مع انسحاب آخر كتيبة امريكية مقاتلة من العراق يوم الخميس 19 اغسطس/آب وترحيب الشارع بهذه الخطوة، تزايدت الشكوك لدى المواطنين حول جهوزية جيشهم لتولي الأمن بعد هذا الانسحاب. من جانبهم قال مسؤولون أميركيون إن القوات الباقية في العراق ستواصل مهماتها القتالية وملاحقة المسلحين، في إطار مكافحة الإرهاب، على الرغم من تحول مهمتهم الرسمية الى تقديم "الاستشارة والتدريب" للجيش العراقي. ووصفت الولاياتالمتحدة انسحاب آخر كتيبة مقاتلة من العراق بأنه "لحظة تاريخية" بعد 7 اعوام من الغزو الذي اسقط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وعلى الرغم من ان ال 50 الف جندي الذين بقوا في العراق لن تعود مهتهم الرسمية بعد الأول من سبتمبر/ايلول هي القتال، الا نهم سيكونون مسلحين جيدا وقد يشاركون في عمليات لملاحقة عناصر "القاعدة" ومتطرفين آخرين. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية بهذا الصدد "لا اعتقد أن احدا اعلن انتهاء الحرب حتى الآن"، واضاف ان "مكافحة الإرهاب ما زالت جزءا من مهامهم". وستعمل القوات التي بقيت في اطار " 6 كتائب استشارية وتدريبية" عبر المشاركة في العمليات بطلب من سلطات بغداد واسناد الوحدات العراقية في مهماتها. وهذه الكتائب الست مزودة بآليات وطائرات بدون طيار، وفرق كلاب لكشف القنابل المزروعة في الطرق، بالاضافة الى خبراء في الاستخبارات والامور اللوجستية. وقد يستمر الوجود العسكري الاميركي لفترة طويلة بعد 2011 الموعد المحدد لمغادرة كل القوات الاميركية العراق، بموجب الاتفاقية الامنية. واكد قادة عسكريون من البلدين ان العراق قد يحتاج الى مساعدة من القوات الاميركية بعد هذا التاريخ. وقال وزير الدفاع الاميركي الاسبوع الماضي روبرت غيتس "نحن منفتحون على المناقشة لكن المبادرة يجب ان تأتي من العراقيين". وأكد رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري الاسبوع الماضي ان القوات العراقية لن تكون قادرة تماما على تولي الملف الأمني قبل عام 2020 وستكون بحاجة للدعم الاميركي حتى ذلك الحين. من جانبه اعلن مسؤول من حلف شمال الاطلسي يوم الجمعة عن اكمال الشرطة الايطالية تدريب 9 آلاف عنصر من الشرطة العراقية. ويأتي هذا الامر ضمن جهود "الناتو" لتمكين قوات الأمن العراقية من تولي مهام الأمن وحماية الاستقرار في بلدها. وقال نائب قائد بعثة الحلف للتدريب في العراق الجنرال كلاوديو أنجيليللي في تصريح صحفي ان آخر دفعة من الشرطة العراقية البالغ عدد المشاركين فيها 530 عنصرا امنيا قد "أتمت اليوم المرحلة الأساسية التي تؤهل أفرادها للانتقال الى مرحلة التخصص في المجالات المختلفة". وشدد الجنرال أنجيليللي على أهمية مدلول هذه النتائج التي تهدف الى بلوغ "الاستدامة الذاتية" المخطط لها حتى نهاية عام 2011 بتمكين قوات الأمن العراقية من تولي مهامها باستقلالية تامة. هذا وبدا المشهد في مدينة بغداد بعد مغادرة آخر وحدة قتالية امريكية ارض العراق متوترا للغاية، حيث تم الاعلان عن استنفار امني لمختلف القوى من جيش وشرطة بل وحتى رجال المرور تم زجهم في بعض المهام الامنية. حالة تأهب قصوى اعلنتها القيادات الامنية تحسبا لاي طارىء، والتأكيدات على جاهزية القوات في استلام المهام الامنية تتوالى من مختلف الجهات الرسمية.