من الطرائف التي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخرا تحجج رئيس وزراء إحدى الدول العربية بالذهاب إلى المراحيض( كلمة عيب ولكن عذرا منكم) كي يتلقى اتصالا من مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ,والرجل تقنيا لم يكذب فوزارة الخارجية الأمريكية بوزيرتها ومساعديها ليست سوى مرحاض (أكرمكم الله) لا تجد فيه إلا الخبائث والريح النتن من مؤامرات ودسائس ضد العالم اجمع ومن يضع يده بيد الإدارة الأمريكية يكون كمن وضع يده في المرحاض (أكرمكم الله مرة أخرى ). ولكن الملفت للنظر دخول المراحيض كعامل حاسم في الكثير من السياسات لبعض الدول العربية التي تتنازع فيها دول أخرى عالمية وإقليمية القرارات السيادية وتطبقها على الأرض عبر وكلاء محليين يسمون زعماء ومسئولين لا يملكون أي قدرة على إتخاذ أي قرارات بدون الرجوع إلى أسيادهم الأصليين الذين هم وحدهم لهم سلطة البت النهائي إيجابا أو سلبا على أي مشروع قرار أو صفقة . فحالما يطرح مشروع أي قرار للتصويت تجد جميع الوزراء وقد أصابهم الإسهال أو سلس البول فيستأذنون للذهاب إلى المراحيض (كمان مرة أكرمكم الله ) على عجل وفي الواقع يركض كل منهم للاتصال بمعلمه كي يطلعه على آخر التطورات ويطلب منه التعليمات بخصوص التصويت وان كان يجب أن يصوت سلبا أو إيجابا وللمراحيض ( يا عمي لا تأخذونا كمان مرة أكرمكم الله ) دور حاسم في الحوارات الوطنية وجلسات تشكيل الحكومات فكم من مرة كان احد الفرقاء موافقا على صيغة معينة وهو مزنوق ولكن بعد جلسة واحدة في المرحاض إراحته انقلب موقفه رأسا على عقب وأصبح مخالفا كل المخالفة . وبعد عدة جولات في المراحيض ( خلاص يا عمي قلنا أكرمكم الله مش راح نعيدها للصبح ) يفرط عقد الاجتماع ويعود البلد والمواطن المغلوب على أمره إلى خانة الصفر بانتظار اجتماع آخر ربما تكون المراحيض فيه أكثر رأفة بالشعب ومصالحه المعطلة . وبعد ان تأكد لنا ان المراحيض العربية بمحتوياتها الأجنبية هي سبب كل المشكلات التي تواجهها حكومات الائتلاف الوطنية وجلسات الحوار الوطني وكل شيء له علاقة بالوطن فلدي عدة اقتراحات قد تسهم في حل هذه المشكلة العويصة حفاظا على الوحدة الوطنية . الاقتراح الأول أن تتم الإجتماعات في مرحاض كبير يسع جميع المشاركين ويجلس كل في حجيرته المرحاضية ويتحدث مع الآخرين عبر زجاجة صغيرة في الباب بذلك يتحاورون ويقضون حاجتهم في ضربة واحدة علما بان نتيجة كلا العملين لا تختلف كثيرا عن بعضها . الإقتراح الثاني إلباس المتحاورين حفاضات للكبار وإلزامهم بالبقاء في أماكنهم ومن اضطرته الحاجة فيمكنه قضائها وهو جالس في مكانه ويمكن أيضا وضع حفظات على رؤوسهم أيضا لان بعض أفكارهم بحاجة هي الأخرى إلى حفاظات تحتويها . أما الإقتراح الأخير والأكثر عملية هو طرد المتحاورين المحليين ووضعهم في المراحيض ودعوة سفراء الدول المعنية بالموضوع كي يتحاوروا مباشرة ويتخذوا القرارات التي تتناسب ومصالحهم هم ثم إخراج العملاء المحليين من المراحيض للتوقيع عليها ومن ثم المصافحة والأحضان ( بعد غسل أياديهم طبعا لمراعاة شروط الصحة العامة ). هذه يا سادتي باختصار تأثيرات المراحيض على القرارات العربية فإذا كنت غاضبا على احد بسبب عيشتك المقرفة التي يزيدها زعماء بلدك قرفا عبر اختلافهم ونقار الديكة الخاص بهم فصب جم غضبك على المرحاض دون سواه فهو بيت كل الخبائث وهو السبب في مشاكل بلدك المستعصية .