لم تهتز شباك إيكر كاسياس سوى مرتين فقط في نهائيات جنوب أفريقيا. فبعد تعثر البداية أمام سويسرا، حافظ قائد الكتيبة الحمراء على رباطة جأشه وتعامل بهدوء واحترافية مع الانتقادات ليحقق بطولة غاية في الروعة ، بعدما أنقذ شباكه من أهداف محققة في العديد من المناسبات ، مساهما بشكل حاسم في قيادة منتخب بلاده إلى نهائي الأحلام لأول مرة في تاريخ أبناء شبه الجزيرة الأيبيرية. فقد كان دوره حاسما في تأهل إسبانيا إلى المربع الذهبي على حساب الباراغواي عندما نجح في صد ركلة جزاء من تنفيذ أوسكار كاردوزو قبل أن يبعد كرتين خطيرتين في حالتي انفراد خلال آخر أنفاس اللقاء. ثم عاد حارس ريال مدريد للتألق في الدفاع عن عرينه خلال موقعة نصف النهائي أمام العملاق الألماني، حيث كان بالمرصاد لقذيفتي تروشوفسكي وكروس. وقد كان القائد ابن التاسعة والعشرين حاسماً في إنجاح مسيرة لاروخا خلال سعيها لبلوغ اللقب الموعود بفضل انتصارات تاريخية ، وإن كانت أربعة منها بفارق ضيق. وفي ثالث ظهور له بأم البطولات، أظهر إيكر قمة نضجه الكروي في الأوقات العسيرة، حيث عرف كيف يحافظ على برودة أعصابه وهدوء زملائه فوق أرضية التباري. فقد كان الكابتن بحق نموذجا للاحترافية وقوة الشخصية. كما حصل النجم الألماني الصاعد توماس مولر على جائز الحذاء الذهبي لإحرازه 5 أهداف وتمريره 3 تمريرات حاسمة لزملائه جاءت منها أهدافا مؤثرة ضد إنجلترا والأوروغواي. مولر الذي غاب عن ألمانيا في الدور قبل النهائي ضد إسبانيا كان سببا رئيسيا فيما وصل إليه المانشافت في هذه البطولة لتألقه أمام إنجلترا والأرجنتين ، ثم في مباراة تحديد المركز الثالث ضد الأوروغواي حيث أحرز إحدى الأهداف الثلاثة في شباك الحارس موسليرا ، وحصل فيا على الحذاء الفضي بفضل خمسة أهداف وتمريرة حاسمة ، تبعه شنايدر بنفس الرصيد ، لكن كما يبدو ما حسم أمر المركز الثاني لفيا بعد مولر في هذه الجائزة هو تتويج إسبانيا باللقب. كما حصل مولر صاحب 20 عاما على جائزة أخرى وهي جائزة أفضل لاعب صاعد في البطولة ، وقدمت اللجنة الفنية لكرة القدم الدراسات اللازمة لاختيار مولر كأفضل لاعب شاب ، فبصرف النظر عن أهدافه الخمسة وصناعته للأهداف فإن مستواه التقني والبدني هو الأفضل من بين جميع الشبان الذين شاركوا في البطولة. يذكر أنها المرة الثانية التي تكون فيها هذه الجائزة من نصيب لاعب ألماني صاعد، بعدما حاز عليها زميله لوكاس بودولسكي في النسخة الماضية عام 2006. كما اختير دييغو فورلان كأفضل لاعب في نهائيات كأس العالم 2010 حسب إستطلاع رأي قام به الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا قبل بدء المباراة النهائية. وشارك في هذا الاستفتاء أكبر الصحفيين والمحللين الرياضيين الذين تواجدوا في قلب الحدث لتغطية الحدث للقنوات والوكالات والصحف والمواقع العالمية ، وتواجد في هذا التصويت كلاً من الإسباني ديفيد فيا و الهولندي ويسلي شنايدر، لكن فورلان صاحب 31 عاما و هداف الأوروغواي برصيد 5 أهدافي والذي قدم أدوارا بطولية طيلة الوقت وكان نجما لكل المباريات التي لعبها حسم اللقب لصالحه ، وحل بعده شنايدر ليحصل على الكرة الفضية ثم فيا في المركز الثالث بالكرة البرونزية.