"جمال" استغل موارد الدولة ونفوذ والده للصعود إلى القمة أصدر المحلل الاستراتيجي الكبير "دانييل سوبيلمان" دراسة مهمة تحت عنوان "هل سيصبح "جمال مبارك رئيسا لمصر؟". وقد حاول الكاتب فى هذه الدراسة محاولة معرفة من سيكون خليفة الرئيس مبارك فى حكم مصر ، وما مدى تأثير ذلك على علاقات مصر وخاصة علاقتها بالولايات المتحدةالأمريكية ، ويعتقد الكاتب أن لا أحد يعرف الإجاية على هذا التساؤل ، وأنه يفترض أن خليفة مبارك سيكون شخصية تتمتع بخلفية عسكرية قوية ، يتفتقدها "جمال مبارك" بالطبع، ولذلك يرى الكاتب أن قضية خلافة الحكم فى مصر تحتاج لنظرة فاحصة. يستعرض الكاتب خلفية تاريخية عن نشأة الرئيس مبارك حيث ولد فى الرابع من مايو 1928 فى قرية كفر مصيلحة بمحافطة المنوفية ، تم تعيين مبارك كقائد للقوات الجوية فى العام 1969 حتى عام 1972 حيث عُين كنائب لوزير الدفاع بالاضافة لكونه قائدا ً للقوات الجوية ، وخلال تلك الفترة شارك مبارك فى التخطيط والإعداد للحرب المصرية – السورية ضد اسرائيل فى العام 1973 ، وفى العام 1975 تم تعيين مبارك كنائب للرئيس السادات حتى عام 1981 حين تم إغتيال الرئيس السادات على يد الجماعات الإسلامية ، ومنذ ذاك الوقت أصبح مبارك رئيسا ً لمصر وحتى الآن. بالرغم من رفض الرئيس مبارك تعيين نائبا ً له الإ ان موضوع ضرورة وجود نائب للرئيس قد أُثير بالتحديد عام 1995 عندما تعرض موكب الرئيس مبارك لإطلاق النار فى أديس بابا ، حيث تعرض مبارك لمحاولة إغتيال فاشلة ، وبالتالى بدأ الحديث عن ضرورة وجود نائب للرئيس . ولكن ظل مبارك يردد بأن تعيين نائب للرئيس ليس ضرورى لأن أعمال الحكومة كلها تمر من خلاله ، وبالتالى بات مقتنعا ً بضرورة عدم تعيين نابا ً له حتى الآن . ويستكمل الكاتب حديثه بأنه وبغض النظر عن موضوع نائب الرئيس ، فإن موضوع خلافة الرئيس مبارك يرجح أن يكون شخصية عسكرية ؛ حيث أن الدستور المصرى يسمى الرئيس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وبالتالى فإن الدستور يمنح الرئيس صفة عسكرية ، وبالتالى يبدو أن ناصر والسادات ومبارك كانوا رؤساء عسكريين وليسوا مدنيين ، ويبدو – على حد قول الكاتب – أن الرئيس القادم هو الآخر لن يكون مدنى .يحاول الكاتب بعد ذلك أن يُلقى بالضوء على شخصية جمال مبارك باعتباره أحد المرشحين وبقوة لخلافة والده فى حكم مصر ، ويحاول الوقوف على مدى إمكانية تحقيق هذه الافتراضية ، حيث يرى الكاتب أن إستدعاء النموذج السورى وما حدث من خلافة بشار الأسد لوالده حافظ الأسد فى حكم سوريا ، هو نموذج حاضر وبقوة فى أذهان صناع القرار المصريين . يركز الكاتب على محاولات جمال مبارك الدائبة والهادفة لاستغلال المؤتمرات التى يقيمها الحزب الوطنى الحاكم فى المحافظات المصرية من أجل تقديم نفسه وعرض أفكاره والظهور بمظهر القائد رغم انف الجميع بما فيهم الحرس القديم..! ويحاول الكاتب أن يوضح ان جمال مبارك يستغل أجهزة الدولة المختلفة من أجل تسويق نفسه كبديل جيد ، حيث يستغل الصحافة الحكومية والإعلام الحكومى من أجل ذلك بصورة واضحة وهو ما أعطى لمنتقديه سلاحا مهما ساعد حائزيه على إثبات وجهة نظرهم فى أن "جمال" هو مجرد ابن النظام الحالى وأنه لا يحمل اى جديد، إلا المزيد من التبعية للغرب كما يقول منتقدوه، بحكم خلفيته السياسية والاقتصادية التى استقاها من الخارج. ويحاول الكاتب بعد ذلك التأكيد على أن ما يحدث فى مصر مع جمال مبارك يحدث فى بلاد عربية أخرى ، مثلما حدث فى سوريا ، ويحدث الآن فى ليبيا مع سيف الإسلام ابن الرئيس الليبى معمر القذافى والذى يلعب أدوارا ً هامة فى السياسة الليبية الحالية بتشجيع حكومى وباستغلال لموارد الدولة لصالحه، وكذلك ما حاول ان يفعله صدام حسين مع ولده الأكبر عدى ، وما ينفيه الآن عبدالله صالح رئيس اليمن من نية ترشح ابنه احمد خلفا ً له . ويؤكد الكاتب أن جمال مبارك هو الأوفر حظا ً بين هؤلاء ، حيث يرى أن المناخ العام فى مصر يسمح بدخول جمال مبارك كمرشح لرئاسة البلاد بالرغم من كل حركات التغيير الحادثة فى البلاد . ويختم الكاتب بأن الرئيس القادم لمصر لابد من توافر عاملين مهمين فيه ، ضرورة قبوله من المؤسسة العسكرية المصرية ، وان لايكون فى الدستور ما يمنع من ترشحه للرئاسة . وبالتالى يحاول الكاتب أن يؤكد أن جمال مبارك لديه حظوظ كبيرة لخلافة والده فى الحكم ، ولكن لابد أن يكون ذلك فى لحظة تاريخية تسمح له بذلك وبقبول من المؤسسة العسكرية .