تسعى وزراة البيئة لحماية التراث الحضاري والثروات الطبيعية والتنوع البيولوجي بالمحميات الطبيعية وتعد محمية الجلف هي أكبر محمية طبيعية في البلاد ولذا تأخذ النصيب الأوفر عن غيرها في مجهودات الوزارة حيث تقع فى محافظة الوادى الجديد على حدود مصر الجنوبية الغربية مع ليبيا و تضم محمية الجلف الكبير الامتداد الفسيح لكثبان بحر الرمال الأعظم وما يحويه من عجائب لم يكشف النقاب عن حقيقتها إلى الآن فضلا عن الوديان الشاسعة منها (وادى الملك – وادى العقبة – وادى الأخضر – وادى البخت – وادى الضيق – وادى فراق – وادى الجزاير – وادى مفتوح وادى ماشى – وادى وسع) وكذا هضبة الجلف الكبير وجبل العوينات ومنطقة السلكا الزجاجية التى تكونت على مر قرون طويلة ووادى صورة وكف المستكاوى والذى يضم أكثر من ألفى صورة ونقش من أيام إنسان ما قبل التاريخ بالإضافة إلى آثار فرعونية تلك المناطق التى كانت مجهولة للجميع منذ 80 عاما والتى تحتوى على شواهد فى غاية الأهمية من تاريخ وفن البشرية وتمتد جذور الحضارة المصرية إلى هذه البقعة النائية وقامت وزارة البيئة باتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحفاظ على البيئة الطبيعية للمواقع الأثرية الفريدة من نوعها فى العالم ودخلت هذه التدابير حيز التنفيذ بإعلان منطقة الجلف الكبير محمية طبيعية حيث تستقطب هذه المنطقة أعدادا متزايدة من السياح الذين إرتفع عددهم خلال العشر سنوات الأخيرة إلى عشرة أضعاف يفدون إليها لمشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة ولتأمل شواهد الفن الصخرى الكثيرة التى توضح حياة المجتمعات الرعوية الأولى خلال العصر الحجرى الحديث . كما قامت الوزارة من خلال قطاع حماية الطبيعة وبالتعاون مع بعثات حفائر الآثار الألمانية بتنفيذ رحلة ميدانية لمحمية الجلف الكبير، وذلك لفهم طبيعة المكان والتعرف علي ضخامة المنطقة الأثرية المحيطة، ووضع أفضل التصورات لحماية هذا التراث الحضاري حيث تم إعلان محمية الجلف الكبير كمحمية حديقة وطنية في عام 2007، وتم وضع ما يقرب من 48000 كم2 من الصحراء تحت الحماية، وهذا الإعلان جاء كعلامة جديدة وخطوة هامة نحو صون التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة الصحراوية الواقعة في شمال شرق أفريقيا. وقد إستهدفت الرحلة تدريب الباحثين علي فهم طبيعة العمل بالمواقع الأثرية، وكذلك إنماء حس الاكتشاف الأثري لديهم، وذلك عن طريق التجربة والفهم الجيد لكنية الإنسان البدائي، كما هدفت إلي تنفيذ دراسة تفصيلية لفرع من أهم فروع حالات التنوع البيولوجي بالمحمية (وهو أشجار السنط) بوادي حمرا وعبد الملك، وكذلك رصد جوانب أخري من جوانب الحياة البرية من طيور وزواحف وحيوانات تقطن هذه المنطقة القاحلة، وعمل بعض المدقات الحجرية لتقنين مرور السيارات، وأخيراً وضع خطة مستقبلية لعملية التسجيل بالتصوير الفوتوغرافي من وقت لآخر للتعرف علي مدي التغيرات التي طرأت علي المكان لاسيما في نهاية كل موسم سياحي.