ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يوم الثلاثاء 7 سبتمبر/أيلول أن رجل الأعمال النمساوي مارتن شلاف كان وراء تحويل 4.5 مليون دولار الى حساب جيلاد وعمري شارون نجلي رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق أرييل شارون. وذكرت الصحيفة نقلا عن نتائج تحقيق أنجزه فريق مكافحة الفساد الاسرائيلي مؤخرا، ان شلاف الذي اشتهر بدوره في عقد "صفقة السفينة الأمل" بين اسرائيل وليبيا، تورط في كثير من فضائح الفساد الإداري في البلاد خلال السنوات الأخيرة. ووصى الفريق الذي يدير التحقيق في موضوع تحويل ملايين الدولارات الى اسرة شارون، منذ عام 2003، بتوجيه التهم الى كل من شلاف وجيلاد وعمري شارون. وأضافت الصحيفة أن السلطان النمساوية رفضت مرارا طلب النيابة الاسرائيلية العامة استجواب شلاف حول عدة مواضيع متعلقة بفضائح الفساد في البلاد، مشيرة الى ان السلطات الاسرائيلية لم تقدم أدلة كافية بهذا الشأن. وحتى في عام 2006 عندما وافقت النمسا على استجواب رجل الأعمال الذي يعتبر من أغنى أثرياء البلاد، واصل شلاف ما وصفته الصحيفة ب"لعبه" مع المحققين، حيث كان يلغي لقائاته بهم مفاجئة. وكشفت الصحيفة عن أسماء أخرى وصفت بأنها "كانت قريبة من شلاف"، وحصلت على الملايين منه. وكان من بينهم رئيس "شاس" سابقا، أرييه درعي الذي حصل على مئات آلاف الدولارات لتمويل تكليف محام للدفاع عنه في قضية رشوة في العام 2000. تم تحويل قسم منها إلى جمعية "الصندوق من أجل الدفاع القضائي"، وجمعية "جيسلو" التي تديرها عائلة شلاف في نيويورك، وجرى لاحقا تحويل هذه الأموال إلى إسرائيل. كما تبين أن شلاف خصص مبلغ 50 ألف دولار كتبرع من أجل تمويل الدفاع القضائي عن إيهود أولمرت في قضية "فواتير الليكود" والتي جرت تبرئته منها لاحقا. وكانت الأموال قد جرى تحويلها تحت ستار "دعم أهداف يهودية". كما تحدثت الصحيفة عن العلاقة بين شلاف ووزير الخارجية الاسرائيلي أفيغديور ليبرمان الذي عقد الصفقة المذكورة مع سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وأوضحت الصحيفة أن المحققين الاسرائيليين قد استجوبوا عددا من عاملي شركة تابعة لشلاف، في إطار التحقيق في قضايا الفساد المتعلقة بليبرمان. وأوضحت الصحيفة أن الشركة حولت في عام 2001 حوالي 650 ألف دولار الى شركة قبرصية، يعتقد المحققون انها مملوكة لليبرمان. وكان ليبرمان في هذا الفترة يشغل منصب وزير البنى التحتية في حكومة أرييل شارون. هذا ومازال الغموض يلف تفاصيل الصفقة الليبية الاسرائيلية التي توصل اليها كل من سيف الإسلام القذافي وليبرمان بوساطة شلاف. وبعد أن وافقت السفينة "الأمل" الليبية التي حاولت كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، تغيير وجهتها وتفريغ حمولتها في ميناء العريش المصري، سمحت اسرائيل للسلطات الليبية بإدخال شحنة من مواد البناء الى القطاع وإطلاق مشروع لإعادة إعمار غزة. وفي وقت لاحق أفرجت ليبيا عن مواطن اسرائيلي كان محتجزا لديها منذ 5 أشهر، مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين، حسب ما أعلنه سيف الإسلام القذافي. الا أن ليبرمان رفض الكشف عن تفاصيل الصفقة مع ليبيا.