انتهت مساء أمس فعاليات مؤتمر القلة المندسة الثالث والتي كانت بعنوان " من الأراضي المصرية المحتلة " والتي بالرغم من توقف بعض المشاركين عندها إلا أن الجميع في النهاية استقر علي أن الغربة التي يشعر بها المواطن المصري في بلده هي أكبر دليل علي أن مصر محتلة " حسبما يرون " من الحزب الوطني الحاكم . وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت بالوقوف دقيقة حداد علي روح شهداءنا في غزة وذلك لتزامن يوم الهجوم الإسرائيلي الغاشم علي أشقاءنا في غزه والذي أسفر عن مقتل ما يزيد عن ألف وخمسمائة شهيد عربي ، وبعدها تحدث أحد شباب حركة شباب 6 أبريل المنظمة لأحداث المؤتمر مؤكداً أن مسمي " القلة المندسة " قد أطلقه عليهم أعضاء الحزب الوطني في إشارة إلي أن شباب الحركة مندسين علي الشعب المصري لكي يبثوا فيه أفكاراً سلبية ربما تؤثر علي منهجية وطبيعة الشعب في التعامل مع الآخر . وبعد انتهاء الكلمة الافتتاحية لشباب الحركة تم عرض فيديو من إنتاج الحركة وقد تم تصويره بمعرفة بعض الشباب من أعضاء 6 أبريل ، والفيديو عبارة عن بعض المقاطع التي تعرض فيها متظاهرون للضرب من أفراد الأمن المركزي أو من أفراد للأمن يرتدون زياً ملكياً - حسبما جاء في الفيديو – وبانتهاء الفيديو يظهر شعار الحملة مؤكدين علي مواصلة العمل والنضال للتغيير في مصر . جدير بالذكر أن مؤتمر " القلة المندسة " قد شهد غياب الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة والذي كان يستضيف المؤتمر في مقر الحزب تضامناً مع شباب الحركة ، لكنه أرسل اعتذاره للحضور عن طريق أحد ممثلي الحزب . وقد أجمع المتحدثون علي أن الحزب الوطني وحكوماته المتعاقبة يمارسون أسوأ الممارسات ضد الشعب المصري ، وأن الشباب لا يجدون فرص عمل حقيقية بل إنه يتم التلاعب بهم لسنوات طويلة من خلال عقود عمل ووعود وردية لا يتحقق منها شيء ، وأنه لذلك يوافقون علي شعار المؤتمر " من الأراضي المصرية المحتلة " ، حيث أن الفقر في الوطن غربة وهو ما يشعر به غالبية المصريين . وفي كلمته تحدث الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد عن الظلم الذي يتعرض له المصريون ومفتتحا حديثة بقصة الشاب الجامعي الذي انتحر وهو طالب بكلية الطب من الفقر الذي يعيش فيه ، محملاً حكومة الدكتور أحمد نظيف المسئولية عن انتحار ذلك الشاب وعن كل الأحداث المشابهة له . كما أثني أيمن نور علي الشعار الذي أطلقه مؤتمر الحزب الوطني ومن قبله الحملة الانتخابية له " علشان تطمن علي مستقبل ولادك " قائلاً أن ذلك الشعار رسالة من رجال الحزب للرئيس مبارك ، حيث يريدون أن يطمئنوه علي مستقبل نجله جمال وأنه سيصل إلي حكم مصر ، فقوبل ذلك الكلام بتصفيق حاد من الحضور الذين كانوا يتفاعلوا مع تصريحات نور بشكل كبير وتصفيق لم يشهده المؤتمر من قبل . وتهكم أيمن نور من الميزانية التي أصدرتها وزارة المالية منذ أيام وكانت توزع علي قراء جريدة الأهرام " جريدة الدولة الرسمية " قائلاً أن وزارة المالية تتحدث عن بلد آخر غير مصر التي نعيش فيها ، ويكفي أنهم قالوا أن التضخم قد انخفض وهذا لم يحدث فالأسعار مازالت تواصل الارتفاع غير المبرر .. مؤكداً أن مصر سوف تشهد تغييراً حقيقياً في العام 2011 م وسوف تتخلص من الكابوس القابع علي صدرها . ومن ناحيته تحدث المهندس صلاح عدلي ممثلاً عن الجمعية الوطنية للتغيير مؤكداً أن التغيير في مصر لن يأتي إلا بأيدي هؤلاء الشباب وعليهم أن يتكاتفوا ويواصلوا جهودهم لمقاومة ذلك النظام الذي جثم علي صدور المصريين طوال السنوات الماضية ، مشيراً إلي أن تونس التي تحكمها قبضة أكثر شراسة من أي دولة عربية بدأت فيها الحركات الثورية ونجحت في إنتزاع بعض الحقوق في الحريات . وأضاف عدلي أن هؤلاء المواطنين الكادحين الذين لا يجدون قوت يومهم وتلك الأسر الفقيرة وهذه الظروف القاسية التي نمر بها في مصر لن تستمر طويلاً ولا بد وأن يأتي اليوم الذي يحدث فيه التغيير وأشعر أنه بات قريباً جداً وعلي وشك الحدوث ، لكنه علي قوي المعارضة أن تتحد وتتكاتف وأن تقصي العمل الفردي جانباً من أجل أن تكون قوة واحدة في مواجهة الحزب المنفرد بالحكم وبكل شيء في مصر . فيما تناول الناشط الحقوقي خالد علي ، المحامي ، وعضو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قضيتين مهمتين وهما قضيتي الصحة والأرض وبالتحديد القانون الجديد للتأمين الصحي الذي يسعي الحزب الوطني لتمريره في الدورة البرلمانية الحالية ، وكذلك قانون تنظيم بيع أراضي الدولة ، وطالب شباب الحركة بالعمل علي مناهضة تمرير تلك القوانين من خلال البرلمان الحالي والذي يري الجميع أنه مزور – حسبما ذكر . ومن جانبه تحدث جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن قضية التغيير التي قال إنها لن تتحقق في مصر بدون الشباب وسعي الشباب ومناضلتهم في الدفاع عن حقوقهم وحقوق غيرهم من المواطنين ، وذلك لن يتحقق إلا بالوقوف إلي جانب هؤلاء الشباب من جانب جميع الطوائف خاصة السياسيون الكبار ليمدوهم بالخبرة في التعامل مع عدد من القضايا والأمور التي يواجهونها . وقال عيد أن الشبكة العربية ليست محايدة في التعامل مع القضايا المصرية بين الدولة والمواطنين لكنها تقف إلي جانب المواطنين بشكل كلي ، لأن وقوفها إلي جانب المواطنين المقهورين هو عين العدالة الاجتماعية وأكبر سبل الدفاع عن الحقوق الإنسانية ، وهذا هو ما تنشده منظمات حقوق الإنسان في كل مكان في العالم . فيما قالت الدكتورة كريمة الحفناوى عضو لجنة الدفاع عن الحق في الصحة أن السيد وزير الصحة أكد في تصريحات صدرت عنه في شهر مايو عام 2009 م أن المريض النفسي لا يصح عزله عن الناس وعن العالم وإنما من الضروري أن يكون متواجداً بين الناس وأن يعالج بينهم ، وها هو الآن يخالف كل ما قاله ويسعي لنقل مستشفي الطب النفسي بالعباسية إلي مدينة بدر في الصحراء ، فماذا يفعل أسر المرضي وكم هو حجم العناء الذي قد يتكبدونه عندما يذهبون إلي المكان الجديد الذي يسعي له الوزير . وطالبت د. كريمة الحفناوى شباب 6 أبريل بالعمل المتواصل لمواجهة مخططات الحكومة لضرب الفقراء من الشعب المصري ، قائلة : إنه بالشباب نستطيع أن نمنع كل المخططات التي تهدف لضرب الفقراء والجور علي حقوقهم .