التي تحدث أمامنا الآن تتحدث عن اقتراب التوريث، ولذا لابد من التجمع حول جبهة واحدة". من جانبه قال نور إن اجتماعه مع قنديل كان من أجل تنسيق المواقف خصوصاً أن الأخير يمثل ثقلاً للحياة السياسية والمعارضة المصرية، وهو شخص معروف بوطنيته وحبه للبلد. وأوضح نور أنه اتفق مع قنديل على دعوة كل التيارات السياسية للانضمام إلى الجبهة بما فيها الإخوان المسلمين الذين لا يمكن تناسي وجودهم، أو استبعادهم كما يطلب البعض، لأنهم موجودون في الشارع ومتضررون من الوضع. وذكر نور أن الهيئة العليا لحزب الغد فوّضته في إرسال دعوات لكل الأحزاب و المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، وعدد من الشخصيات العامة بينها المستشار محمود الخضيري، وعدد من نواب مجلس الشعب على رأسهم د.جمال زهران ومحمد العمدة، بالإضافة إلى أساتذة الجامعات من أعضاء "حركة 9 مارس" وعلى رأسهم د. محمد أبوالغار ود. عبدالجليل مصطفى ود. يحيى القزاز وكانت دعوة نور الى جبهة جديدة قد أثارت حالة من الغضب حيث اعتبرها البعض بمثابة جبهة تزيد من الفرقة، فيما أعلن البعض الآخر أن نور لم يستشر أحداً حول تشكيل جبهة للتوريث. وقال النائب د. جمال زهران إن تعدد الجبهات ليس في صالح المعارضة المصرية على الإطلاق، حيث تتسبب في موت أي فكرة من الأساس فأنت تريد مواجهة التوريث من خلال جبهات متعددة تضم تيارات مختلفة، وبالتالي لن تحقق الهدف المرجو منها. وأكد أنه يقف ضد توريث الحكم، لكنه في الوقت نفسه ضد العشوائية في إدارة الموضوع لأن الأمر سينتهي الى جلسات نميمة ومقالات صحافية تكتب ولا شيء آخر. ومن جانبه، اعترض الأمين العام لحزب التجمع سيد عبدالعال على فكرة جبهة نور وقال ل"مصر الجديدة" إن نور قرر وحده إطلاق الجبهة وأرسل إلى الأحزاب المصرية الدعوة وكأن المفروض عليها أن توافق على اقتراحه من دون مناقشة. وقد كان من الأجدر أن يجلس مع الاحزاب ويتحدث معها قبل أن يتخذ قرار تشكيل الجبهة ثم يطلب من الاحزاب والشخصيات العامة الانضمام.