حالة من الهدوء التام خاصة فى الكاتدرائية الكبرى بالعباسية، رغم التخوف الكبير الذى ساد مساء أمس الأول من قيام الشباب المسيحى بتنظيم مظاهرات داخل الكاتدرائية وقيادة الإضراب من هناك فيما أكد الداعون لإضراب الأقباط التى دعت إليه حركة "شركاء من أجل مصر" أمس الجمعة، نفت شخصيات بارزة فى الكنيسة أن يكون المجتمع المسيحى قد استجاب لمثل هذه الدعوة بأى قدر، وما بين التصريحات المتضاربة حول مدى إستجابة الأقباط للإضراب التى شاركت فى الدعوة له جمعيات داخلية وخارجية، ورفضته جهات قبطية وسياسية مصرية، لم يكشف أمس الجمعة أى صورة من النجاح لمثل هذا الإضراب، فلم تتأثر حركة العمل مثلاً نظراً لأنه يوم أجازة (الجمعة) بالفعل، كما لم ينتشر فى الشارع أصحاب القمصان السوداء من المضربين الأقباط المضطرين للنزول للعمل فى هذا اليوم، كما دعت الحركة. أما عن إلغاء عدد من الكنائس للاحتفالات بعيد النيروز أمس، وهو ما أعتبره الداعون للإضراب نجاحاً لهم، أكدت مصادر كنيسية أن التراجع عن إقامة الاحتفالات لم يكن تضامناً مع الإضراب، ولكنه جاء بناءً على طلب من الباب شنودة من عدم تجمع عدد كبير من الأقباط فى الاحتفالات وذلك تحسباً من انتشار أنفلونزا الخنازير، لذا فقد أكتفت الكنائس بإقامة الصلاة فقط لضيق بعضها. ومن جانبه أكد صموئيل العشاى، المتحدث الإعلامى لحركة "شركاء من أجل مصر"، أن إضراب الجمعة نجح بشكل مذهل، مؤكداً بأن ملامح العيد الذى كان من المفترض ان يحتفل به الأقباط وهو عيد النيروز لم تكن موجودة بالمرة. وقال لقد قمت بالتجول فى عدد من الأماكن والكنائس وفوجئت بأن حضور الأقباط قليل جدا، الأمر الذى يؤكد نجاح إضراب 11 سبتمبر، وهو ما يؤكد أن الإضراب نجح مليونا بالمائة. وأوضح العشاى أنهم عندما حددوا يوم الإضراب ليواكب رأس السنة القبطية كانوا لا يعتقدون أنه سيكون يوم جمعة وهو يوم إجازة رسمية عن العمل، ومع ذلك نجح الأقباط فى التغلب على خوفهم، ورفضوا الذهاب إلى الكنائس وشهدت الكنائس حضورا ضعيفا للغاية، رغم أن هذا اليوم عيد مهم للأقباط، وكانت المشاركة اللافتة فى الإضراب من أقباط القاهرة والإسكندرية. وعلى النقيض تماماً من مزاعم العشاى أكد القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس بالجيوشي، بأن الكنيسة احتفلت الخميس، من الساعة السادسة مساء حتى صباح الجمعة، بقداسات عيد النيروز وعمل سهرة خاصة به. وأضاف أن الكنيسة قامت مساء أمس الأول بتوزيع الكثير من الهدايا على الأقباط وسط الحشود من مئات الأقباط الذين حضروا لأخذ بركة العام القبطى الجديد. ونفى القمص صليب أى ظهور مسمى باسم الإضراب داخل الكنيسة، بل ان الكنيسة أقامت القداسات بأمور روحية، وأوضح أن كثيرا من الأقباط جاءوا لتبادل التهانى وحضور قداس عيد النيروز. وفى سياق متصل أكد الأنبا بيشوى رئيس المجمع المقدس أنه لا يوجد قبطى واحد شارك فى ذلك الإضراب، واصفاً من دعا إليه بأنهم حفنة من الشباب الذين يستهويهم العمل السياسي. وأعرب جمال أسعد عبد الملاك المفكر القبطى وعضو البرلمان إستحالة نجاح مثل تلك الإضرابات وذلك لأن المسيحيين شأنهم فى ذلك شأن المسلمين يرتابون ويتحسسون من أى دعوات للعصيان والإضراب. يذكر أن الأقباط الأرثوذكس احتفلوا مساء الخميس بأكل البلح والجوافة بمناسبة عيد رأس السنة القبطية 'النيروز' داخل الكنائس، واستمر الاحتفال حتى صباح الجمعة، حيث شهدت الكنائس ، وهو ما فشل تماماً.