أعلنت الجامعة العربية انتهاء المهلة التي حددتها لجنة مبادرة السلام للإدارة الأميركية بشأن دفع جهود المفاوضات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية مع وقف الاستيطان الإسرائيلي والتي كان مقررًا لها حتى الثامن من الشهر الحالي، فيما يكتنف الغموض موعد انعقاد الاجتماع الذي أعلنت عنه الجامعة العربية بأنه خلال الشهر الجاري. وصرح السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، للصحفيين اليوم "الثلاثاء: أن الجامعة العربية تكثف إتصالاتها للوصول إلى المطلب العربي عامة والفلسطيني خاصة بتمديد هذه الفترة شهر أو شهرين قادمين، لتقييم الموقف وكيف تتعامل أميركا مع هذا الوضع. وكان عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية قد صرح في وقت سابق قبل انتهاء المهلة أن لجنة المتابعة العربية ستجتمع خلال شهر نوفمبر الجاري، كما أكد عقب إعلان إسرائيل بناء 1300 وحدة إستيطانية جديدة بالقدس على أهمية التوجه إلى مجلس الأمن. وأكد صبيح أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد سلام ولا مفاوضات، متهمًا إياها بوضع العديد من العقبات حتى تتفادى أي لقاء جدي بينها وبين الفلسطينيين. وتابع: أنه دون التزام إسرائيل بوقف الإستيطان الذي هو غير شرعي وإستفزازي وعدواني لن تكون هناك مفاوضات. وذكر بأن الساعات القادمة ستظهر مدى قيام القيادة الأميركية بجهد كبير في هذا الإتجاه علما بأن العرب يسيرون بجدية وأعطوا السلام كل الفرص وأغلقت إسرائيل الأبواب. وقال إن هناك إجتماع قادم للجنة مبادرة السلام العربية، وستكون هناك خطوات تحرك قام بجزء كبير منها الرئيس" أبو مازن " في أكثر من إجتماع.
ولفت إلى أن كل بيانات لجنة مبادرة السلام العربية شككت منذ البداية بإرادة وجدية إسرائيل في الدخول إلى مفاوضات، مطالبًا بموقف أميركي أكثر وضوحًا، قائلاً: "إننا كنا نعول ومازلنا على الدور الأميركي لأنها الدولة الراعية وهي التي تريد عملية السلام والتي نسمع قياداتها تقول ليل نهار أن السلام في هذه المنطقة مصلحة أميركية عليا، كما استمعنا إلى ذلك من رئيس الإدارة الأميركية أوباما ووزيرة الخارجية ورئيس الأركان وعدد كبير من القادة الأميركيين". ولوح السفير صبيح بالتوجه إلى مجلس الأمن، موضحًا أن الذهاب إلى مجلس الأمن سيكون بعد استنفاذ كل السبل والإتصالات مع جميع الأطراف سواء الولاياتالمتحدة الأميركية التي أعطيناها وقتًا وفرصًا عديدة، معتبرًا أن اليوم تنتهي المهلة التي حددتها لجنة مبادرة السلام. وأوضح الجهود الفلسطينية والعربية نحو السلام بأنه كان هناك الأسبوع الماضي حراكًا كبيرًا، حيث زار رئيس شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، الولاياتالمتحدة الأميركية وقابل المسئولين هناك بالإضافة إلى الوفد المصري الرفيع المستوى الذي يزور واشنطن حاليًا. وأشار إلى دور الجامعة العربية التي تكثف الإتصال بجميع الأطراف للوصول إلى المطلب العربي عامة والفلسطيني خاصة بتمديد هذه الفترة شهر أو شهرين قادمين، لتقييم الموقف، ولنرى كيف تتعامل أميركا مع هذا الوضع. واعتبر الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة العلاقات الإسرائيلية الأميركية، بأنها تمر بمرحلة صعبة الآن، قائلاً: "الآن العلاقات الإسرائيلية مع الرئيس أوباما في أسوأ أوضاعها، وبالتالي نحن نريد إعطاء الفرصة للإدارة الأميركية أن تتحرك بالشكل الإيجابي نحو إلزام إسرائيل وإحضارها إلى مائدة المفاوضات مع وقف الإستيطان، وأن العرب لم يقبلو وهذا ليس شرطًا، ولكنه واجب وأرضية لعملية السلام". كما أشار إلى المعركة الدائرة بين اوباما والجمهوريين معركة شرسة للغاية ونحن نرى كيف يتعامل الجانب الإسرائيلى اليميني مع الرئيس الأميركي أوباما، من خلال توجيه إهانات ومحاولات إقصاء وإضعاف، وهذا ليس سرًا خفيًا، وبالتالي الآن هذا التحرك العربي لابد أن يستمر إلى اللحظة المناسبة لاستبدال الوضع الحالي ببدائل أخرى مقترحة.